إعلان نيويورك يزلزل الكيان.. محلل سياسي: عزلة دولية متصاعدة وتسونامي اعتراف بدولة فلسطين| خاص

4

كتب: عبدالله عمارة
أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة “إعلان نيويورك” الذي يؤكد على تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، حيث حصل مشروع القرار على 142 صوتا مؤيدا، مقابل معارضة 10 دول من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل والأرجنتين، وامتناع 12 عن التصويت مثل ألبانيا وإثيوبيا والإكوادور.
ويحدد الإعلان خطوات ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها نحو تسوية القضية الفلسطينية، كما ندد بالهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة والبنية التحتية المدنية والحصار والتجويع، وكذلك بهجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، مؤكدا أن حرب غزة يجب أن تنتهي الآن.
القرار الأممي سيُحدث “زلزالا” في إسرائيل
أوضح الدكتور نزار نزال، المحلل السياسي الفلسطيني والخبير بالشأن الإسرائيلي، أن القرار الأممي الأخير سيُحدث زلزالا في إسرائيل، موضحًا أن تأييد مائة واثنين وأربعين دولة لإعلان نيويورك، والقرار الدائم الذي من المرجح أن يصدر يوم الثاني والعشرين من هذا الشهر، سيخلق حالة قلق كبيرة داخل إسرائيل.
وأكد في تصريحات خاصة لـ”نافذة الشرق”، أن ردة فعل إسرائيل على هذا القرار ستكون استمرار الحرب داخل قطاع غزة، لأن المنظومة الدولية بشكل عام ليست قادرة على وقف الحرب على غزة”.
إسرائيل تواجه عزلة دولية متصاعدة وانهيارا دبلوماسيا
وأضاف نزال أن إسرائيل اليوم ومعها الولايات المتحدة الأمريكية وضعت كل تفاصيل مستقبلها في سلة واحدة، هي السلة الإسرائيلية.
وأشار إلى أن المنظومة الدبلوماسية في إسرائيل انهارت بالكامل في ظل التغيرات الدراماتيكية التي يشهدها العالم، ولم تعد القضية الفلسطينية قضية تخص النخب السياسية فقط، بل أصبحت قضية رأي عام عالمي.
وتابع المحلل السياسي الفلسطيني: “الشارع العالمي كله يضغط اليوم باتجاه الاعتراف بفلسطين كدولة، وهو ما جعل إسرائيل منبوذة على المستويين الرسمي والشعبي. نعم، زادت عزلتها بشكل كبير جدا، وستتزايد أكثر وأكثر بعد الثاني والعشرين من هذا الشهر”.
إعلان نيويورك محطة مفصلية وتسونامي اعتراف بدولة فلسطين
وأكد أن تسونامي الاعتراف بفلسطين كدولة في الثاني والعشرين من هذا الشهر يمثل محطة مفصلية في الموقف الأوروبي والغربي تجاه القضية الفلسطينية.
وقال الخبير بالشأنالإسرائيلي: “بريطانيا وفرنسا في مقدمة هذه الدول، وخاصة بريطانيا التي كانت أساس البلاء في فلسطين من خلال الانتداب وتسليم الأرض للميليشيات المستوطِنة، ووعد بلفور، واتفاقيات كامب منذ عام 1905. اليوم بريطانيا تريد أن تسجل نقطة فارقة في تاريخها عبر الاعتراف بدولة فلسطين”.
وأضاف: “هذا الاعتراف مطلقًا غير قابل للتراجع، وهناك أمواج كبيرة من الاعترافات الدولية. على المستوى الرسمي الأمر مهم جدًا، لكن على المستوى الشعبي لا يقل أهمية، حيث أصبح هناك وعي وثقافة لدى الشارع الغربي وتلمس حقيقي لآلام ومعاناة الفلسطينيين”.
وشدد نزال على أن هذا الإعلان لن يكون ذا جدوى إذا لم يقترن بخطوات عملية على الأرض تكبح جماح إسرائيل وتوقفها عن صب جام غضبها على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ضربة في قلب إسرائيل وغياب للرئة الأوروبية
واعتبر نزال أن إعلان نيويورك لا يشكل مجرد ضربة سياسية، بل ضربة في الكبد والقلب بالنسبة لإسرائيل.
وأوضح أن إسرائيل لطالما اعتمدت بشكل كبير على أوروبا، وبالتالي إذا تُرجمت المواقف الأوروبية الرمزية إلى خطوات فعلية على الأرض، فسيؤدي ذلك إلى فقدان إسرائيل رئة كاملة.
وبيّن أن إسرائيل تعيش برئتين وقلب؛ القلب هو الولايات المتحدة الأمريكية، والرئة الأولى هي الأوروبيون، والرئة الثانية هي العجز العربي. وبالتالي، عندما تفقد إحدى هاتين الرئتين، سيكون لذلك أثر بالغ على جسد الدولة الإسرائيلية.
وختم الدكتور نزار نزال بالتأكيد على أن يوم الثاني والعشرين من هذا الشهر سيكون تاريخًا مفصليًا في مسار الحركة الدبلوماسية الفلسطينية.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.