مصر تعتزم إنشاء أول مصنع لانتاج وقود الطائرات من زيت الطعام في افريقيا والشرق الأوسط

كتبت بسنت السيد
تعتزم وزارة البترول إقامة مشروع لانتاج وقود الطائرات من زيت طعام الطهى المستعمل باستثمارات 530 مليون دولار.
وفقا لما كشف عنه مجلس الوزراء حول تفاصيل المشروع والذي تم الانتهاء من إعداد دراسات الجدوى الخاصة به بالتعاون مع بنك التنمية وإعادة الإعمار الأوروبي “EBRD”
مكان المشروع
حيث يقام على مساحة 100 ألف متر مربع في موقعه المقابل لميناء الدخيلة بالإسكندرية، ويجري حاليًا اتخاذ إجراءات اختيار رخصة التصنيع، ومقاول التنفيذ بنظام الهندسة والتوريد والبناء “EPC”، كما أشار إلى تقدم العمل مع أربع جهات تمويل دولية.
المشروع لتوفير منتجات خضراء صديقة للبيئة
وفي تصريحات إعلامية قال وزير البترول والثروة المعدنية، كريم بدوي، إن هذا مشروع إنتاج وقود الطائرات المستدام يأتي ضمن حزمة مشروعات خضراء تبنت الوزارة تنفيذها من خلال الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات لتوفير منتجات خضراء صديقة للبيئة، والمساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية.
تلبية احتياجات السوق المحلى
أوضح أن المشروع يهدف إلى تلبية احتياجات السوق المصري المحلى المرتقب خلال السنوات القليلة المقبلة على هذا النوع من الوقود الأخضر، وفتح آفاق جديدة للتصدير للأسواق الخارجية استثمارًا لتنامي الطلب العالمي.
توطين صناعة الوقود
وقال وزير الطيران المدني، سامح الحفني، إن الوزارة تستهدف من تلك المشروعات توطين صناعة وقود الطائرات المستدام “SAF” في مصر، بحسب المعايير الدولية المعتمدة من منظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو”.
وأشار أن إنشاء الشركة المصرية لإنتاج وقود الطائرات المستدام يُعد خطوة هامة نحو تمكين مصر من ريادة هذه الصناعة الواعدة على مستوى القارة الإفريقية.
إعداد دراسة جدوى
كما أكد على ضرورة إعداد دراسة جدوى متكاملة تشمل الجوانب الفنية والاقتصادية والتشغيلية، واعتمادها من الجهات المختصة، مع وضع آلية لوجستية فعّالة تضمن كفاءة سلسلة الإمداد والتوزيع داخل وخارج المطارات المصرية.
الاول في افريقيا والشرق الأوسط
وقال رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، إبراهيم مكي، إن المشروع، وهو الأول من نوعه الذي يتم الإعلان عنه في إفريقيا والشرق الأوسط، يعتمد على تكنولوجيا حديثة ومعتمدة دوليًا لإنتاج وقود الطائرات المستدام من زيوت الطعام المستعملة.

تجربة اليابان
وتعد التجربة اليابانية في هذا المجال تجربة رائدة حيث تتنافس الشركات العالمية على تصنيع وقود الطائرات المستدام المصنّع من زيت الطهي المستعمل في اليابان؛ وذلك لما يتميز به من جودة عالية ونسب أقل من الانبعاثات الكربونية.
وفي هذا الإطار، يتهافت معظم منتجي الوقود المتجدد حول العالم على شراء زيت الطهي المستعمل الياباني عالي الجودة؛ ما يقود إلى صعود في أسعار السلعة، وفق ما أورده موقع نيبون دوت كوم (nippon) الياباني.
ومن المتوقع أن تشرع شركات يابانية هذا العام (2023) في إنتاج وقود الطائرات المستدام منخفض الكربون، من زيت الطهي المستعمل، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ونتيجة ارتفاع مستويات الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أنشطة السفر، مقارنة بنظيرتها من القطارات ووسائل النقل الأخرى، يواجه استخدام الطائرات وابلًا من الانتقادات من قِبل حركة “عار الطيران-flight shame”، وهي حركة اجتماعية مناهضة للطيران، وتهدف للحد من التأثير البيئي للطيران، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة.
الحياد الكربونى
وفي خريف العام المنصرم (2022)، وضعت منظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو” مستهدفًا لتقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من أنشطة الطيران العالمية، وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050..
وتستهدف الحكومة اليابانية استبدال وقود الطائرات المستدام، بما نسبته 10% من وقود الطائرات الذي تستخدمه شركات الخطوط الجوية المحلية، بحلول نهاية العقد الحالي (2030).