معبر طابا تحت الضغط.. ومصر في مواجهة أزمة النزوح الإسرائيلي
بقلم بسمة هاني
في ظل التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، يواجه معبر طابا ضغوطًا متزايدة مع تصاعد حركة النزوح من الجانب الإسرائيلي. وتطرح هذه الأزمة تساؤلات حول قدرة مصر اللوجستية والأمنية على التعامل مع تداعياتها المحتملة.
قال الدكتور هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الدولية والاستراتيجية بمركز العرب، في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، إن التطورات الأخيرة في المشهد الإقليمي وضربات إيران لإسرائيل وضعت الدولة العبرية أمام مفترق طرق، معتبرًا أن “الوقت الراهن هو وقت مفصلي” بالنسبة لتوجهات إسرائيل فيما يتعلق بمواصلة المواجهة أو التوجه نحو تهدئة شاملة.
معبر رفح وطابا.. خيارات الخروج الإسرائيلي
ولفت الجمل إلى أن معبر رفح يظل نقطة عبور محورية في هذه الأزمة، مضيفًا أن المعبر قد يُستخدم كمنفذ خروج للإسرائيليين، خصوصًا إذا تم تجميد العمليات العسكرية ودخل اتفاق تهدئة بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ. وأشار إلى أن الجغرافيا تلعب دورًا حاسمًا في هذا السياق، حيث يُعد معبر طابا الأقرب والأكثر استخدامًا من قبل الإسرائيليين الذين لا يرغبون في التنقل عبر الأجواء الإسرائيلية المضطربة.
التهدئة المحتملة وتداعياتها على المعابر
وأوضح الجمل أنه من المتوقع، بعد الانفراج النسبي في الأزمة ووقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب، أن يعمّ الهدوء الأجواء الإسرائيلية، مما قد يتيح استئناف حركة الطيران مجددًا. غير أنه نوه إلى أن معبر طابا سيبقى تحت ضغط كثيف خلال الفترة الانتقالية، نظراً لكونه المنفذ البري الوحيد المتاح للكثير من الإسرائيليين في الوقت الحالي.
قدرة مصر اللوجستية والأمنية على الاستيعاب
وأكد الدكتور الجمل أن مصر تمتلك بنية تحتية لوجستية يمكنها التعامل مع مثل هذه الأزمات، موضحًا أن الدولة المصرية قادرة على امتصاص تداعيات النزوح الطارئ، ولو مؤقتًا، عبر المعابر الحدودية، بما في ذلك طابا. وشدد على أن التعامل المصري مع هذه الأزمة تحكمه أيضًا البروتوكولات الأمنية الموقعة في إطار ملحق اتفاقية كامب ديفيد، والتي تتيح التنسيق في مثل هذه الحالات الطارئة.
الأزمة اختبار للعلاقات والتفاهمات الإقليمية
وفي ختام حديثه، أشار الدكتور هاني الجمل إلى أن ما يجري حاليًا يُعد اختبارًا حقيقيًا للعلاقات المصرية-الإسرائيلية، وكذلك لمدى التزام الأطراف الإقليمية بالتهدئة وعدم تصعيد الموقف. وشدد على أن “هذه هي أوقات الأزمات”، ومصر تدرك حجم التحدي وتتصرف في ضوء مصالحها القومية والتزاماتها الإقليمية.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.