خاص لنافذة الشرق.. خبير سياسى يكشف رسائل أسطول الصمود للعالم الذى فضح حصار غزة

5

حوار: علياء الهواري

في ظل اشتداد الأزمات العالمية وتفاقم الحروب، يظهر “أسطول الصمود” كصرخة إنسانية تتجاوز الحدود، متحديا حصار غزة، لتعيد إلى العالم بريق التضامن المفقود، هذه السفن التي أبحرت نحو شواطئ القطاع لم تكن مجرد مبادرة رمزية، بل مثلت رسالة واضحة: أن الإنسانية ما زالت قادرة على التحدي، وأن الضمير العالمي يمكن أن يبحر رغم القيود
حول أبعاد هذا التحرك ورمزيته السياسية والإنسانية، نحاور السياسي والإعلامي المعروف علي أبو زيدان رئيس التحرير بقطاع الأخبار في التلفزيون المصري

كيف يترجم “أسطول الصمود” التضامن الإنساني الدولي من مجرد شعار إلى فعل واقعي؟

يقول أبو زيدان:الأسطول يمثل نقلة نوعية؛ فهو لم يكتفِ بالشعارات، بل جسّد التضامن عبر مبادرة عملية تتحدى الحصار الإسرائيلي. المشاركون لم يرفعوا فقط لافتات، بل أبحروا حاملين مساعدات ورسائل دعم معنوي، غير عابئين بتهديدات تل أبيب وهنا تكمن القوة: أن يتحول التضامن من شعار إلى فعل حي يعبر البحار ليؤكد أن الحرية والكرامة قيم مشتركة تتخطى الحدود والحواجز

ما الرسائل السياسية والإنسانية التي تحملها هذه السفن؟

“هذه المبادرة تضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي صعب: هل سيسمح بممرات إنسانية أم سيواصل سياسة الكيل بمكيالين؟ الرسالة إنسانية بالأساس: إنقاذ الأرواح وتغليب حق الحياة على الحسابات الضيقة وهي أيضًا رسالة سياسية للضغط على الحكومات لتعيد الاعتبار للقانون الدولي، ولتثبت أن حصار غزة ليس مسألة داخلية إسرائيلية، بل قضية إنسانية تهم العالم كله”.

هل يمكن لهذه التحركات أن تعيد تشكيل الرأي العام العالمي تجاه فلسطين؟

“نعم، حتى لو لم ينجح الأسطول دائمًا في كسر الحصار فعليًا، فإنه يملك تأثيرًا رمزيًا هائلًا ؛ المشهد الذي يرى فيه العالم سفنًا مدنية تقل ناشطين من مختلف الجنسيات تواجه بارجات عسكرية إسرائيلية، مشهد كاشف لجوهر الظلم؛ هذا يحرّك الإعلام والمجتمعات المدنية، ويعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ويفضح صمت المؤسسات الدولية الرسمية”.

برأيكم، هل يمكن أن يكون “أسطول الصمود” بداية لمرحلة جديدة أم مجرد مبادرة رمزية؟

“الأمر يتوقف على الاستمرارية. إذا تكررت التجربة واتسعت المشاركة الدولية مع توثيق الانتهاكات بشكل مهني، فقد يتحول الأسطول إلى حركة عالمية تضغط على الاحتلال؛ لكن إذا ظل حدثًا عابرًا بلا متابعة، فسيبقى مجرد مشهد رمزي في ذاكرة الإعلام”

كيف تقرأون ردود الفعل الإسرائيلية على هذه التحركات؟

“ردود الفعل الإسرائيلية عادةً ما تكون متوترة، تتراوح بين التهديد والقمع، وهو ما يكشف خشيتها من أن تتحول هذه المبادرات إلى أداة لفضح جرائم الحصار التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين العزَل أمام العالم؛ إسرائيل تعرف أن اعتراض سفن مدنية محملة بالغذاء والدواء سيشكل دليلًا حيًا على الطابع اللاإنساني لحصارها؛ لذلك تحاول وأد هذه المبادرات منذ بدايتها

من الناحية الإنسانية، ما معنى هذه المبادرات لأهالي غزة؟

“مجرد رؤية أساطيل تضامنية تحاول الوصول إليهم تكفي لإعطاء أهالي غزة رسالة أمل بأنهم ليسوا وحدهم؛ حتى لو لم تصل المساعدات، فإن المحاولة نفسها تمنحهم صمودًا نفسيًا وإحساسًا بالكرامة، وتكسر عزلتهم القاسية ؛إنها تقول لهم إن قضيتهم حاضرة في الضمير الإنساني”.

من حديث علي أبو زيدان، تتضح صورة “أسطول الصمود” كأكثر من مجرد مبادرة بحرية؛ إنه حدث يلخص صراع الإرادة الإنسانية ضد جدران الحصار. ربما تُقمع بعض السفن أو تُصادر، لكن الفكرة أبحرت بالفعل. الفكرة التي تؤكد أن البحر لا يُحاصر، وأن الإنسانية قادرة، حين تتحرك، على كسر أعتى الجدران.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.