من الميدان إلى المفاوضات.. ماذا يعني خطاب حميدتي؟

في ظل التحولات التي تشهدها الساحة السودانية، السياسية تحديداً ظهر محمد حمدان حميدتي ” قائد قوات الدعم السريع المتحاربه مع الجيش السوداني من على البعد بين جنوده في حشد عسكري حيث خاطبهم في خطاب وجه فيه رسائل عديدة .. أولها  بأنه.. حي يرزق ولم يموت ،هذا الخطاب يثير العديد من التساؤلات حول الدلالات السياسية ،والعسكرية.

ولم يخبر حميدتي” أين هو وفي أي موقع يلقى خطابه ، غير أن “حميدتي” ألمح إلى وجوده داخل الأراضي السودانية، وقال صحفيون أنه يتواجد في  مناطق خاضعة لسيطرة قواته بإقليم  دارفور، حيث تنتشر في رقعة جغرافية واسعة بعد التراجع الميداني الذي شهدته خلال الأشهر الماضية بخروجها من ولايات الوسط والنيل الأزرق والخرطوم مؤخرًا

كلمة حميدتي

وخلال كلمته، اعترف “حميدتي” بخسارته عسكريا وقال إنهم “فقدوا أراضٍ غالية وأرواحا عزيزة”، لكنه تعهد بـ”العودة بعزّة وكرامة”. وأشار إلى أن سيطرة قواته على مثلث العوينات الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، يمكن أن تشكل “إضافة إيجابية لجيران السودان” عبر تأمين الحدود، مؤكدا أنه ليس لديه مشكلة مع أي دولة جارة.

ورأى أن الخلافات مع مصر يمكن حلها عبر الحوار المباشر، وتابع “مشاكلنا مع مصر زرعها هؤلاء المجرمون ونحن راجعنا حساباتنا ولازم نحل مشكلتنا معها عبر الحوار وعلى الطاولة وليس عبر المشاحنات، وجدد “حميدتي” هجومه على الجيش السوداني، قائلا إن قواته “تقلصت إلى حد كبير”، وطمأن سكان شمال السودان بأنه في حال وصول قواته إلى مناطقهم، فلن يكون ضمنها “نهّابون”.

تلميح وتبرير

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية المصري ومسؤول ملف السودان السابق بالخارجية المصرية حسام عيسى أن حديث “حميدتي”، حول مراجعة حساباته تجاه القاهرة، “إدراك منه للثقل المصري ومحاولة لتجنب إستفزاز الجار القوي ،وقال عيسى، في تصريح بثته مواقع سودانية، إن قائد الدعم السريع يحاول تبرير تحركاته في المثلث الحدودي، وعدّها “وسيلة براغماتية من أجل عدم استثارة جار إقليمي قوي له تأثير في هذه الظروف”.كما أكد أن القاهرة لن تتورط في أي حروب خارج حدودها وموقفها ثابت ولن يتغير من وقوفها مع الدولة السودانية ومؤسساتها وعلى رأسها القوات المسلحة، وأن وجود المليشيات والسلاح خارج سيطرتها هو الذي يؤدي إلى التقسيم وعدم الاستقرار.

وفي تصريحات خاصة ( لنافدة الشرق)يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي : أحمد خوجلي بعيداً عن الجدل الذي أثاره من قبل مقتل حميدتي ،الي أن ظهوره مؤخراً في خطابه يشتمل على رسائل مهمة أراد إيصالها لجهات متعددة ،أول هذه الرسائل إثبات أنه لازال حيًا وموجود وأراد أن ينفي الرسائل التي تقول أن ظهوره المتكرر ليس حقيقي ، بل ذكاء إصطناعي، وتابع خوجلي إنه ذكر في خطابه معلومات مهمة تدل على المواكبة وأنه حي، وارد أن يرفع الروح المعنوية لجنوده و حميدتي  يريد تماسك قواته بذكره للمرتبات والعلاج ،وغيرها لجنوده وأكد خوجلي أن هناك رسالة أخرى تتصل بالقوات المسلحة السودانية وارد هنا الحرب النفسية حيث أشار الي دخولة الي الولاية الشمالية التي تحد مصر وهناك أيضاً رسائل خارجية إشتمل عليها هذا الخطاب بحديثة بإجابية عن مصر وليبيا وتشاد، وكأنه يرسل إيحاءات بإنه يُقدم على قيادة السودان، ويقول خوجلي  حمديتي أراد كذلك ارسل رسالة دولية حيث قال في خطابه أنه يكافح التهريب، والاتجار بالبشر والتي تخفف من الهجرة غير الشرعية التي تصل إلى أوربا، كما أضاف حميدتي أشار في حديثه عن ثروات المنطقة التي يسيطر عليها وأنه يريد منفذ بحرى في إشارة إلى تكوين دولة مستقلة في مغازلة للحركات المسلحة التي تحارب مع الجيش السوداني الآن، وكانه يقول أنا مسيطر على أرضكم التي تنتمون إليها تعالو وانضمو معي في محاولة كانت لطيفة في رسالته لهم.

وفي تدوينته على فيس بوك يقول الصحفي والمحلل السياسي :ضياء الدين بلال
من المهم ألّا تصل قيادة الجيش إلى درجة من الاطمئنان لواقع الميدان ،فالمليشيا وكفيلها لا يزالان يمتلكان القدرة على صناعة مفاجآت غير سارة وتابع الكاتب منذ سيطرة المليشيا على الدبيبات والخوي، ثم المثلث، وظهور حميدتي بين قواته داخل السودان أمس، بدا وكأن المبادرة أصبحت في يد المليشيا.
ويصف الكاتب قلقه الذي إرتبط بظهور حميدتي وخطابه ويقول :في المقابل، تظهر قيادة الجيش في حالة من الغموض بين صمت وإختفاء، كما بدأت قاعدة الحلفاء خصوصًا أطراف جوبا تتعرض لتصدعات مقلقة.
وأختتم الكاتب الصحفي ضياء بلال تدوينته يقول أن كل هذه المؤشرات، رغم الإنجاز الكبير في صدّ المليشيا عن بأبنوسة، والعمليات النوعية للطيران في نيالا، والمسيرات في كردفان، تبعث على القلق أكثر من الاطمئنان.

ومابين التفاوض الخارجي والمغازلة لمصر حميدتي يظهر على الميدان بعد غياب في ظهور له تأثيرات ودلالات كما وصفه محللون ،والشارع السوداني يترغب ماذا تفعل القوات المسلحة
مع ظهور حميدتي المفاجئ.