البلشي اليساري نقيبا للصحفيين في أشرس إنتخابات نقابية بمصر تعرف بنزاهتها وعدم وجود تدخلات حكومية

61

محمد صفوت

كان الحدث الأهم في مصر يوم الجمعة الموافق الثاني من مايو متابعة إنتخابات نقابة الصحفيين وخاصة منصب النقيب لأن شراسة المعركة الإنتخابية أسالت الكثير من الحبر في الصحافة المصرية وجعلت الشارع المصري في حالة ترقب للسؤال الناري “من سيفوز خالد البلشي الناجح في التعامل مع مشاكل الصحفيين عن قرب ودون وعود براقة يصعب تنفيذها أم عبد المحسن سلامة الذي حاول فريق عمله التلميح إلى بعض جموع الصحفيين بأنه المرشح الاكثر دعما من بعض الأوساط في الدولة وهو ما ينافي الحقيقة؟”
الجدير بالذكر أن المرشح عبد المحسن سلامة قال قبيل الانتخابات ببضع أيام أنه حصل على 1500 شقة و 328 قطعة أرض لصالح الصحفيين دون أن يصدر من أي جهة حكومية معنية حتى تلميح يؤكد تلك الوعود ولم يكترث بالكثير من الخلافات في الأراء مع الصحفيين التي شابت عمله أثناء فترة إدارته للأهرام ومدى انعكاسها على وجهة نظر نسبة غير قليلة من الصحفيين بأنه لا يدعم الصحافة الحرة .
يحسب للحكومة المصرية عدم تحيزها أو تدخلها إطلاقا لأي مرشح لمنصب نقيب الصحفيين وهو ما جعل الإنتخابات حرة ونزيهة للغاية ما بين المرشح اليساري خالد البلشي النقيب في آخر دورة إنتخابية والمرشح المعتدل نوعا ما عبد المحسن سلامة الذي شغل في السابق منصبي نقيب الصحفيين من 2017 إلى 2019 ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الحكومية.
المرشح البلشي خاطب عقول الصحفيين وعزف لحن الحرية المحببة لهم لينجح باقتدار في إدارة إنتخابات من نار مستحوذا على 3346 صوتا مقابل 2562 صوت للمرشح عبد المحسن سلامة وداخل القاعة المركزية لفرز الاصوات أدار المستشارين الموكلين بالإشراف على العملية الإنتخابية الأمر بكل نزاهة وشفافية.
الصحفي المخضرم سيد الأسكندراني نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ترشح لمنصب النقيب لكنه حل ثالثا في الترتيب بنحو 44 صوت فقط ومع ذلك ذهب لتحية وعناق الأستاذ خالد البلشي وبارك له على نجاحه في الإنتخابات وقال بروح تسودها المودة : “جموع الصحفيين تريد خالد البلشي نقيبا ونجح باكتساح لذا يجب أن نحترمه ويجب أن نقف معه ، قمت بالترشح في إنتخابات نقابة الصحفيين ما بين عضو ورئيس عدة مرات خلال الخمس وعشرين سنة الماضية ولهذا فأنني أملك معرفة جيدة بالعديد من الشخصيات التي تشرفت بمنصب نقيب الصحفيين لكن خالد البلشي يختلف عن اغلبهم بتواجده يوميا في النقابة للتعامل مع كل شاردة وواردة وتحس دائما بأن البلشي أصبح جزء من نسيج الصحفيين بمشاركته لهم في السراء والضراء”.
وختم الأسكندراني حديثه قائلا : “حاول بعض الضعفاء الصيد في الماء العكر وشن إشاعات باطلة عن البلشي قبيل الإنتخابات بأنه من نوعية الصحفيين المعارضين للحكومة المصرية لكن هذا غير صحيح”.
ما أشعل الأجواء في الأيام الأخيرة قبيل الأنتخابات الحرب الكلامية المتبادلة بين فريقي عمل الجبهتين فقد تم تذكير جموع الصحفيين بأن المرشح البلشي كان رئيس تحرير موقع “درب” وهو ضمن بعض المواقع التي طالها الحجب في مصر عام 2020 كما أنه سبق التحقيق معه في 2022 بسبب بلاغات ضده على خلفية منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي قيل أنها تحمل اخبار كاذبة لكن النيابة أخلت سبيله بعد استجوابه.
على الجانب الآخر قيل إنه كيف للمرشح عبد المحسن سلامة يردد بأنه اخذ وعدا شفهيا من وزير الأسكان بشخصه وهو فعليا خارج الدولة لمهام العمل.
بعد النتيجة تحولت الإنتخابات لأجواء جميلة فقال الأستاذ خالد البلشي نقيب الصحفيين : “سنقدم الخدمات بدون مساومات لجميع اعضاء النقابة، حرية الصحافة ستبقى هى الأولوية الأولى لنقابة الصحفيين ، نحن في خدمة الصحافة الحرة التي تخدم الأوطان وتخدم المواطنين ، نريد توسيع حرية الصحافة في النشر ، ستظل نقابة الصحفيين بيتا لكل العاملين في مهنة الصحافة ، سنواصل العمل على تحويل المدينة السكنية للصحفيين إلى واقع وتطوير العمل في كافة اذرع النقابة خارج القاهرة وبالصعيد “.
ووجه النقيب خالد البلشي حديثه صوب أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين وحتى منافسيه في الإنتخابات : ” دعونا نعمل سويا من أجل تحقيق كل الملفات الصعبة المتعلقة بالصحفيين , إرادة الجمعية العمومية كانت الموجه الرئيسي للعملية الإنتخابية ولذا فإن الكفاح في مواصلة ما بدأناه من تحديات سيكون أهم ما يشغل تفكيري في المرحلة المقبلة”.
وقال الصحفي عصام شلتوت رئيس التحرير التنفيذي ومستشار التحرير لموقع القاهرة 24 : “نجح الجميع في هذه الإنتخابات الصحية وحتى من لم يوفق فلا توجد كلمة نجح ورسب، مبروك لنقابة الصحفيين”
وبسؤال الصحفي نادر أحمد نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية عن أجواء الإنتخابات فأجاب “ننتظر انتخابات النقابة بفارغ الصبر لأنه يوم جميل يلتقي فيه كل الصحفيين من كل حدب وصوب ، وساهم الإقبال الواسع على لجان الإنتخابات في قرار اللجنة القضائية على الإنتخابات بمد فترة التصويت ساعة كاملة لتنتهي الساعة الثامنة مساءا بدلا من الساعة السابعة “.
أجمل ختام يحمل الهتافات التي أطلقها البلشي بعد نتيجة الإنتخابات قائلا: «عاشت حرية الصحافة»، «عاشت وحدة الصحفيين»، «عاشت الجمعية العمومية».
بينما ردد جموع الصحفيين المؤيدين له : «قول ما تخافشي ، نقيبنا هو البلشي» ، «احنا جموع الصحفيين ، على البلشي متفقين» , «عيش حرية ، فلسطين عربية» ، «حرة حرة حرة نقابتنا حرة» «الصحافة بتقولها قوية ، فلسطين عربية»

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.