مابين الأمل والتحديات مهمة صعبة لكامل إدريس هل ينحح ؟

31

كتب : الهادي العجيمي

في «التاسع عشر »من مايو الماضي، أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني ،عبدالفتاح البرهان مرسومًا دستوريًا بتعين كامل الطيب إدريس رئيسًا للوزارء في السودان بكامل الصلاحيات ،حيث صاحب القرار ردود أفعال، واسعة داخليًا ،وخارجيًا سيما وأنه ظل منصب رئيس الوزراء شاغراً منذ قرارات «الخامس والعشرون» من إكتوبر من العام 2021م
دكتور كامل إدريس الرجل الدبلوماسي، و القانوني تنتظره مهمةً صعبة للغاية حيث تأتي عودتة في لحظة محورية ،من تاريخ السودان.
حيث يواجه ،البلد تحديات معقدة علي الصعيد السياسي ،والإنساني مما يضع علي عاتقه مسؤولية إستثنائية لإعادة الحياة للشعب السوداني الذي ،أنهكته الحرب ولتأسييس قواعد متماسكة ،للسلام والاستقرار .

أولي تصريحاته

وفي أول تغريدة لكامل إدريس قبل ٱستلام مهامه عبر الرجل عن مشاعره ،لحظة وصوله أرض الوطن واصفاً اياها ،بأنها لحظة فارقة في حياته ، وقال إدريس في تغريدته ،أعود اليوم وأنا أحمل ،هم هذا الشعب العظيم وأدرك جسام المسؤولية التي كُلفت بها ،في واحدة من أصعب مراحل تاريخنا الحديث ،وأكد إدريس أنا أعود اليوم خادماً لوطن ينزف، وساعياً الي وحدة تنهي الحرب وتضع السودان السودان على طريق الاستقرار ،والإعمار ،والعدالة.
وصرح إدريس بعد اداء القسم أمس الأول قائلاً سأكرس كل وقتي ،وجهدي من أجل تحقيق العيش الكريم للمواطن السوداني.

هل ينجح كامل إدريس في ملف العلاقات الدولية المعقد ؟

وفي تصريحات خاصة «لنافذة الشرق» قال مستشار العلاقات الدولية والدبلوماسية ،أحمد علي عبدالقادر في حديثه عن ملف العلاقات الخارجية أن كامل إدريس بخلفيته كخبير قانوني دولي ،ومدير سابق «للويبو» يدخل الساحة التنفيذية السودانية ،وهو محاط بملفات دولية معقدة أبرزها المشهد الدولي وواصل عبد القادر أن المخابرات الغربية لاسيما CIAوال DGSE الفرنسية ،كانت تتابع صعود كامل إدريس منذ سنوات ،وأكد إنه قد وصف في تقارير سرية بأنه الوجه ،المدني المقبول لإعادة دمج السودان في المنظومة الدولية دون فقدان السيطرة الغربية ،على مفاتيح الاستثمار ،والمواني ومجال الطاقة كاشفاً إن إحدي الوثائق المُسربة من مجموعة فاغنر “عبر تحقيقات أوربية ،تشير الي أن إدريس جرى إقتراحه ضمن سينارو sudan stability model الذي صاغته ،جهات غربية بالتنسيق مع الاتحاد الاوربي ،كمخرج لتقليص النفوذ الروسي، والإماراتي في البحر الأحمر.

عين الإقليم والجوار

مستشار العلاقات الدولية عبدالقادر : يقول أن عين القاهرة، والرياض ،وأبوظبي عبر المخابرات العامة “ترحب بكامل إدريس كعقل قانوني ” مؤكداً لكنها تتحفظ على استقلاليته عن مؤسسة الجيش واردف أن القاهرة تعتبر أن أي تطبيع ،سياسي مع الحكومة يجب أن يُبغي اليد العليا للقيادة العسكرية ،في التنسيق الإقليمي.
وقال عبدالقادر أن الرياض ترى في إدريس ،جسراً يمكن أن يعيد السودان ،الي حالة توازن مفيدة لملف البحر الأحمر شرط أن لايتقاطع مع النفوذ السعودي في الموانئ .ويواصل قائلاً الامارات في المقابل ،بحسب تقارير إستخبارات أردنية بالتحديد ،تبدي قلقاً من أي دور لكامل إدريس قد يعيق مشروعها طويل الأمد في شرق السودان

الملف المحلي _ معركة العمق الإستخباراتي والاعلامي
ويواصل أحمد عبدالقادر مستشار العلاقات الدولية ” حديثة ،ل«نافذة الشرق » كاشفاً أن الواقع المحلي أكثر تعقيداً فهناك ثلاث كتل تتابع تحركات ،إدريس وقال أن هذه الكتل هي:
الإستخبارات العسكرية ،السودانية وأكد أحمد أنه وحسب متابعاتي الدقيقة فهي تريد فيه خياراً مقبولاً ،لكنها تضع خطوطاً حمراء تتعلق بالسيادة الأمنية والتنسيق مع أطراف دولية دون المرور عبر القنوات السيادية ، ويقول أن جهاز المخابرات العامة ،أرى إنه يتعامل معه بتحفظ ،خصوصاً بعد تقارير تواصله السابق مع منظمات أممية لها تحفظات على طريقة إدارة الملف الأمني ،خلال الحرب كما أشار عبدالقادر الي الإعلام المضلل الممول من الخارج وقال خاصة عبر قنوات ناعمة ،مثل شبكات التواصل المدعومة وأوضح أن هذه الصفحات بدأت منذ الآن في تقويض صورة إدريس بنشر شائعات عنه

أسرار كواليس الأمم المتحدة والبنك الدولي
وفي مواصلة لتصريحاته القوية ” يؤكد عبدالقادر أن هناك تقارير داخلية لم تنشر من ٱجتماعات مغلقة في نيويورك ،أظهرت أن جهات فعالة في البنك الدولي ،ترى أن كامل إدريس هو الأجدر بتوقيع اتفاقية “إعادة الإعمار “التي رُصد لها 3.5مليار دولار ، واردف لكنه يجب أن يقدم ضمانات ،بعدم الانزلاق نحو إعادة تأهيل قوى الإسلاميين ،وهي مخاوف تروج لها دوائر داخل الإدارة الأمريكية
وأختتم أحمد عبدالقادر “معلقاً علي نجاح كامل إدريس وقال أن النجاح مرهون بتوازن حساس إذا تمكن من :
ضبط إيقاع العلاقة بين الجيش ،والقوى المدنية دون صدام ، وكذلك فرض سيادة سودانية حقيقية ،ملف البحر الأحمر دون إستفزاز الحلفاء كما أوضح ،يجب إدارة تواصل إستراتيجي مع مع الغرب ،دون إعطاء انطباع بالإنحياز الكامل لهم ،واستطرد ويجب تفعيل “الدبلوماسية الاقتصادية ” وإعادة السودان للمشهد ،الدولي دون فقدان السيطرة على الأصول الوطنية ،حينها سيتحول كامل إدريس “صانع مرحلة ” وليس مجرد رئيس وزراء إنتقالي .

ملفات داخلية معقدة
ويوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عثمان ميرغني خلال تصريحات خاصة «لنافذة الشرق »
قائلاً بالرغم أن تعين دكتور كامل جاء في وقت عصيب للغاية حيث تواجه البلاد حرب دخل عامها الثالث ،وأضاف عثمان لكن فرص نجاحه لاتزال كبيرة ،خاصةً ،في الملفات الداخلية المعقدة ،والتي تختص معظمها في العمل التنفيذي المواجه للدولة ،ومطلوبات المواطن في الحياة العامة ،والخدمات الأساسية ،مؤكداً إنه ومع ذلك هناك فرصة كبيرة حداً،ل كامل أن يحدث نقلة خاصة في ملف علاقات دول الاقليم وملفات المجتمع الدولي ،لأن لكامل رواية واضحة ،واردف عثمان أعتقد أن ،الرجل قادر علي ،إدارة عملية سياسية في الداخل ،ومجهود تنفيذي يمكن أن يغير أوضاع المواطنين والانفتاح ع العالم ،والأقليم لكن ،هذا يتطلب تناغم بينه ،وبين مجلس السيادة.

تحديات كثيرة تواجه رئيس الوزراء الجديد

ويقول الصحفي والمحلل السياسي عثمان ميرغني ،تواجه دكتور كامل إدريس رئيس الوزراء كثيرة علي رأسها الأوضاع الداخلية ،وتحدي الحرب هو التحدي الأول الذي يواجهه ،وأضاف لابد أن يكون لديه تصور وأضح ،للتعامل مع ملف السلام ،الذي يتعلق بالمفاوضات مع جميع الأطراف ،الخارجية ،والأقليمية ،والدولية ،والاطراف الداخلية السياسية ،والعسكرية ،الدعم السريع بالتحديد واردف عثمان هذا الملف يختص به رئيس الوزراء كامل ،وهو بالتأكيد يتطلب قدر كبير من الشجاعة ،في التعامل مع هذا الملف، والقدرة علي إدارة خطاب سياسي مقنع للداخل والخارج ،يمكن أن يُحيد كثير من الأصوات التي تسير في أستمرار الحرب ،وأكد قدرات دكتور كامل إدريس كبيرة ،وتساعد في إمكانية أذمة الحرب ،بأسرع واقل تكاليف ،إذا توافرت له المعطيات الداخلية ،وعلي المجلس السيادي تسهيل الطريق له ،مضيفاً هناك تحدي آخر وهو القوة السياسي خارج السودان ،مجموعة صمود ،وغيرها وهي إمكانية أن يحوز ثقه ،هذه القوى وذلك لتوحيد الخط السياسي لأستكمال الفترة الإنتقالية

ماهي فرص الإصلاح والتنمية المتاحة لرئيس الوزراء ؟
ويجيب عثمان ميرغني قائلاً : باسم أن فرص الإصلاح كبيرة إذا إستطاع إنها الحرب ،وإستطاع فتح العلاقات مع المجتمع الدولي ،والإقليمي ،واذا إستطاع توفير أكبر قاعدة توافق سياسي في الداخل ،حتي القوى المعارضة للجيش السوداني ،وذلك سيعني تدفق كثير من المعينات ،والشراكات الخارجية التي تساهم في تسريع عجلة الدولة وأضاف ،هذا الأمر رغم أنه الآن عصياً وبعيد المنال ،لكن إذا إستطاع ،دكتور كامل اختراق الملفات الداخلية ،خاصة ملف الحرب ،وإمكانية توحيد القوى السياسية فإن هذه الملفات ستكون سهلة، ومعبدة ، مضيفاً أن أي إصلاح وتنمية في هذا الوقت يعتبر إنتصار كبير وذلك لسوء إستمر لسنوات طويله ،والبداية دائمًا تكون من تحت الصفر ،وفي ختام حديثه يقول ميرغني ،هناك فرص ،لرئيس الوزراء إدريس ،ليغير من الأوضاع في السودان ،بل أن يبدر نهضة كبيرة تضع السودان في مايناسب موارده ،وكل هذا يتطلب تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق ،السياسي .

ويحذر دكتور الإعلام في الجامعات السودانية ،د. عبيد إبراهيم في إفادته ل «لنافذة الشرق » حذر عبيد “من الإلتفات ،لأي أجندة خارجية من قبل رئيس الوزراء حتي وإن ادعو بأن هناك مصلحة للسودان والشعب السوداني ، مضيفاً ،هذه الفترة صعبة تحتاج الي توافق ورؤية إسعافية ،ولكن يجب علي رئيس الوزراء أن يلتزم ،وينضبط بالبرامج التي يضعها ،لأن الشعب السوداني لايحتمل التجريب ،فهو يتذوق الأمرّين ،ويرى عبيد أن الرجل يملك حنكه وخبره خارجية كبيرة إذا ما وضع ،أهدافة نصب أعينه وعمل عليها تدريجياً ، وقال عبيد أن الشعب السوداني شعب بسيط لايريد من أي حكومة ،سواء العيش الكريم والاهتمام مع القضايا الحساسة ،وأن تتماشا مع العادات والتقاليد وأختتم عبيد ،يجب علي رئيس الوزراء أن لايلتفت للسياسين الذين تعاملو بخبث مع إدارة الملف السوداني ، ونرجو أن يكون هذا الرجل بداية الخير علي السودان .

وبهذا التعين يبدأ السودان ،فصلاً جديدًا في تاريخه ،السياسي ويأمل الشعب السوداني أن يقود البلاد نحو الاستقرار والتنمية ،حيث تأتي هذه الخطوة وسط تحديات كبيرة تواجه الحكومة الحالية والتي تتطلب حلولاً عاجلة للتعامل مع الأزمات الإقتصادية ،والسياسية التي تشهدها البلاد .

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.