هاني سعيد المدير الرياضي لنادي بيراميدز المصري: نفكر في الخروج من الدوري المصري العام المقبل

الكيل بمكيالين سياسة الرابطة عند التعامل مع بيراميدز مقارنة بالأهلي والزمالك

قناة أون سبورت لم تتعامل بحيادية معنا عند احتفالنا ببطولة الدوري مقارنة بالأهلي

محمد صفوت

أضحى فريق بيراميدز المصري من القوى الكبرى على صعيد الكرة المصرية والإفريقية حينما تمكن من المنافسة على الثلاثية التاريخية هذا الموسم بكل قوة وحتى الرمق الاخير ، ليس هذا فحسب بل هو المرشح الاقوى للفوز ببطولتي دوري أبطال افريقيا وكأس مصر وقد ينضم لهم الدوري العام المصري إذا ما جاء حكم المحكمة الرياضية في صالحهم وتم خصم ثلاثة نقاط من رصيد الأهلي وحينها سيكون بيراميدز الكابوس الذي زحزح قطبي الأهلي والزمالك عن عرشهم المعتاد.
بدأت حكاية نادي بيراميدز حينما أشتري المستشار تركي ٱل الشيخ وزير الترفيه حاليا في المملكة العربية السعودية نادي الاسيوطي في صيف 2018 وقام بتحويله إلى مسمى “بيراميدز”.
وفي اولى مواسم الفريق تمكن من الفوز على الأهلي ذهابا وإيابا في الدوري ثم أخرجه من كأس مصر ليكون أول فريق في التاريخ يفوز على الأهلي ثلاث مرات في موسم واحد لتصبح المنافسة شرسة جدا وشديدة الاشتعال على صعيد الإدارة هنا وهناك وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بين الأهلي وبيراميدز في المواسم الأخيرة ، كما تمكن بيراميدز من إحتلال المركز الثاني في المواسم الأربعة الأخيرة ببطولة الدوري ليزيح الزمالك من عرشه كونه اكثر فريق أحتل المركز الثاني في تاريخ الدوري العام المصري.
في مسابقة كأس مصر خسر بيراميدز البطولة في المباراة النهائية مرتين أحدهما أمام الزمالك في موسم 2018/2019 ثم امام الأهلي في موسم 2021/2022 قبل أن يفوز بالبطولة في الموسم الماضي على حساب فريق زد ، وبالطبع هو المرشح الأفضل للفوز بالنسخة الحالية في النهائي الذي سيقام يوم 5 يونيو المقبل لأنه تمكن من الفوز على الزمالك مرتين هذا الموسم الاولى بنتيجة كبيرة قوامها ثلاثية صريحة والثانية بهدف نظيف من خطأ ساذج قام به الحارس محمد عواد وبالتالي فإن فوزه لثالث مرة على الزمالك منطقي لفارق الإمكانيات المادية والفنية والمعنوية بين الفريقين فضلا عن المشاكل المالية الجسيمة التي يعاني منها نادي الزمالك وتسببت في تذمر واضح لدى مدرب الفريق ايمن الرمادي.
وعلى صعيد بطولة السوبر المصري لعب بيراميدز المباراة النهائية في 2022 لكنه خسرها بصعوبة شديدة وبعد مباراة شديدة التوتر أمام الأهلي.
وفي عام 2020 تمكن بيراميدز من الوصول لنهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكنه خسر البطولة أمام فريق نهضة بركان.
في دوري ابطال افريقيا تمكن بيراميدز من تحقيق إنجاز متميز بالوصول للمباراة النهائية في ثاني مشاركة له بالبطولة بل وتمكن من اقتناص تعادل إيجابي أشبه بالفوز خلال مباراة الذهاب في معقل منافسه صن داونز بطل جنوب افريقيا ليكون قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالبطولة في اليوم الأول من شهر يونيو حينما يستضيف المباراة الختامية للبطولة ، ولو تحقق ذلك فهو يعني أن بيراميدز بدأ يطيح بالاهلي من على عرش بطولته المفضلة والأغلى في القارة السمراء إذ فاز بها الأهلي سابقا في اثنى عشر مناسبة وتأهل من خلالها إلى كأس العالم للأندية بشكلها القديم عدة مرات فضلا عن مشاركته في كأس العالم للأندية في نسختها الأولى بشكلها الجديد بعد أقل من شهر.
وما يلفت الإنتباه أن فريق بيراميدز تمكن من الوصول لقمة الهرم في الكرة المصرية والإفريقية خلال سبعة مواسم كروية فقط وهي فترة قياسية وتؤكد امتلاك الفريق لقدرات إدارية ناجحة على رأسها السيد سالم الشامسي مالك النادي و الاستاذ ممدوح عيد رئيس النادي و الكابتن هاني سعيد المدير الرياضي والذين خلقوا حالة من الاستقرار الإداري والمالي والفني انعكست على الفريق وتصاعد نتائجه فضلا عن وجود مدرب قدير بحجم الكرواتي كرونوسلاف يورشيتش القدير فنيا والمتمكن جدا في تحفيز لاعبيه أثناء المباريات بالتوجيه المباشر ومناقشة الحكام في كل شاردة وواردة ليشبه في طريقته المدرب المشاغب دائما ودوما البرتغالي جوزيه مورينيو.
وأشار الكابتن هاني سعيد المدير الرياضي إلى الوضع الصعب الذي يعانيه فريقه قائلا : ” من المعيب إن قناة كبيرة مثل “أون سبورت” تقطع الإرسال على بيراميدز وجماهيره وهم بيحتفلوا بالدوري! ومن المفترض وتطبيقا للحياد أنه كما اخذ الأهلي مساحته من الاحتفال فحقي الشخصي وحق النادي أن احتفل مثلهم بالدوري الذي نرى أنه حقنا وفقا للوائح تنظيم المسابقة التي لم تطبقها الرابطة بشكل عادل، من حقي أنا ايضا احصل واستمتع بحقي في الفرحة، أنا بطل ومن حقي أفرح !!! سؤال اريد أن تجاوبه رابطة الأندية المحترفة بكل صدق ، لو كان الأهلي أو الزمالك في مكان بيراميدز ويلعب المباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا فهل كانوا يستطيعون إجبارهم على لعب مباراة محلية بين مباراتي الذهاب والاياب في النهائي ، طالبنا مرارا بتأجيل مباراه سيراميكا لكن المسؤولين في الرابطة لا يستمعوا إلينا ولا يستطيعوا تطبيق قرارتهم الصارمة سوى علينا ، ولذا سنمنع من اليوم وحتى نهائي كأس مصر أي تصريحات صحفية حتى يركز الفريق في الفوز ببطولتي دوري ابطال افريقيا وكأس مصر بعد معضلة “عدم العدالة” التي واجهناها من رابطة دوري المحترفين”
وتابع الكابتن هاني سعيد حديثه قائلا : “
انتظرنا كثيرا قرار لجنة التظلمات الذي نحترمه ولكننا رفعنا الأمر للمحكمة الرياضية الدولية وواثقين من خصم الـ 3 نقاط من الأهلي ونأمل في العدالة عبر المحكمة الرياضية الدولية لأنها تنظر فقط للوائح وليس إلى الكيانات ، واذا حصل غير ذلك فندرس بعناية أن يكون بيراميدز خارج الدوي المصري العام القادم”

على صعيد صراع الصفقات تمكن بيراميدز من جلب نخبة من أفضل اللاعبين المصريين ومنهم ثلاثي الزمالك علي جبر وأحمد الشناوي وعمر جابر.
وتمكن بيراميدز من توجيه ضربة قوية إلى الأهلي عند التعاقد مع الصفقة الأعلى صخبا وهي صفقة إنتقال رمضان صبحي للفريق من نادي هايدرسفيلد الأنكليزي في صيف عام 2020 بعقد ومرتب خرافي جعل اللاعب الموهوب يترك ناديه الأهلي الذي احتضنه منذ نعومة أظافره بعد أن لعب له قبلها لمدة موسم ونصف معارا من النادي الأنكليزي وكان قريبا جدا من الانتقال له بصفة دائمة، تلك الصفقة أسالت كثيرا من الحبر في الصحف المصرية وخلقت حالة من الجدال الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي وبعدها تغيرت موازين القوى في انتقالات اللاعبين المصريين لتختفي نغمة أن كل اللاعبين المصريين يتمنون الانضمام لنادي الاهلي ويمكن أن يوقعوا له على بياض فانتقل بعدها لاعبين مصريين نجوم إلى نادي بيراميدز مثل أحمد فتحي ومهند لاشين ومحمد رضا بوبو.
وفي هذا الصدد أشار خبير التسويق الرياضي ومحلل الكرة العالمية آسر حسين إلى قوة الفريق قائلا : “بيراميدز النسخة الحالية مختلفة ونافس على البطولات الثلاثة بقوة ، مشكلة بيراميدز فقط أنه لا يملك لاعبين لديهم الخبرة في التعامل مع البطولات الكبيرة حينما رحل عنه عبد الله سعيد وأحمد فتحي وهو ما تسبب في خسارة مباراتين على التوالي في الدوري وخسر الفريق صدارة الدوري برغم أنه قدم مباريات جيدة جدا وفاز على الزمالك ذهابا وإيابا وتعادل مع الأهلي ذهابا وإيابا لكن لاعبيه لا يمتلكوا القدرة على التعامل مع الضغوطات العالية”.
وواصل خبير التسويق الرياضي حديثه قائلا : “قدموا بالتأكيد مباراة عالية أمام صن داونز في الذهاب واقتنصوا تعادل ايجابي جيد جدا في الذهاب وهم المرشح الأفضل للفوز بالبطولة حينما يستضيفوا صن داونز في الاياب على ملعبهم لأن التعادل السلبي أو الفوز بأي نتيجة يكفي الفريق للفوز بالبطولة ، بيراميدز نجح في اقتناص المركز الثاني من الزمالك في الدوري في المواسم الأخيرة وأصبح فعليا هو المنافس الوحيد للأهلي محليا وميزانيته جيدة جدا تصل إلى 25 مليون دولار تقريبا في الموسم ، هذا الرقم يمكن أن يتضاعف في حال الفوز بدوري أبطال أفريقيا وطبعا يستطيع حينها تقوية فريقه أكثر وأكثر استعدادا للمشاركة في بطولة الأنتركوننتال وبعد ضمان مشاركته في كأس العالم للأندية 2029”
بالتأكيد تمكن بيراميدز من رمي حجر كبير في الماء الراكد حينما نافس الثنائي المسيطر على الكرة المصرية في اخر ثلاثة عقود تقريبا كما توافرت له ميزانية ضخمة مكنته من جلب نجوم أجانب من العيار الثقيل كان أهمهم البرازيلي كينو افضل لاعب أجنبي على صعيد المهارة دخل الدوري المصري في اخر عقدين على صعيد المهارة ثم كانت الصفقات المدوية مثل المغربي محمد الشيبي أفضل ظهير ايمن في الدوري المصري خلال آخر موسمين ومواطنه وليد الكرتي الذي سبق له الفوز بدوري أبطال افريقيا مع فريقه السابق الوداد المغربي والكونغولي فيستون ماييلي هداف الكونفدرالية قبل موسمين مع فريق يانج افريكانز.
في اول ستة مواسم للفريق السماوي أنفق نحو 73.25 مليون يورو، وكان الموسم الأول للفريق 2018-19 الأكثر إنفاقًا بحوالي 51.92 مليون يورو.
واللافت ان بيراميدز أدخل إلى خزينته أيضًا حوالي 19.368 مليون يورو، ليكون إجمالي مصروفات النادي حوالي 53.882 مليون يورو.
كل تلك المبالغ تؤكد أن بيراميدز نجح في الوصول لمبتغاه كمنافس شرس بفضل ميزانيته الضخمة التي لا تسعي للربح و إنما لتحقيق البطولات وفرض هيمنته على البطولات المصرية والإفريقية بفضل إدارة واعية اخذت بالعلم والتخطيط السليم عملا بمبدأ “من جد وجد ومن امتلك المال والعلم والإدارة الرياضية المتميزة حصد”