دماء وجثث وقتلى في أول أسبوع من شهر رمضان ، فما الدوافع والأسباب ؟
وأستاذ علم نفس يفسر الدوافع والأسباب وراء ارتكاب جرائم القتل في أول أسبوع من رمضان..
كتبت بسنت السيد
دماء هنا وهناك هكذا استقبل العالم العربي شهر رمضان ،حيث تصدرت أخبار جرائم القتل البشعة منذ الأيام الأولى للشهر المبارك ففي أول سحور يقتل زوجته على سجادة الصلاة ،وفي اول يوم من رمضان تذبح طفلة على سطوح منزلها ،وآخر يحرق والده بعد قتله وصراع بين عائلتين في صعيد مصر يروح ضحيتها 4افراد منهم وغيرها من الجرائم التي تثير حالة من القلق مدفوعة بفيض من الأسئلة التي تراود رواد التواصل الاجتماعي ،ما الدوافع والعوامل التي قد تدفع النفس البشرية لارتكاب جرائم الشيطان منها برئ ،لاسيما أنها ارتكبت في توقيت تسلسل فيه الشياطين ، فشهر رمضان هو شهر الروحانيات والتقوى، حيث يتقرب المسلمون من الله بالصيام والصلاة والعبادات، مما يجعله وقتًا يفترض أن يسود فيه السلام والسكينة. ومع ذلك، فإن وقوع جرائم القتل خلال هذا الشهر يثير تساؤلات عديدة حول النفس البشرية وكيفية وقوعها في مثل هذه الأفعال العنيفة رغم الأجواء الروحانية. فما الذي قد يدفع الإنسان إلى ارتكاب جريمة القتل في هذا الشهر المبارك؟ وما العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤدي إلى ذلك؟
ويجيب ا.د عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس ومستشار التنمية البشرية بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة برئاسة مجلس الوزراء المصري والاستشاري النفسي في حديثه لموقع نافذة الشرق أن هناك عددا من العوامل وأبرزها سنلقي الضوء عليه في السطور التالية:
- الضغوط النفسية والعصبية
فبالرغم من أن الصيام يُفترض أن يهذب النفس ويعود الإنسان على الصبر، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من صعوبة في التحكم في انفعالاتهم بسبب التغيرات الجسدية والنفسية المرتبطة بالصيام، مثل انخفاض مستوى السكر في الدم، والتوتر الناتج عن الامتناع عن التدخين أو الكافيين، ما قد يؤدي إلى تصاعد الغضب والاندفاعية في التعامل مع الآخرين، خاصة في ظل الخلافات الشخصية أو العائلية.مثلما حدث مع الزوج الذى قتل زوجته وشنقها في الغربية - العنف الأسري والمجتمعي
ويؤكد درويش على أن العنف الأسري من العوامل الرئيسة التي تؤدي إلى ارتكاب الجرائم، حتى في شهر رمضان. فمع زيادة الاحتكاك اليومي بين أفراد الأسرة، ووجود مشكلات مادية أو نفسية متراكمة، قد يصل الأمر إلى تفجر الخلافات، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى جرائم عنف، قد تتطور إلى جرائم قتل في لحظات الغضب الشديد وهذا ما حدث في جريمة القتل التى راح ضحيتها أربعة أفراد من عائلتين في صعيد مصر واحتدم الصراع بينهما على قطعة أرض. - الصراعات المالية والاقتصادية
ويرى استاذ علم النفس عبد الفتاح درويش أن الضغوط الاقتصادية تعد عاملاً رئيسًا في وقوع الجرائم، حيث يعاني البعض من ضيق ذات اليد وعدم القدرة على تلبية متطلبات الأسرة في شهر تكثر فيه المصاريف. قد يدفع ذلك بعض الأشخاص إلى اللجوء إلى العنف لحل النزاعات المالية، مما قد يتطور إلى جرائم قتل، خاصة عند الشعور بالظلم أو الإهانة. - الانتقام والثأر
ويتابع ولا يتوقف دافع الانتقام عند حدود الزمان أو المكان، فقد يحمل بعض الأشخاص في صدورهم أحقادًا دفينة تدفعهم إلى تصفية حساباتهم حتى في الأوقات المقدسة. بعض الجرائم تُرتكب بدافع الثأر العائلي أو الانتقام الشخصي، حيث يستغل الجاني فرصة لقاء الضحية خلال التجمعات العائلية أو الاجتماعية التي تكثر في رمضان. - الإدمان وتأثير المواد المخدرة
كما يؤكد درويش على خطورة الإدمان وتأثير المواد المخدرة قائلا إنه الرغم من أن رمضان فرصة للإقلاع عن العادات السيئة، إلا أن بعض المدمنين يجدون صعوبة في التأقلم مع الانقطاع المفاجئ عن المواد المخدرة أو الكحول، مما يسبب لهم اضطرابات نفسية وسلوكية، قد تدفعهم إلى ارتكاب جرائم عنف غير واعية، قد تصل إلى القتل. - الاضطرابات النفسية والعقلية
ويضيف استاذ علم النفس أن بعض الجرائم التي تحدث في رمضان يكون مرتكبوها ممن يعانون من اضطرابات نفسية أو عقلية، تجعلهم غير قادرين على التحكم في تصرفاتهم ، وقد يكون الدافع هلوسات أو ضغوط نفسية داخلية تدفعهم لارتكاب الجريمة دون وعي تام بعواقبها وهذا ما حدث في الشرقية عندما قتل شاب صيدلى أمه ،حيث كان يعانى من اضطرابات نفسية . مضيفا جريمة ذبح واعتداء على طفلة من مختل ومريض يعانى من إعاقة ذهنية - الجريمة بدافع الشهوة أو الشيطان.
أنه علي الرغم من أن رمضان يعد شهر الطهارة، إلا أن بعض النفوس الضعيفة تقع فريسة لشهواتها، فتسعى لتحقيق رغباتها بطرق غير شرعية، قد تؤدي في بعض الأحيان إلى جرائم قتل، خاصة في حالات الاعتداءات الجنسية التي يحاول الجاني بعدها التخلص من الضحية لإخفاء جريمته. كالابن الذى قتل والده و احرق جثته في الدقهلية لإخفاء معالم جريمته
ويختتم د.درويش قوله بأنه
على الرغم من أن شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة، إلا أن النفس البشرية قد تنحرف تحت تأثير الغضب، الضغوط، الشهوات، أو الأمراض النفسية، مما يؤدي إلى وقوع جرائم القتل. ولذلك، يجب التركيز على التوعية الدينية والنفسية والاجتماعية، وتعزيز ثقافة التسامح وضبط النفس، لتجنب الوقوع في مثل هذه الأفعال البشعة، حتى في الأوقات التي يفترض أن يسود فيها السلم والطمأنينة.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.