ما موقف الدول العربية إذا قامت حرب عالمية ثالثة بين إيران وإسرائيل؟.. باحث شؤون سياسية: مصر لن تنخرط في الحرب حال نشوبها إلى جانب أي دولة ما لم يتم تهديد أمنها القومي

1

كتب ـ أحمد خالد

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 كثر الحديث عن احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة نظرًا للتوترات والاضطرابات في أقاليم مختلفة حول العالم، وتبادلت إيران وإسرائيل الضربات لتكون بمثابة جرس إنذار أو ربما تنبؤات بأن الحرب العالمية قادمة لا محالة، وخلال الحوارلـ”النبأ”، أوضح بكر محمد البدور الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، سيناريوهات نشوب تلك الحرب وأطرافها وموقف مصر والدول العربية من تلك الحرب.

الموقف المصري حال قيام حرب

قال بكر محمد البدور، الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، إن مصر على مدى تاريخها كانت دولة توازن وذات سياسة خارجية متزنة لديها علاقات مع الصين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، فهي أكثر بلد عربي مرشح ومهيأ ليكون الطرف العربي الوازن على الأقل في الساحة الإقليمية، وذلك نظرُا لما تتمتع به مصر من مكانة جغرافية وجيو سياسية مدعومة بمساحة واسعة وكتلة بشرية سكانية كبيرة إلى جانب الإرث الثقافي والحضاري الضارب في الجذور، لكن معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة تشكل محدد كبير للدور المصري في البعدين الدولي والإقليمي.

وكذلك فإن مصر لديها علاقات مع كل من الصين روسيا وبالتالي، بالتالي ليس من مصلحة مصر الانخراط في الحرب إلى جانب أي فريق ما لم يتم تهديد مصالحها الحيوية وأمنها القومي، لهذه المعطيات والمحددات.

وأكد أنه في حالة تهديد أمن مصر القومي فإنها ستتصرف وفق انعكاسات الحرب حال اندلاعها على أمن الخليج ومصر وخصوصا قناة السويس، حيث من المعروف أن الوطن العربي يطل على العديد من الممرات المائية الدولية كقناة السويس، ومضيق باب المندب ومضيق هرمز ومضيق جبل طارق، وهذه الممرات تستخدم للملاحة الدولية لمختلف الأغراض التجارية والعسكرية وخاصة في المشرق العربي، حيث قناة السويس والخليج العربي ومضيق باب المندب. لوجود حاملات الطائرات في المياه الدولية بالقرب من هذه الممرات فإن احتمالية قيامها بهجمات أو الهجوم عليها هي احتمالات كبيرة، وهذا سيعرض المحيط الجغرافي لمخاطر أمنية كبيرة خاصة في مصر بحكم وجود قناة السويس ومنطقة الخليج العربي والدول العربية المطلة على البحر الأحمر، وبالتالي وكما أسلفت فإن المنطقة العربية ستجد نفسها داخل هذه الحرب وفي مواجهة تداعياتها المختلفة حال نشوبها الدولية.

موقف الدول العربية إزاء أي حرب محتملة

وأعرب البدور عن أسفه الشديد واحترامه لجميع الدول العربية، قائلًا إنه فبالرغم من وجود دول عربية كبيرة، ومن المفترض أن يكون لها تأثير إلا أن ومن الناحية العملية لا يوجد قوة عربية وازنة عسكريًا مقارنة بالدول الكبرى كالولايات المتحدة وروسيا والصين، مع وجود دول عربية مؤثرة في المحيط الإقليمي مثل مصر، لكن البلاد العربية في حال نشوب حرب عالمية ستكون جزء من ساحة الصراع، وبالتالي ستتحمل الكثير من الكلف البشرية والإقتصادية، فالبلاد العربية في ظل غياب مشروع عربي نهضوي وفي ظل تراجع منظومة الأمن القومي العربي هي جزء من المشاريع الإقليمية والدولية الأخرى، وبالتالي ستكون جزء من ساحة صراع هذه المشاريع.

رد فعل روسيا والصين مع نشوب المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية

كما تطرق الباحث السياسي إلى رد فعل روسيا والصين مع نشوب المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، قائلًا إنه منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022 كثر الحديث عن احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة نظرًا للتوترات والاضطرابات في أقاليم مختلفة حول العالم.

ومؤخرًا حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من نشوب حرب عالمية ثالثة، وفي ذات السياق أشارت تقارير استخباراتية غربية إلى أن روسيا تستعد لحرب مع الغرب.

وأكد أن الخبراء والعسكريون غربيون سابقون يرون أن روسيا ليست وحدها التي تعتقد باحتمالية نشوب مثل هذه الحرب وأن أي مواجهة كبيرة قادمة قد تضم كل من الصين وكوريا الشمالية وإيران والواليات المتحدة، وأن هذه المواجهة قد تندلع عند لحظة معينة بفعل تصاعد التوترات الإقليمية في مناطق مختلفة من العالم مثل المخاوف من إقدام الصين على غزو تايوان، أو أن تمتد الضربات الروسية خارج أوكرانيا أو نشوب صراع مسلح بين الكوريتين أو احتدام المواجهة الحالية بين إيران وإسرائيل وتطورها بشكل غير متوقع الأمر الذي قد يفاقم الصراع بين الفاعلين الكبار وصولُا إلى مواجهة عسكرية شاملة.

دور أدوات الحرب الحديثة “حرب الجيل الخامس” استعدادًا للحرب العالمية

واعتبر البدور أن حروب الجيل الخامس جزء محتمل من الحرب العالمية الثالثة حال قيامها، حيث يمكن أن تمهد الطريق للصراع العسكري التقليدي أو أن تكون بداية له، حيث تشكل الهجمات السيبرانية أداة إضعاف الخصم عبر تقويض استقرار الدول المستهدفة عبر التلاعب بالرأي العام، ونشر المعلومات المضللة، وإثارة الفتن والانقسامات الداخلية، كما يمكن لأدوات الجيل الخامس من الحروب التأثير على الرأي العام العالمي وتشكيل صورة غير إيجابية عن الدولة الهدف لتبرير التحركات العسكرية ضدها. بالإضافة لما سبق فإن أدوات هذا الجيل يمكن توظيفها بفعالية لاختبار قدرات الدول السيبرانية و الدفاعية وتساعد بشكل كبير في جمع معلومات استخباراتية عنها.

كما أن تقنيات الجيل الخامس من الحروب لها دور فعال في التشويش على التحالفات بين الدول والقدرة على تفكيكها أو منع تشكيل مثل هذه التحالفات عبر تسليط الضوء في العالم الإجتماعي ووسائل العالم الأخرى على النقاط الخالفية بينها والمواقف اللأفكار السلبية المختزنة في ذاكرة الشعوب والمجتمعات، بالإضافة إلى إمكانية إضعاف القدرات العسكرية للدولة الخصم عبر الهجمات السيبرانية وخلخلة أنظمة التحكم بها وتشغيلها.

وضع القوى العالمية من الناحية العسكرية والإقتصادية

وأشار إلى أن هناك تباين بين القوة العسكرية لمختلف القوى الدولية الفاعلة، فوفق تقديرات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك نصف القوة العسكرية في العالم، تليها روسيا ثم الصين بفارق كبير لكن الولايات المتحدة تعاني من أزمات مالية واقتصادية حتى أن أيلون ماسك صديق الرئيس االمريكي دونالد ترامب صرح مؤخرًا بأن الولايات المتحدة في طريقها إلى الانهيار الاقتصادي رغم تر يليونات الدولارات التي حصل عليها ترامب من أصدقاء الولايات المتحدة والشعوب في العالم الغربي التي ترغب بالتخلي عن الرفاه في معيشتها وليست مستعدة للتضحية من أجل الحروب، كما تعاني روسيا من ظروف اقتصادية صعبة بفعل نفقات الحرب الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب عليها، وأما الصين صاحبة الاقتصاد العالمي الأقوى فجميع قواتها العسكرية داخل حدود الدولة وكثير من المصالح الحيوية لعدم وجود قواعد عسكرية ً الصينية ستكون في مهب الريح حال نشوب صراع عالمي مسلح تحمي النفوذ الاقتصادي وهذا خلل كبير.

أما أوروبا فهي الأخرى لها مشاكلها الاقتصادية وهي ترتبط عمليا بالجانب العسكري بالولايات المتحدة وتعول عليها عبر حلف الشمال الأطلسي.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.