مصر في الأمم المتحدة.. لحظة مفصلية لرسم معادلة الأمن العربي

كتبت بسمة هاني

في توقيت إقليمي بالغ الحساسية، جاء تصريح المندوب المصري في الأمم المتحدة ليؤكد أن “أمن قطر جزء لا يتجزأ من أمن مصر والمنطقة العربية”، في رسالة وُصفت بالتاريخية. هذا الموقف المصري يحمل دلالات سياسية وأمنية عميقة تتجاوز البعد الثنائي ليعكس رؤية أشمل للأمن القومي العربي.

اعتبر الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة والباحث في العلاقات الدولية، أن تصريح المندوب المصري في الأمم المتحدة حول أن “أمن قطر من أمن مصر والمنطقة العربية بأسرها” يمثل رسالة تاريخية بالغة الأهمية وفي توقيت شديد الحساسية.

دلالة التوقيت والرسائل

وأوضح سليمان أن هذا الموقف لم يأتِ بمعزل عن زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى الدوحة ولقائه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث تعكس الزيارة رسالة شفافة من الرئيس المصري تؤكد ذات المعنى. وأضاف أن التصريح المصري في محفل عالمي كالأمم المتحدة، يعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة المخاطر التي تواجه الدول العربية، خاصة بعد الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة الذي مثل تحولًا نوعيًا غير مسبوق في طبيعة الاعتداءات الإسرائيلية بالمنطقة.

إدراك مصري للمخاطر

وأشار الباحث إلى أن مصر تنظر إلى أمن الدول العربية والخليج كخط أحمر يدخل في صلب أمنها القومي. وأكد أن هذا الموقف ليس جديدًا على القاهرة، لكنه جاء هذه المرة بشكل أوضح وأكثر حزمًا، في ظل مرحلة جديدة من العلاقات المصرية القطرية التي شهدت تطورًا غير مسبوق وتجاوزًا لخلافات الماضي.

تهديدات إسرائيلية متصاعدة

ولفت سليمان إلى أن التهديد الإسرائيلي لم يعد محصورًا في غزة أو في القضية الفلسطينية، بل أصبح خطرًا مباشرًا على دول عربية عدة، مستشهدًا بتصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تحدث فيها عن “إسرائيل الكبرى”. وأكد أن السلوك الإسرائيلي الحالي يعكس توجهاً متطرفاً يتجاوز كل الخطوط الحمراء سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا، فضلًا عن انتهاكاته الإنسانية والقانونية.

دعوة لتوحيد الصف العربي

واختتم سليمان بالتأكيد على أن ما جرى يمثل جرس إنذار شديد اللهجة للدول العربية، داعيًا إلى تضافر الجهود وتشكيل قوة عربية مشتركة تكون الضمانة الحقيقية لحماية الأمن القومي العربي في مواجهة التهديدات المتصاعدة.