هل ترضخ مصر للضغوط الإسرائيلية بعد سياسة التجويع والإبادة ؟
اللواء سمير فرج ل”نافذة الشرق”: مصر لن تتراجع ولن ترضخ للضغوط الإسرائيلية لتمرير التهجير
محمد مهران:ما تمارسه إسرائيل في غزة جريمة حرب صريحة.
حسام على: مصر تلعب الدور الأمنى والسياسي كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين.
كتبت بسنت السيد خاص
اقتربت الحرب على غزة من عامها الثاني ،ولم تحسم بعد، وتتصاعدالضغوط الإسرائيلية يوماً بعد يوم ،بانتهاج سياسة “التجويع والإبادة الجماعية” ضد سكان قطاع غزة ،حتى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى وصفها “بالإبادة الجماعية الممنهجة ” بحق الفلسطينيين في القطاع، مشدداً على أن الحرب الدائرة في غزة لم تعد حرباً لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن فقط، وإنما تجاوزت، أي منطق أو مبرر وأصبحت حرباً “للتجويع والإبادة الجماعية” وكذلك لتصفية القضية الفلسطينية. ولكن بعد سيناريوهات التجويع ،هل ترضخ مصر للضغوط الإسرائيلية لتمرير خطط التهجير ؟وكيف تستعد مصر عسكريا لتأمين حدودها؟ وما هى السيناريوهات المتوقعة بعد إعلان نتنياهو إحتلال غزة بالكامل وإعتبارهامنطقة قتال خطرة ؟
مصر لن ترضخ للضغوط الإسرائيلية
كشف الخبير الإستراتيجي اللواء سمير فرج ل”نافذة الشرق” : ” أن مصر لن تتراجع ، ولن ترضخ للضغوط الإسرائيلية لتمرير التهجير، مؤكداً على ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي “التهجير إلى سيناء أو خارج سيناء هو خط أحمر ،لن تقبل به الدولة المصرية ، موضحاً ، أن وجهة نظر الدولة المصرية من موضوع التهجيريتلخص فى أن أي دولة عبارة عن ثلاث عناصر أرض وشعب ونظام سواء كان النظام جمهوري أو ملكي لافتاً إلى أنه عندما تأخذ الشعب من الأرض لن يكون هناك دولة وبذلك التهجير يعني إنهاء القضية الفلسطينية.
كيف تستعد مصر عسكريا لتأمين حدودها ؟
وأكد اللواء سمير فرج:”أن مصرلن تشارك بمخطط التهجير ، فمصر تؤمن حدودها ولديها قوات برية ،بحرية وقوات دفاع جوي وقوات مساعدة ،مؤكداً أنه منذ فترة زمنية قريبة ،خرج رئيس الأركان وإطمأن على القوات المصرية وظهر ذلك في وسائل الإعلام المحلية والعالمية.متابعأ ،وعلى الجانب الآخر إسرائيل كل يوم تروج في وسائل الإعلام وتقول إن مصر أدخلت 40 ألف مقاتل جدد وكذلك أن مصر استوردت أسحلة ، وردأ على المزاعم الإسرائيليةوهنا يؤكد اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي وبالطبع نحن بالفعل نقوي جيشنا وأسلحتنا وفقاً لاحتياجات الأمن القومي المصرى.
هل لدى مصر أوراق ضغط على الطرفين حماس وإسرائيل للقبول بحل الدولتين ؟
وأجاب اللواء قائلا :”مصر لديها أوراق ضغط على الطرفين ولكننا نضغط إلى حد ما على حماس لإنهاء المشكلة ، نحن نريد أن نوقف إطلاق النار ، نريد إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لوقف المعاناة . مؤكداً، نحن ننصح ونقول رأينا في حل هذه المواقف لأننا نرى أن على حماس إبداء بعض من المرونة فلابد وأن يكون هناك نهاية للوصول إلى حل للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
كيف تستثمر مصر إعلان بعض الدول الأوروبية الإعتراف بفلسطين كدولة لإلغاء مخطط التهجير ؟
وأفاد الخبير الاستراتيجي : في حديثه للموقع”أن مصر بالطبع تستثمر هذا ولاسيما بعد زيارة ماكرون الرئيس الفرنسي لمصر فعاد لفرنسا وأصدر قراره أنه هو أول دولة تعترف بالدولة الفلسطينية إن شاء الله سبتمبر الجارى خلال الاجتماع السنوي للأمم المتحدة،سيعترف بإسرائيل كما وعد ، مؤكداً أن هذا القرار يبقى مدعاة أن مصر تتفق مع كل هذه الدول لمحاولة وقف إطلاق النار وإيقاف التهجير وإعادة الإعمار لغزة في الفترة المستقبلية.مؤكداً أن ما تمارسه إسرائيل من تجويع وقتل متعمدوإعلان غزة منطقة قتال خطرة كل هذا ضغط على مصر أو على الفلسطينيين ليجبرهم على النزوح لغزة وسيناء” وتابع ، والرئيس عبد الفتاح السيسي قال :” إن سيناء خط أحمر والتهجير خط أحمر ” مؤكداً بقوله ،نحن نتصدى لضغوط دولية لعدم تنفيذ مخطط التهجير”.
التجويع جريمة حرب
وعلى صعيد القانون الدولي” أكد الدكتور محمد مهران، أستاذ القانون الدولي ،في حديثه ل”نافذة الشرق“بحسب ما تشير إليه المادة 8من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن سياسة التجويع الممنهجة التي تمارسها إسرائيل في غزة تمثل جريمة حرب صريحة ، مشيراً إلى أن هذه المادة، تجرم صراحة إستخدام التجويع ضد المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، وتتضمن حرمانهم من المواد اللازمة لبقائهم على قيد الحياة .كمايحظر البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف في المادة 54 مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان التي لا غنى عنها لبقاءالسكان المدنيين، موضحاً أن ما تفعله إسرائيل في غزة من منع وصول المساعدات الغذائية والطبية يقع تحت طائلة هذا التجريم.
وأفاد مهران ” بأن خطة اعتبار غزة منطقة خطرة للقتال والتى سبقها مخطط السيطرة على قطاع غزة بالكامل والذى اعتبره المصدر ينتهك جميع المواثيق الدولية، موضحاأن هذا القرار يأتى بعد ما يقرب من عامين من الحرب المستنزفة والمستمرة والتى كانت حصيلتها أكثر من 61 ألف فلسطيني، وتدمير ما يقرب من ثلاثة أرباع البنية التحتية في القطاع،او ما يعادل 70%مما أدى إلى نزوح 2 مليون مواطن في ظل ظروف قاسية. موضحاً أنما اعتمده رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو من خطط التجويع الممنهجة والإبادة الجماعية بهدف إجبار مليون فلسطيني إضافي من وسط غزة،مما يعد أحد جرائم التطهير العرقي والمحظورة دولياً بحسب ما تنص عليه” إتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية”.
دور حزب الوعى لوقف مخططات التهجير
أما عن مخططات التهجير التي تحاول إسرائيل تمريرها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية
يقول الأستاذ حسام الدين على النائب الأول لرئيس حزب الوعى المصرى في تصريحاته ل” نافذة الشرق” حيث يؤكد على أن مصر وقفت كالحجرة العثرة ، أمام هذه المخططات رغم الوضع الاقتصادي أو السياسي المحيط بها ، مضيفاً مصر حسمت الأمر مبكراً أنها لا تقبل أي ضغط للقبول بأي مخطط للتهجير، سواء كان قسريًا أو طوعيًا، بل وتعتبر ذلك جريمة حرب وتطهيرًا عرقيًا، كما دعت مصر الدول المحبة للسلام بعدم المشاركة في هذه المخططات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية واحتلال الأرض الفلسطينية.
مصر كيف تصدت لمخططات التهجير؟
وأجاب حسام قائلا:” إن مصر تلعب دورًا رئيسيًا في حماية الفلسطينيين، وتتابع عن كثب التطورات وتعمل على تعزيز الجهود العربية والدولية لإيقاف أي محاولات لتهجير الفلسطينيين بالقوة، مؤكداً وفي الوقت نفسه تتواصل مصر مع الفصائل الفلسطينية لضمان وحدة الموقف الفلسطيني وتستخدم الدبلوماسية والضغط الدولي لحماية المدنيين ومنع التهجير القسري، مع إدانة شديدة لأي تجاوزات إسرائيلية”.
مصر و دور الوساطة
وأفاد حسام على النائب الأول لرئيس حزب الوعى في حديثه لموقع “نافذة الشرق” : “مصر شريك كامل في القضية الفلسطينية. تلعب دور الوسيط الأمني والسياسي بين الفلسطينيين وإسرائيل، وتعمل على تحقيق وقف إطلاق النار وتخفيف التصعيد، وتسعى لتحقيق حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية حفاظًا على الأمن القومي المصري والإقليمي. كما تسعى مصر لدعم المصالحة الوطنية الفلسطينية وتأمين المساعدات الإنسانية وإعادةإعمار قطاع غزة مؤكداً على دور الحزب ، في إدانة محاولات التحريض والافتراء التي تهدف لإضعاف مصر وطمس جهودها سواء عبر الحملات ضد السفارات أو محاولات إسقاط مؤسسات الدولة. مضيفاً كما استضاف حزب الوعي عدداً من الندوات الهامة التي تناولت الأبعاد السياسية والعسكريةللتهجير .

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.