هل يفجر ترامب مفاجأة الاعتراف بفلسطين من الخليج؟| خاص
كتب: خالد عبد الفتاح
تتجه كل الأنظار إلى الزيارة المرتقبة التي يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دول الخليج “
السعودية – الإمارات – قطر”، حيث من المرتقب أن يعلن “ترامب” عن مفاجأة أشار إليها في آخر التصريحات الصادرة عنه، والتي سبقها عدة تقارير تشير إلى احتمالية إعلان ترامب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك خلال زيارته للسعودية وفقًا لمصادر خليجية لم تسمها التقارير.
هل يعترف ترامب بدولة فلسطين؟
وبينما تعيش القضية الفلسطينية منحنى هو الأخطر في تاريخها نظرًا للوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه قطاع غزة، من سياسة تجويع فرضها الاحتلال الإسرائيلي وتهجير قسري يمارسه جيش نتنتياهو الذي يمارس كل ما ينافي القانون الدولي والإنساني، ينتظر الفلسطينيون التوصل إلى وقف إطلاق النار يعقبه الدخول في مسار تفاوضي جاد وعادل بشأن إقامة الدولة الفلسطينية. وهو الأمر الذي تشير الولايات المتحدة الأمريكية ـ أ:بر داعمي إسرائيل ـ إلى أنه الأحل الأول للقضية، فيما لا تعبر أفعال على أرض الواقع عن ذلك.
إلا أن التصريح الأخير الذي نسبته تقارير لمصادر خليجية حول اعتراف ترامب بدولة فلسطين “دون حماس”، قد يبعث آمال كبيرة على انفراجة في القضية الفلسطينية، خاصة وأنه سيكون منحنى هو الأهم وسيتبعه انضمام غالبية الدول.
جولة مصالح.. ولا اعتراف أمريكي بفلسطين
لكن في المقابل، يرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة “ترامب” للخليج هي “جولة مصالح” معربصا عن عدم ثقته في اعتراف الرئيس الأمريكي بدولة فلسطين.
وقال “بيومي” ـ في تصريحات خاصة لـ “نافذة الشرق”: «أشك في ذلك، لأن انحياز أمريكا لإسرائيل يتنافي مع هذا الطرح، وإنما قد يكون ثورة عناد من ترامب لأنه غير راض عن نتنياهو؛ لذلك أشك لأنه لو حصل لن يكون هناك مشكلة لأن المشكلة في دعم أمريكا لإسرائيل».
وذكر مساعد وزير الخارجية أنه «لو الأمر متعلق بحنماس، فهو أحد الشروط التي تضعها كثير من الدولة للاعتراف بفلسطين.. وأعتقد أن حماس ليس لديها مانع أن تختبء بعض الشيء».
ويرى جمال بيومي، أن هي جولة مصالح حيث يحاول أن يجمع استثمارات لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحقيقية التي يعيشها، لأن أمريكا أكبر دولة مدينة في العالم الآن.وشدد على أن «زيارة ترامب للخليج لن تجدي بجديد بالنسبة لللقضية الفلطسنية فهدف ترامب هو جمع الأموال والحصول على تمويلات واستثمارات من الولاب المتحدة.. وهو ليس ناقصا.. لأن استثمارات العرب كلها في الخارج وليس الدول العربية وتبلغ 1800 مليار دولار وفي الداخل العربي أقل من 60 مليار دولار.. يعني لم تحصل 3 أو 4%.. وهذا ليس قصورا منهم وإنما لأن قدرتنا على استيعاب أموالهم محدودة.. كما أن الإجاءات في الدول الخارجية ميسرة وتتم عبرة الأون لاين والهاتف.. على عكس الدول العربية».
تكهنات لا تستند لحقائق مثبتة
في المقابل، قال اللواء سمير فرج، المفكر العسكري والاستراتيجي، أن الحديث عن اعتراف ترامب بدولة فلسطين، مجرد تكهنات ولا يوجد شيء مثبت يشير إلى ذلك، متابعا: «لكن يمكن القول إن الأمور تغيرت منذ عشرة أيام حيث بدأت منذ اتفاقية أمريكا بتوقيع اتفاقية سلام مع الحوثيين، وخروج إسرائيل خارج المعادلة. أيضا أمس ترامب هو من أعلن وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان. الكل منتظر الفترة المقبلة ماذا سيفعل. هناك حديث كبير جدا لا أحد يستطيع أن يحسبه أو يتوقعه».
وشدد اللواء سمير فرج على أن “الجميع يدرك أن ترامب يريد أن يفاجئ خلال زيارته الخليجية بمفاهيم جديدة لتحقيق السلام والكل يننتظر ماذا سيفعل ترامب”.
وحول تاوقعاته لمصير الصراع في غزة، قال: “نتوقع أن تنسحب إسرائيل من غزة. ووقف إطلاق النار ودخول المساعدات وسيبقى الحديث: كيف ستدار غزة الفترة القادمة. هل ب15 فرد تكنوقراط من أهالي غزة دون حماس” وأشار إلى أنه يتوقع أن توافق حماس على نزع سلاحها، ويبقى كذلك السؤال: كيف تتحول حماس بعد ذلك إلى حزب سياسي، مختتما: “كل هذا الكلام كله سيظهر مع وصول ترامب للمنطقة”.
إسرائيل تعلق على تقارير اعتراف ترامب بفلسطين
أما عن رد الفعل الإسرائيلي، فقد جاء على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية. وأشار نتنياهو أمام لجنة الخارجية والأمن ردا على أخبار حول خلافه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب: “سمعت في وسائل الإعلام أنني وترامب في قطيعة، لقد نجح السفير (الأمريكي لدى تل أبيب مايك) هاكابي في تحقيق هدف”.وأضاف: “أنا وترامب نتحدث كل بضعة أيام، وقال بنفسه -ترامب- إننا نرى نفس الشيء ولذلك لا أعتقد أنكم ستسمعون عن دولة فلسطينية”.
ويتوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب غدا الاثنين إلى المنطقة في زيارة تشمل السعودية وقطر والإمارات، حيث يتطلع الرئيس الأمريكي إلى إبرام على الأقل صفقات تجارية كبرى، في ظل الصعوبات التي تواجه تحقيق تسويات للنزاعات الإقليمية.
وأعلن البيت الأبيض أن ترامب لا يخطط لزيارة إسرائيل في رحلته وهو ما يمثل تغييرًا عن ولايته الأولى، حين شملت رحلته الخارجية الأولى إسرائيل إلى جانب توقف في المملكة العربية السعودية وأجزاء من أوروبا.
وأكد البيت الأبيض أن ترامب يتطلع لـ”عودة تاريخية” إلى المنطقة، في أبرز زيارة خارجية يجريها منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، وستطغى عليها الحرب في غزة والمباحثات النووية مع إيران.
وسيلتقي ترامب في الرياض قادة الدول الست لمجلس التعاون الخليجي، إلا أن جدول الزيارة الإقليمية لا يشمل إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
يأتي ذلك بينما تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، والذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الفلطسنيين فضلا عن مئات الآلاف من الجرحى، ومثلهم من المهجرين قسريا. ورغم استمرار العدوان، يعجز المجتمع الدولي عن التوصل لاتفاق لوقف الحرب التي يشنها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.