كتب /علي البديوي
كشف الدكتور أحمد حمد، محامي السيدة المتهمة في واقعة إخفاء جثة زوجها باستخدام الملح بمنطقة 15 مايو، أن النيابة العامة قررت إخلاء سبيل موكلته بعد ثبوت عدم وجود نية جنائية خلف الواقعة.
وأوضح في تصريح خاص أن السيدة تُعرض حاليًا على وزارة الهجرة للنظر في وضعها القانوني، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن إقامتها غير المشروعة داخل مصر.
وخلال التحقيقات، أدلت المتهمة باعترافات مثيرة أمام رجال الأمن، مؤكدة أنها كانت تعيش مع المتوفى – وهو طبيب – منذ 17 عامًا في إطار زواج عرفي، دون أوراق رسمية أو إقامة قانونية. وأشارت إلى أن وفاة زوجها حدثت بشكل طبيعي، لكنها أُصيبت بحالة من الهلع بعد الوفاة بسبب انتهاء جواز سفرها، وخوفًا من الترحيل، اختارت الصمت.
قالت: “أنا كنت بحبه ومقدرش أؤذيه، بس كنت مرعوبة أبلغ أو أوديه المستشفى، علشان ظروفي المادية كانت صعبة ومقدرتش أطلع باسبور جديد”.
ثلاثون يومًا جوار الجثة والملح والكلور وسيلتها للهروب من الرائحة
أوضحت المتهمة أنها ظلت داخل الشقة برفقة الجثة لمدة 30 يومًا، وكانت تقوم يوميًا برش كميات كبيرة من الملح والكلور في محاولة لتأخير تحلل الجثة وتقليل انبعاث الروائح. وأضافت: “كنت برش ملح وكلور كل يوم، ورشيت جاز على باب الشقة علشان محدش يشم حاجة”.
بلاغ الجيران يكشف المستور
بدأت فصول القصة عندما تلقّت الأجهزة الأمنية بلاغًا من سكان العقار بانبعاث رائحة كريهة من شقة الطبيب الذي غاب عن الأنظار لفترة. وبمداهمة الشقة، عثرت القوات على الجثة ملفوفة في ملاءة ومغطاة بطبقات من الملح، في مشهد وصفه ضباط المباحث بأنه “صادم”.
رسالة مكتوبة بخط اليد توضح دوافعها
خلال المعاينة، عثرت الشرطة على رسالة مكتوبة بخط يد المتهمة، موجهة إلى مالك العقار، تؤكد فيها أن الوفاة كانت طبيعية، وأنها لم تكن تعرف كيف تتصرف أو تتواصل مع أهل المتوفى، فآثرت الصمت.
وبعد تكثيف التحريات، تم التوصل إلى مكان اختباء السيدة داخل مزرعة خيول كانت تعمل بها، حيث ألقت الشرطة القبض عليها وتم التحفظ عليها لاستكمال التحقيقات.
في ختام تصريحه، أشار المحامي إلى أن القضية تحمل أبعادًا إنسانية معقدة، خاصة أنها تتعلق بسيدة بلا أوراق ثبوتية، تعيش في ظروف صعبة، واتخذت قرارًا خاطئًا مدفوعة بالخوف من الترحيل، وليس بدافع الجريمة.
وتتابع الجهات المعنية الآن تواصل دراسة وضعها القانوني، تمهيدًا لحسم مصيرها خلال الأيام المقبلة لترحيلها خارج البلاد.
الدكتور أحمد حمد، محامي السيدة المتهمة

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.