استثمارات بالمليارات في الشراكات الإماراتية الفرنسية في مجال الذكاء الاصطناعي(خاص)
خبراء مصريون : الإمارات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتسير بخطى واعدة نحو أهدافها
كتبت بسنت السيد
ُتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من أنجح الدول الرائدة في تبني وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وذلك من خلال مساعيها الحثيثة فى تعزيز مكانتها كأولى المراكز العالمية للابتكار والتكنولوجيا.
فالشراكات الاستراتيجية الدولية تؤدى دوراً محورياً في تحقيق أهدافها المتطلعة في هذا القطاع الحيوي ، وذلك عندما أدركت دولة الإمارات العربية ضرورة التعاون مع الجهات الدولية الفاعلة، بما في ذلك الشركات التكنولوجية العملاقة، والجامعات المرموقة، والمراكز البحثية المتخصصة، لدفع عجلة التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي وسنعرض لأهم تجارب الشراكة في هذا التقرير مع الجانب الفرنسي .
وتم توقيع “إطار العمل الإماراتي الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي” أثناء زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ، لفرنسا يوم 6 فبراير 2025، قبيل انعقاد قمة الذكاء الاصطناعي التي عُقدت في باريس يومي 10 و11 من الشهر نفسه بمشاركة فعالة ل 100 دولة.نوقش فيها إمكانات الذكاء الاصطناعي.
الشراكةوالتعاون الفرنسي
تستهدف دولة الإمارات استثمار مابين 30إلى 50مليار يورو في إنشاء مجمع للذكاء الاصطناعي في “إطار العمل الإماراتي الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي”لتعزيز التعاون بين دولة الإمارات وفرنسا في م في السنوات المقبلة.
ومن المُقرر أن يتكون هذا المجمع من 35 مركزاً لتجميع معلومات وتأمين قدرات حوسبة هائلة يتطلبها الذكاء الاصطناعي. كما ينص على بناء شراكة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي واستكشاف فرص جديدة للتعاون في المشروعات والاستثمارات التي تدعم استخدام الرقائق المتطورة والبنية التحتية لمراكز البيانات وتنمية الكوادر، إضافة إلى إنشاء “سفارات بيانات افتراضية” لتمكين البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في كلا البلدين.
مشروع ستار جيت لانشاء مراكز البيانات
وذلك في إطار توسع دولة الإمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي، وبصفة خاصة في إنشاء وتطوير مراكز البيانات، حيث تستثمر بالفعل في مشروعات ضخمة مثل مشروع “ستار غيت” لإنشاء مراكز بيانات في الولايات المتحدة، ويحظى هذا المجال تحديداً باهتمام خاص بالنظر إلى أن مراكز البيانات تمثل الوقود الذي تحتاجه عملية تطوير الذكاء الاصطناعي.
أهمية الشراكة الإماراتية الفرنسية
وستخدم هذه الشراكة المصالح الإماراتية الفرنسية، حيث إن بناء مجمع للذكاء الاصطناعي في فرنسا سيساعد على جمع بيانات أكثر ومعالجتها بشكل دقيق؛ ومن ثم تسخيرها في تطوير وتعليم برامج الذكاء الاصطناعي، وهو أمر يعزز مكانة ودور البلدين في هذا المجال ويسهم في جعل تقنيات الذكاء الاصطناعي متاحة لمزيد من الدول، فضلاً عن خلق برامج ذكاء صناعي تحترم المواثيق الدولية والأوروبية.
تطوير البنية التحتية الرقمية
كما توفر الشراكة الإماراتية الفرنسية في مجال الذكاء الاصطناعي دفعة قوية لتطوير البنية التحتية الرقمية في البلدين، حيث يستفيد كل منهما من الاستثمارات الضخمة لإنشاء مجمعات متطورة للذكاء الاصطناعي؛ مما يعزز قدرتها على معالجة البيانات الضخمة وتطوير تقنيات الحوسبة السحابية. ويتيح الاتفاق أيضاً تبادل الخبرات مع باريس، خصوصاً في مجالات الرقائق المتقدمة ومراكز البيانات؛ مما يسهم في تسريع تبني حلول الذكاء الاصطناعي وتحقيق تقدم استراتيجي في القطاعات الحيوية. إضافة إلى ذلك، يعزز الاتفاق تنمية الكوادر الإماراتية؛ مما يدعم تنشئة جيل جديد من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، ويعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي رائد في هذا المجال.
الإمارات دولة رائدة في الذكاء الاصطناعي
يقول المهندس أشرف عبد الحميد المتخصص في مجال الأمن المعلوماتي وصاحب مركز المبتكرون لتعليم تقنيات الذكاء الاصطناعي في حديثه لموقع نافذة الشرق : إن دولة الإمارات العربية من الدول الرائدة والتى أدركت أهمية الذكاء الاصطناعي في شتى أمور الحياة.
وتابع عبد الحميد لم يعد هناك خيارا لاسيما وأن الذكاء الاصطناعي أصبح متوغلا في شتى نواحى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والحياتية أيضا ،وأتمنى أن تسير الدولة المصرية بنفس الخطى التى بدأتها دولة الإمارات العربية التى كانت بحق سباقة عن غيرها من الدول في هذا المجال.
وأضاف المهندس أشرف قائلا: “أن من سيسبق في التطور ومواكبة العصر في هذا المجال سيحقق السبق والريادة لأن الذكاء الاصطناعي يدخل في كل تفاصيل حياتنا بدءا من شات جى بي تى إلى اتخاذ القرارات والتحكم في البشر مضيفا أن الذكاء الاصطناعي سيتحكم في أمور عديدة وربما يعيد هيكلتها مرة أخرى
وثمن المهندس أشرف عبد الحميد الخطوات التي تخطوها دولة الإمارات العربية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي داعيا مصر وباقي الدول للتعلم من التجربة الإماراتية وبخاصة مع توفر العقول والكوادر القادرة على الفهم والتعلم .
رامي الجبالي في مؤتمر مستقبل الذكاء الاصطناعي
وفى حديث خاص لنافذة الشرق أعرب المهندس رامي الجبالي المتخصص بمجال تكنولوجيا المعلومات ومؤسس صفحة أطفال مفقودة عن سعادته بمشاركته في مؤتمر مستقبل الذكاء الاصطناعي الذى عقد بدولة الإمارات العربية برعاية من ال Special Olympics و هى دورة رياضية خاصة بذوي القدرات الخاصة تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد.في دولة الإمارات العربية التى عقد ت في ديسمبر الماضي بالتعاون مع جامعة نيويورك في أبو ظبي.
ويقول الجبالى: ” إن المؤتمر الذي عقد تحت عنوان مستقبل الذكاء الاصطناعي والحلول التى يقدمها لخدمة ذوى الهمم حضر المؤتمر حضره ممثلين عن 13دولة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي وأكبر الشركات العالمية والمتخصصة في هذا المجال إضافة إلى حضور رئيس قسم الذكاء الاصطناعي فى جامعة نيويورك فرع ابو ظبى و رئيس الجامعة و مجموعة من الاستاذة من جامعة نيويورك فرع أبوظبي و الولايات المتحدة الأمريكية.
مشاركة مؤسس أطفال مفقودة في المؤتمر
وكشف الجبالى أن المؤتمر جاء بدعوة كل المؤسسات و الكيانات المهتمة بخدمة و مساعدة ذوي القدرات الخاصه أمثال شركة ميكروسوفت و جوجل و شركة zero project و التى تعد من أكبر شركات دعم ذوي الهمم في العالم و التى طورت برامج كثيرة لتسهيل استخدام التكنولوجيا علي ذوي الهمم.
وأشار مؤسس صفحة أطفال مفقودة أن المؤتمر ركز في المقام الأول على توفير تقنيات تساعد الاطفال ممن يعانون من صعوبات في التعلم و التواصل.
إسهام رامى الجبالى في المؤتمر
يقول رامى الجبالى في حديثه لنافذة الشرق: “إننا نجحنا في تعليم الأطفال من ذ وى الهمم الذين لايعرفون أن يعبروا عن أسماءهم ولا يعرفون كيف ينطقون أسماءهم أن يعبرو عن أنفسهم وهذا تم من خلال خطوتين.
– من خلال تطوير أداة ذكاء اصطناعي قادر علي التمييز بين وجوه الأطفال من ذوي الهمم أصحاب متلازمة داون و اللي أغلب برامج التعرف علي الوجوه مش بتعرف تفرقهم من بعض.
– تطوير برنامج ذكاء اصطناعي قادر علي تحسين صور الأطفال ضعيفة الجودة من أجل برامج التعرف علي وجوه تقدر نستخدمها و تقدم لنا نتائج دقيقة.
– تطوير ذكاء اصطناعي قادر علي تصور و تخيل شكل الأطفال بعد مرور سنوات علي غيابه.
برنامج شرح المواد المدرسة لذوى الهمم
وأوضح رامى الجبالى مؤسس صفحة أطفال مفقودة في حديثه للموقع :”أن الجزء الثاني من المحاضرة التى شارك فيها بمؤتمر مستقبل الذكاء الاصطناعي أنه كان عن برنامج يقوم بتطويره حاليا في شركته و هو برنامج بالذكاء الاصطناعي.
وتابع رامي الجبالي هذا البرنامج سيساعد الأطفال ممن يعانون من صعوبات في التعلم أن يشرح لهم المواد الدراسية بشكل مبسط .
كما سيعمل مساعد شخصي للطفل يقدر يتكلم معاه في أي موضوعات الطفل مهتم بيها.
وذلك باستخدام مفردات وأمثلة تناسب العمر العقلي للطفل بما يضمن أن يستطيع الطفل استخدامه و التفاهم معه بكل سهولة.
شراكة مع الولايات المتحدة:
تُعد الشراكة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي الأهم في هذا المجال، حيث شهد التعاون بين البلدين تنامياً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، في ضوء التفوق الأمريكي في هذا المجال. وشكلت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى الولايات المتحدة في سبتمبر 2024، تتويجاً لهذا التطور المتنامي بين البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي.
وخلال العامين الأخيرين، تم توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار بين البلدين في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي. ففي ديسمبر 2024، أعلنت حكومة الإمارات عن شراكة استراتيجية مع شركة “يو آي باث” (UiPath)، التي يقع مقرها الرئيسي في نيويورك والمتخصصة في مجال الأتمتة المؤسسية والذكاء الاصطناعي، لتعزيز حلول “الأتمتة الوكيلة” – النهج المبتكر للأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تطوير الأتمتة الذكية، وتدريب الكوادر الإماراتية بمهارات متقدمة. كما تشمل تنفيذ مشروعات تجريبية وورش عمل لتعزيز وعي الجهات الحكومية بفوائد الذكاء الاصطناعي، وبما يتماشى مع رؤية الحكومة لأن تصبح دولة الإمارات رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031.
أرقام و إحصائيات حول حجم الاستثمارات الإماراتية في الذكاء الاصطناعي
وفي سبتمبر الماضي، وقّعت دولة الإمارات ثلاث اتفاقيات ضخمة في قطاع الذكاء الاصطناعي، شملت “اتفاقية الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي” باستثمارات ستصل إلى 100 مليار دولار، وقّعتها شركة “إم جي إكس” (MGX) الإماراتية وشركات “بلاك روك” و”غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز” و”مايكروسوفت”، إلى جانب اتفاقية بين شركة “جي 42” (G42) وشركة “مايكروسوفت” لتأسيس مركزين للأبحاث في أبوظبي لدعم قطاع الذكاء الاصطناعي المسؤول، واتفاقية أخرى بين “جي 42″ و”إنفيديا” لتأسيس مركز عمليات جديد ومختبر للمناخ التقني في أبوظبي؛ لتطوير التكنولوجيا المناخية وتحسين توقعات الطقس والمناخ لمساعدة ملايين البشر على الاستعداد للظواهر المناخية والكوارث الطبيعية قبل حدوثها.
وفي يونيو 2024، وقعت شركة “وورلد وايد تكنولوجي” (World Wide Technology)، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة، اتفاقية استراتيجية مع (NXT Global)، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر بدولة الإمارات، الذي سيكون أحد أكثر التطورات الحضرية استدامة في العالم.
كما أعلنت “مايكروسوفت” و”جي 42″، في مايو الماضي، عن مجموعة واسعة من الاستثمارات في مجال التكنولوجيا الرقمية في كينيا، وجاءت هذه الخطوة كجزء من مبادرة بالتعاون مع وزارة المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي في جمهورية كينيا، حيث تقود “جي 42″، في إطار شراكة مع “مايكروسوفت” وشركاء رئيسيين عدة، مبادرة طموحة لضخ استثمارات تصل إلى مليار دولار، وتهدف هذه الاستثمارات إلى تنفيذ مشروعات رئيسية ضمن حزمة شاملة من الاستثمارات تشمل إنشاء مركز بيانات بيئي متطور في كينيا، والذي ستشرف على بنائه شركة “جي 42” وشركاؤها من أجل تشغيل خدمات “مايكروسوفت أزور” ضمن منطقة سحابية جديدة تخدم شرق إفريقيا. وفي إبريل الماضي، أعلنت “مايكروسوفت” عن استثمار استراتيجي بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة “جي 42″؛ مما يعزز التعاون المتزايد في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
ويذكر أن الشراكات لم تقتصر على الولايات المتحدة وفرنسا،بل تضمن ملف الذكاء الاصطناعي أجندة التعاون والشراكات الإماراتية مع مختلف دول العالم مثل الصين والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها.
شراكات لتعزيز ريادة الإمارات:
تأتى تلك الشراكات لتعزيز ريادة دولة الإمارات العربية في مجال الذكاء الاصطناعي، من أجل تطوير حلول مبتكرة تعالج التحديات المحلية والعالمية،
وترفع كفاءة القطاعات الحيوية مثل الصحة، والتعليم، والطاقة، والنقل، فضلاً عن تعزيز اقتصادها القائم على المعرفة والابتكار، والاستفادة منها في جذب الخبرات الدولية، وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في هذا المجال المهم.
أهمية الشراكات الدولية
وتخدم الشراكات الدولية بصورة خاصة تحقيق مختلف أهداف استراتيجية دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي،
وكان لهذه الشراكات، ضمن الرؤية الشاملة لدولة الإمارات، دورهام في تعزيز ريادة الدولة في هذا الملف، حيث أصبحت الإمارات من أكثر الدول جذباً للمهارات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، مع زيادة عدد المتخصصين في هذا المجال بنحو 40% منذ عام 2022. كما أحرزت الدولة مركزاً ريادياً ضمن قائمة أفضل 10 دول عالمياً، من حيث عدد شركات الذكاء الاصطناعي لكل مليون نسمة، وذلك وفقاً لمؤشر تنافسية الذكاء الاصطناعي العالمي الصادر عن المنتدى المالي الدولي “آي إف إف” (IFF) ومجموعة المعرفة العميقة.
المهندس رامى الجبالى

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.