محمد رياض رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري لـ”نافذة الشرق”: “أعطيت المهرجان كل ما لدي.. ولن أعود مجدداً للرئاسة”
حوار :محمد صفوت
دائما ودوما تجد النجم الكبير محمد رياض رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري لا يترك شاردة أو واردة للظروف عندما يتعلق الأمر بأكبر مهرجان مسرحي في الشرق الأوسط وتجده دائما مثل القائد الذي يكون أول الحاضرين وآخر المغادرين ، لذا اقتنصنا معه هذا الحوار في مكتبه الخاص بإدارة المهرجان قبل ساعات قليلة جدا من إنطلاق الدورة 18 من المهرجان القومي للمسرح المصري مساء الأحد الموافق العشرين من يوليو
في الدورة الثالثة للفنان محمد رياض كرئيس المهرجان القومي للمسرح المصري ، بماذا سيفكر الفنان الكبير محمد رياض في تطويره عند رئاسته للدورة الرابعة بعد التحديث الملموس الذي تجلى وتحلى خلال الدورات الثلاثة ؟
بصراحة اكتفي بثلاث دورات ، ولن اتواجد في رئاسة المهرجان للفترة الرابعة على الإطلاق ، فأنا اكتفي جدا بهذا القدر
بعد هذا الخبر الحصري هل النجم محمد رياض لا يرغب في الاستمرار لدورة رابعة لأسباب تتعلق ببعض المعوقات ام لإعطاء الراية لوجوه جديدة تستطيع حمل راية المهرجان القومي للمسرح المصري ؟
جزيل الشكر للدكتور أحمد فؤاد وزير الثقافة هنو على دعمه الكبير للمهرجان ، أنا في كافة النسخ الثلاثة لم أبخل على المهرجان بوقتي ولا بمجهودي ، فأنا عملت كل ما أستطيع عمله للمهرجان ، واتمنى يأتي وجه جديد يكون لديه نفس المجهود ونفس الحب ولديه الشغف ويكمل المشوار ، اعتقد أني اديت دوري ، و أتمنى أن أكون عند حسن ظن كل المسرحيين.
في ظل المنافسة الضارية بين المسرح المصري والمسرح في الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية التي تشهد طفرة مسرحية واضحة للعيان ، ماذا يقدم المهرجان القومي للمسرح المصري لكي يحافظ المسرح المصري على ريادته ؟
أنا بوصفي رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري أقدم فن ، ولست مسؤول مطلقا عن ريادة المسرح المصري أو تطويره سواء في القطاع الخاص او العام ، انا تمكنت من تقديم حركة مسرحية كاملة في المهرجان وخاصة على صعيد الورش والندوات والماستر كلاس والعروض ، السؤال لا يسأل لي ولكن يسأل للمسؤولين عن القطاع الخاص في المسرح الخاص والمسارح الحكومية مثل المسرح القومي وخلافه من المسارح.
برغم قيامك بجهد كبير في الورش وتنويعها وحرصك الدائم على الأستماع لطلاب الورش في إضافة ورش جديدة إلا أنه هناك إنتقاد لقصر فترة الورش وعدم وجود منتج نهائي لبعض الورش؟
أولا قبل إفتتاح المهرجان بيوم قدمت ورشة التمثيل ضمن فعاليات المهرجان ثمرة جهودها بعرض مسرحي يحمل عنوان “هو وهي” تم عرضه على خشبة مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية ويأتي هذا العرض تتويجًا لأسابيع من التدريب المكثف تحت إشراف الدكتورة سماح السعيد أستاذة التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
ثانيا لا يوجد هناك ورشة قصيرة ولكنها ورش مكثفة في الوقت ، أقل ورشة لدينا كانت 40 ساعة تقريبا ، هناك بعض الورش الخارجية تدرس فيها سنة كاملة ولا تأخذ 40 ساعة ، هناك ورش استمرت لشهر ونصف تقريبا ، نحن بدأنا العمل من شهر مايو الماضي ، ولو لم يكن الأمر مفيد لطلاب الورش فلماذا أفعله من الأساس ، قمنا بتكثيف فترة الورش إلى أكثر فترة زمنية ممكنة.
بوضوح تم ذكر هذا الأمر بسبب اهم ورشة في المهرجان وهي ورشة الدكتور محمد عبد الهادي بإعتباره من أكبر المراكز الخارجية المعروفة في ورش التمثيل وكان اغلب المنضمين للورشة يريدون الحصول على اطول وقت ممكن منه في علم التمثيل المسرحي؟
الدكتور محمد عبد الهادي كان لديه ارتباطات مهنية كثيرة ، وكان اتفاقه معه أن لا تزيد الورشة عن أسبوع ، وكانت عدد ساعات ورشته من 28 إلى 30 ساعة بما يعادل 7 أو 8 ساعة يوميا.
المكرمين دائما هو الملف الأكثر جدلا بالنسبة للإعلام والصحافة خاصة أن تكريم الفنان أحمد آدم في العام الماضي صاحبه الكثير من اللغط ، هل راعيتم هذا الأمر في نسخة الموسم الحالي بوجود الأستاذ أشرف عبد الباقي وتقليل مساحة الجدال التي تمت إثارتها خلال العام الماضي؟
هناك بعض المعايير يجب وضعها لدى المكرمين وهي من صميم إختيارات اللجنة العليا وليست إختيار رئيس المهرجان إطلاقا ، وانا اتدخل فقط في وجهة نظري الشخصية بأن التكريم يجب أن يكون لأشخاص على قيد الحياة وليس من فارقوا الحياة ، وانا لا يهمني أراء السوشيال ميديا في هذا الأمر لأنه من المستحيل إرضاء كل الناس ، وانا راضي كل الرضا عن المكرمين في النسخ الثلاثة التي قمت بإدارتها وإختيارات اللجنة العليا لها.
بمناسبة إن الدورة السابعة عشرة كانت بأسم سيدة المسرح العربي سميحة ايوب وهي التي حزن كل الوسط المسرحي على رحيلها في يوم وقفة عيد الاضحى ، كيف سيكرم المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الثامنة عشرة اسم العظيمة الراحلة سميحة ايوب ؟
أطلقنا اسم سيدة المسرح العربي على مسابقة العروض المسرحية ، ومهما فعلنا لن نستطيع رد جميل العظيمة سميحة أيوب على كافة المسرحيين ، وخاصة أنها سيدة كان يجري في دمها حب المسرح من الوريد إلى الوريد.
بعد إنتهائك من مهمة المهرجان القومي للمسرح المصري كيف يخطط النجم محمد رياض للقادم من مشواره الفني وخاصة أن بطل مسلسل رمضاني تبدع فيه في كل عام؟
أنهي المهرجان أولا لأنه لا يجعلني افكر في مشواري التمثيلي أو حتى عائلتي ، وبعدها لكل حدث حديث ، لدي عدة نصوص سابدأ بقراءتهم لكن حرفيا المهرجان لم يسمح لي بالتفكير في اموري الفنية.
تجربة المحافظات كيف تقيمها ؟
حققت المرجو منها بنسبة 1000 بالمائة ، لم اكن أتخيل رد الفعل الإيجابي عن خروجنا للمحافظات خارج القاهرة الكبرى ، فرحان وسعيد ومسرور وراضي بردود الأفعال ، طبعا الأمر يحتاج إلى مزيد من التطوير في النسخ القادمة ، نحن كسرنا المركزية الموجودة في القاهرة وتمكنا من الوصول للمحافظات ، وحققنا مبدأ العدالة الثقافية خارج القاهرة الكبرى ، أكاد أطير من الفرحة حينما لمست أحساس المواطن المصري الموجود خارج القاهرة بإهتمام الدولة به من الناحية الثقافية ، ليس هذا فحسب بل وصل الإنتاج الثقافي لديه في محافظته بشكل جيد ومختلف.
وبسؤال الصحفي الكبير والناقد الفني جمال عبد الناصر رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان عن العروض أشار : “يُقام المهرجان هذا العام على مجموعة من المسارح المهمة في القاهرة، مما يتيح للجمهور متابعة العروض بسهولة في أماكن متعددة، وقائمة المسارح المخصصة لعروض المهرجان القومي للمسرح هي: مسرح الطليعة، مسرح متروبول، مسرح أوبرا ملك، مسرح ميامي،قاعة يوسف إدريس (بمسرح السلام)، مسرح السلام، مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية،مركز الهناجر للفنون، مسرح الجمهورية، مسرح الغد، مسرح البالون، مسرح روض الفرج، مسرح السامر، المعهد العالي للفنون المسرحية .
وتابع الإعلامي والممثل جمال عبد الناصر حديثه قائلا : “لدينا في المهرجان 35 عرض مسرحي الحضور فيها سيكون بالمجان ، تبدأ فعاليات حفل الافتتاح من خلال «ريد كاربت» من الساعة السابعة والنصف مساء، حيث يستعرض النجوم والمكرمون حضورهم أمام كاميرات وسائل الإعلام والقنوات الفضائية، بينما ينطلق حفل الافتتاح الرسمي في تمام الساعة التاسعة مساءً داخل المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية ومن المقرر أن يكرم المهرجان في هذه الدورة نخبة من رواد فن المسرح بينهم الفنان محيي إسماعيل والفنان أشرف عبد الباقي والفنانة سميرة عبد العزيزة والفنانة ميمي جمال والفنان أحمد نبيل، المخرج أحمد عبد الجليل، والفنان جلال العشري، والكاتب سليم كتشنر والدكتور صبحي السيد، والمخرجة عبير علي ، وتستمر فعاليات المهرجان حتى 6 أغسطس المقبل”.
من مصادرنا الشخصية داخل لجان المهرجان فقد كان السبب الرئيسي وراء رغبة النجم محمد رياض في عدم الأستمرار لدورة رابعة هو قلة الميزانية المخصصة من وزارة الثقافة خاصة بعد توسع المهرجان ليشمل محافظات كثيرة وبعيدة خارج القاهرة الكبرى بل أن بعض المصادر أخبرتنا بأن الفنان محمد رياض يوزع المقابل المادي المخصص له من رئاسته للمهرجان على بعض الأمور اللوجستية وان المهرجان لا يستفيد منه ماليا بل ويؤثر عليه كممثل إذ خرج آخر مسلسل له في رمضان الماضي وقبل الماضي من دائرة الأعمال الرمضانية التي تحظى بنسب عالية من المشاهدات ، وكانت الميزانية الضعيفة السبب الرئيسي والخفي في إعتذار الفنان ياسر صادق عن منصب مدير المهرجان القومى للمسرح المصري في النسخة السابعة عشرة حينما انفعل خلال المؤتمر الصحفي قبل المهرجان عند رده على سؤال شديد اللهجة من أحد الصحفيات وقال “إحنا بنعمل من الفسيخ شربات” وبعدها تعلل بظروفه الصحية ولم يكمل المهرجان ، فهل تستمر لعبة القط والفار بين وزارة الثقافة وأي رئيس قادم للمهرجان القومي للمسرح المصري ام يدرك وزير الثقافة أن أستمرار الدولة المصرية في الريادة المسرحية أصبح يحتاج المزيد من الأموال مع الكثير من الكفاءات الشابة لكي يعود المسرح المصري لجملته الشهيرة “كامل العدد”.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.