من داخل كواليس القائمة الوطنية: معاون عضو مجلس النواب يكشف لـ “نافذة الشرق”معايير الترشح ومفاجآت الانتخابات المقبلة
حوار علياء الهوارى
بين رهان التجديد وشبهة إعادة التدوير، تقف القائمة الوطنية من أجل مصر على أعتاب محطة انتخابية جديدة عام 2025، وسط تغيرات ملحوظة في المزاج الشعبي، ومعركة مبكرة على دوائر النفوذ، وأصوات تتساءل: هل نشهد برلمانًا بتعددية حقيقية؟ أم تكرارًا للسيناريوهات القديمة؟
في هذا الحوار الخاص، يفتح محمد عيد النويشي، معاون عضو مجلس النواب، أوراق المشهد الانتخابي، كاشفًا عن أبرز ملامح القائمة الوطنية في نسختها الجديدة، ومعايير اختيار مرشحيها، ودوائر المنافسة الساخنة، وتحديات التحالفات الحزبية، في مشهد يُعاد تشكيله سياسيًا واجتماعيًا.
ما أبرز التغيرات التي تميز انتخابات 2025 عن 2020؟
التغير الأبرز هو ارتفاع وعي الناخبين. المواطن أصبح أكثر إدراكًا بمن خدمه فعليًا ومن غاب. هناك حضور لافت للشباب والمرأة، وحالة عامة من الترقب والمحاسبة. حتى الأحزاب طوّرت أدواتها التنظيمية وقدّمت وجوهًا جديدة في بعض المحافظات، ما يجعل المنافسة أكثر ارتباطًا بالواقع المحلي.
كيف تؤثر نتائج انتخابات 2020 على تشكيل القائمة الحالية؟
بشكل مباشر. الأحزاب باتت تُقيّم أداء نوابها بناءً على تفاعلهم المجتمعي، لا مجرد ولائهم الحزبي. كثير من الأسماء خضعت للمراجعة الداخلية، وبعضها خرج بسبب ضعف الأداء أو التراجع الشعبي
ما هي خلفية تأسيس “القائمة الوطنية من أجل مصر”؟
هي تحالف انتخابي تأسس عام 2020، لتوحيد الصفوف الحزبية في ظل التحديات السياسية. الهدف كان تحقيق استقرار تشريعي وتقديم تمثيل حزبي أوسع، خاصة أن الساحة كانت تعاني من تشظٍ سياسي واضح. القائمة جمعت بين أحزاب مختلفة تحت مظلة وطنية.
من هي أبرز الأحزاب في النسخة الحالية من القائمة؟
القائمة تضم أحزابًا كبيرة مثل:
مستقبل وطن
الوفد
المصري الديمقراطي الاجتماعي
حماة الوطن
الشعب الجمهوري
الإصلاح والتنمية
المؤتمر
الحرية المصري
العدل
التجمع
إرادة جيل
تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
كما انضم حديثًا حزب الجبهة الوطنية
هل حدثت تغييرات حزبية داخل القائمة؟
نعم، هناك تغييرات واضحة. بعض الأحزاب انضمت لأول مرة نتيجة تفاهمات سياسية، وأخرى انسحبت مثل حزب مصر الحديثة بسبب اعتراضات على آليات التمثيل أو توزيع المقاعد. هذا طبيعي في تحالف بهذا الحجم.
هل القائمة تعبّر عن تعددية حقيقية؟ أم تكتل بلون سياسي واحد؟
هي تعبّر عن تعددية نسبية. لكن يجب الاعتراف أن المشهد ما زال يحتاج إلى تنوع أكبر في الرؤى، خاصة تيارات المعارضة البناءة. التعددية لا تقاس بعدد الأحزاب فقط، بل بتنوع الأفكار داخل البرلمان.
ما معايير اختيار المرشحين؟ ومن يحسم الأسماء؟
المعايير تشمل الكفاءة، القبول الشعبي، التوزيع الجغرافي، النوع الاجتماعي، والخبرة السياسية. لكن المال السياسي يؤثر أحيانًا في ترشيحات بعض الأحزاب. القرار النهائي عادة ما يكون نتاج توافقات حزبية، بدور حاسم لجهة التنسيق العامة للقائمة.
ما هي أبرز الدوائر الانتخابية الساخنة في 2025؟
دوائر مثل بني سويف، المنيا، سوهاج في الصعيد ستشهد تنافسًا حادًا بسبب ثقلها القبلي والسياسي. كذلك دوائر في الجيزة والشرقية والقاهرة الكبرى ستشهد صراعات قوية، خاصة مع دخول مستقلين ذوي شعبية محلية
من هم أبرز “المرشحين الثقال” المنتظرين؟
لا توجد قائمة منافسة كبيرة حتى الآن، لكن هناك أسماء لها رصيد شعبي مثل عبد المنعم إمام، إضافة إلى وجوه شبابية بارزة داخل البرلمان. كما يُتوقع ترشح أسماء من خارج القائمة لهم ثقل خدماتي، مثل ضياء الدين داوود وأحمد الشرقاوي
هل تتوقع تغيرًا في شعبية القائمة عن 2020؟
نعم. هناك دوائر قد تشهد فتورًا تجاه مرشحين قُدّموا مرة أخرى دون إنجاز يُذكر. في المقابل، الدفع بوجوه جديدة سيكسب احترام الشارع. الناس اليوم لا تصوّت للانتماء فقط، بل للأداء الفعلي، وهذه ظاهرة صحية.
ما أبرز التحديات التي تواجه القائمة في 2025؟
أهمها هو الحفاظ على التوازن بين الأحزاب داخل القائمة، وضمان تمثيل حقيقي وفعّال للمواطنين. أيضًا، آلية التواصل مع الشارع تحتاج لتطوير. التخوف من تفكك داخلي موجود، لكنه غير مرجّح ما دامت روح التفاهم قائمة
هل تسعى القائمة لتجديد الدماء فعلاً؟
هناك محاولات، لكنها غير كافية. ما زال هناك تدوير لبعض الأسماء. نحتاج إلى موازنة بين الخبرة والتجديد، وإعطاء فرصة حقيقية للشباب والنساء بناءً على الكفاءة، لا مجرد استيفاء شكلي للحصص.
كلمة أخيرة
أتمنى ألا تكون هذه آخر “قائمة وطنية”، بل بداية حقيقية لإصلاح سياسي أوسع. نحن أمام خمس سنوات مفصلية، ويجب إعادة النظر في قانون الانتخابات نحو نظام أكثر توازنًا، مثل النظام المختلط 20% قائمة و80% فردي.
ليس من الطبيعي أن نتفق على الانتخابات ونختلف على القوانين، بل العكس. نحتاج إلى تعددية وتنافس شريف قبل البرلمان، وتوافق وطني داخله من أجل تشريعات تخدم الدولة والمواطن.
أثق أن الشعب المصري أصبح أكثر وعيًا، وسينتخب من يعمل بصدق لا من يرفع شعارات، وهذه هي البداية الحقيقية لأي ديمقراطية نرجوها.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.