ما وراء تدريب القوات الفلسطينية في مصر،رسائل سياسة أم ترتيبات أمنية ؟
كتبت:بسنت السيد
يتنامى النفوذ المصري يوماً بعد يوم ليرد بقوة على المشككين والذين يحاولون دائما التقليل منه في إدارة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. فالتحركات العسكرية والدبلوماسية التى تنتجها مصر كردود أفعال على البربرية الإسرائيلية والتى كان آخرها توجيه ضربات بهدف إغتيال قادة حماس والقضاء على آخر فصل في فصول السلام ووقف إطلاق النار وإيقاف الحرب على غزة .
في حرب لا تنتهى ،فعلى مدار ما يقرب من عامين ،راح ضحيتها الآلاف من المدنيين العزل ،أصبحو بلا مأوى ،فماذا بعد إنتهاء الحرب على غزة ؟وماهى سيناريوهات ما بعد وقف إطلاق النار وإعلان إنتهاء الحرب ،لاسيما بعد الإعلان عن تدريب عناصر من قوات الأمن الفلسطينية في مصر ،فما الأسباب والدوافع الحقيقية وراء تلك التدريبات ؟ وما المهمات التى ستقوم بها؟وماهى ملامح غزة بعد إنسحاب القوات الإسرائيلية منها إلى من سيؤول الحكم فيها؟وما فحوى الرسالة التى ترسلها مصر للعالم والقوى العظمى ؟. كل هذا وأكثر في التقرير التالي….
الهدف تأمين غزة
فى حديثه ل”نافذة الشرق” يقول الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي ، اللواء سمير فرج:”إن تدريب القوى الفلسطينية في مصر و هم 500 فرد الهدف منه هو تدريب أمني في حالة خروج إسرائيل من غزة وتولي السلطة الفلسطينية مهام الأمور فيها ،بحيث تكون هذه العناصر موجودة من أجل تأمين غزة حتى لا يتم الاستعانة بعناصر من العناصر التي كانت موجودة من قبل.
وتابع اللواء سمير فرج قائلا:”وبالتالي هذه العناصر موجودة تتدرب لدينا في مصر ، وهناك عناصر أخرى تتدرب في الأردن من أجل استبدال عناصر من قوات حركة “حماس” التي كانت تؤمن غزة .
أما عن ملامح غزة بعد حماس؟
وتطرق اللواء سمير فرج الخبير الإستراتيجي إلى ملامح غزة فيما بعد وجود “حماس” حيث يقول “هناك عدة مقترحات:
المقترح الأول : هو وجود قوة دولية تسيطر على غزة.
أماالمقترح الثانى: يقضي بوجود قوة عربية مشتركة .
ومقترح ثالث : ينص على أن مصر تسيطر على غزة لمدة لاتقل عن 10-15 سنة مقابل رفع الديون عن مصر والتى تقدر ب 155 سنة مليار دولار ويرى اللواء سمير فرج أن الاقتراح الأخير وهو الأقرب لنا وهو أن السلطة الفلسطينية هي التي تسيطر على غزة،و بعد ذلك ،و تصبح العناصر التي تدربت عندنا في مصر وفي الأردن تكون هي القوة الأمنية التي تسيطر على القطاع بشرط أن تكون حركة حماس خارج غزة .
تأهيل وتطوير القدرات العسكرية للعناصر الفلسطينية
ومن جانبه أكد اللواء أركان حرب أسامة محمود المستشار في كلية القادة والأركان في تصريحات صحفية “أن الهدف من تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية في أكاديميات عسكرية مصرية؛ هو تأهيل تلك العناصر من أجل تطوير ودعم قدراتها العسكرية، بما يمكنها من تنفيذ المهام الموكلة إليها من حماية ،وتأمين للقطاع، في إطار سعى مصر الحثيث من أجل تحقيق الإستقرار والأمن في قطاع غزة ، بعد عامين من الحرب الدائرة بين حماس من جانب وإسرائيل تمهيداً لإعادة إعمار غزة “
خروج حماس من المشهد السياسي
وأضاف اللواء أسامة أن هذا التدريب يأتى كخطوة تنفيذية لمقترح كانت قد اقترحته لجنة الإسناد المجتمعي التي عقدت بالقاهرة منذ حوالى عام، والذى نص على إتفاق كل من حركتى ” فتح وحماس” في شهر سبتمبر 2024 ، على أن تخرج حماس من المشهد السياسي بالكامل من اليوم التالى لإعلان إنهاء الحرب على غزة ..
لاوجود لقوات فلسطينية إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة
وفي سياق متصل يقول الكاتب والباحث السياسي الدكتور مراد حرفوش في تصريحات إعلامية حول أهمية تدريب قوات فلسطينة في هذا التوقيت ،” أن السلطات المصرية تقوم بتدريب عناصر من القوات الأمنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، لافتاً إلى أن هذه القوات لا يمكن أن تكون موجودة في غزة بدون وقف لإطلاق النار في القطاع، ثم التوافق على الشكل الذى سيكون لما بعد الحرب”.
ويتساءل حرفوش هل هذا الاتفاق سيكون متضمنافي الخطة العربية التي أقرت في المؤتمر الأخير الذي عقد في القاهرة؟ أم من الممكن أن تكون هناك تفاهمات أخرى إقليمية ودولية؟”.
وأوضح فى تصريحاته أن مقترح تشكيل القوة الدولية التي تضم عناصر من الشرطة الفلسطينية تعد محل نقاش بين بعض الدول العربية. والتى ربما ستأتي معظمها من قوات عربية من مصر، مع أعداد أقل من الأردن ودول الخليج،ولكن لم يحسم الأمر بعد .
ويرى المراقبون أن الجهود التى تستهدف تدريب الفلسطينيين لتولي مهام الأمن بديلا عن حركة”حماس” في غزة، يأتي فى توقيت عارضت فيه بعض من الدول العربية وجود الحركة في القطاع.
ومن ناحية أخرى دعت جامعة الدول العربية “حماس” في يوليو الماضي إلى نزع السلاح وإنهاء سيطرتها على غزة..
خطة مصرية قطرية لوجود قوى دولية
وقالت مصادر مطلعة أن هناك خطة بدعم من مصر وقطرعرضت على”حماس” تفيدبإنشاء قوة دولية تتضمن أفراد أمن عرب. كما ستشمل تلك القوات عناصر من الأمن التابعين للسلطة الفلسطينية التي بدأت مصر بتدريبها.
ولكن على الصعيد الآخر أبلغت حماس رفضها الإقتراح لأسباب تتعلق بتخلي حماس عن كل سلطتها العسكرية والسياسية في غزة.
رفض إسرائيل لوجود سلطة فلسطينية في غزة
ومن جانبها ، رفضت إسرائيل وجود سلطة فلسطينية تحكم غزة. واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية بأنها تدعم الإرهاب، ولا فرق بينها وبين “حماس”.
حماس أعلنت أنها قدمت كل مرونة لإنهاء الحرب
وعلى الجانب الآخر قالت حركة” حماس “في بيان صرحت فيه ” أنها قدمت كل المرونة في سبيل التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإعلان إنهاء الحرب ، متهمة إسرائيل بتعنتها في وقف الحرب ،وتعطيل، وإفشال جهود الوسطاء، مؤكدة أن نتنياهو مصر على المضىقدما في مخططاته للإبادة والتهجير في حرب لا تنتهي ويدفع ثمنها أسراه .وعلى صعيد آخر تعرض وفد حماس لضربة في محاولة إغتيال غادرة اعترفت اسرائيل بقيامها بمساعدة “الشاباك”مما يقوض عملية السلام وأن إسرائيل لا تعترف بحماس كشريك.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.