اللاجئين في مصر.. تحديات إنسانية وأطماع سياسية

3

كتبت : ضحى ناصر

حالة من الجدل تشهدها مصر منذ مايزيد على عام بشأن موجات النزوح الغير مسبوقة التي تشهدها مصر جراء إشتعال الحروب في عدد من الدول المحيطة ما جعل من مصر ملاذاً لشعوب تلك الدول.

وعلى الرغم من الترحاب والتسهيلات التي قدمتها مصر ممثلةً في حكومتها وشعبها إلا أن الرد جاء من قِبل البعض بما لايليق بذلك الكرم الذي عُرِف عن مصر وشعبها وقائدها العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسي.

فأصبحت وسائل التواصل الإجتماعي تعج بمجموعات تضم بعض أولئك الذين أخذوا على عاتقهم عبء إشعال الفتنة عبر منشورات تسيء لأقباط مصر و إدعاء أن اللاجىء المسلم خير و أحق بأرض مصر من المصري القبطي.

أو عبر المطالبة بإتخاذ مناطق معينة كدويلات منفصلة لكل جنسية من جنسيات اللاجئين في مصر وعددهم بحسب الإحصاءات الحكومية نحو 130 جنسية بالإضافة إلى المطالبة بالأحقية في الترشح للبرلمان و دخول الكليات العسكرية .

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل إزداد حتى بلغ حد التعليق على بيانات وزارة الداخلية وأحكام القضاء في حال محاسبة أي لاجىء على جرائمه، بل وتبادل الإستشارات حول أساليب كسر الإقامات ويكأن ليس للدولة التي أستضافتهم أى حقوق عليهم في سابقة تاريخية لم تشهدها مصر من قبل التي عُرفت بكرم أهلها وترحابهم بكل قادم لاسيما الأشقاء القادمين من بلاد طحنتها الصراعات والحروب ينشدون في مصر المرفأ والأمان .

ولعل ما بذلته الدولة المصرية على مدار سنوات من جهود ضبط الأمن وتقديم التوعية المستنيرة كان بمثابة طوق النجاة من غرق مصر في حرب داخلية ضروس و إشتباكات عنيفة بين اللاجئين وجموع المواطنين الغاضبين من تلك الأفكار الدخيلة على مجتمعنا المصري المعروف بتوادده وتراحمه والذي لم يشهد في تاريخه قط مثل هذا النوع من الخلافات ليأتي رد المصريين دوماً على مثل تلك الدعوات ” فتش عن الجماعة المحظورة.

كيف تستغل الجماعة المحظورة اللاجئين

يجيب عن هذا التساؤل المحلل و الباحث السياسي في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور هشام النجار لا تترك جماعة الإخوان أي فرصة أو أي ملف او اي شاردة وواردة الا استغلتها لكي تبخ سمها فهي ليست سوى جماعة تتربص السوء بمصر وشعبها .

وأضاف كل أمل وطموح هذه الجماعة ومن على شاكلتها أن تتعثر مصر بل و أن تسقط وتتهاوى لكي تنجو هي وتنقذ قادتها وتحقق مأربهم .

وكل ما تتمناه هذه الجماعة أن تثير بعض الناس وتحرضهم وتدفعهم لإرتكاب الجرائم ضد الدولة المصرية و إشعال الفوضى في بعض المناطق لكي تستغل هي هذه الأحداث وتوظفها في الدعاية ضد مصر، ذلك لأنها جماعة معزولة فارغة بلا دور ولا حضور ومنبوذة وتتشبث بكل شيء يمكن أن تعيد به إنتاجها بالمشهد من جديد.

ويشاركه الرأي في ذلك الكاتب والباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية و الخبير في شؤون الحركات المتطرفة، منير أديب، والذي أكد في تصريحات خاصة لنافذة الشرق أن جماعة الإخوان تتبنى كافة الوسائل الممكنة لإثارة المواطنين واللاجئين مشيراً إلى أن النهج الذي تتبناه الجماعة في حربها على الدولة المصرية هو نهج إنتقامي وإنتقائي يحمل الكثير من العنف والذي تتبناه الجماعة في كل مراحل الصراع المختلفة، ففي بعض الأحيان قد تستخدم الجماعة أساليب العنف الجنائي حيث تتطلب بعض مراحل الصراع ذلك، وقد تلجأ في مراحل أخرى إلى إستخدام السوشيال ميديا و ملف اللاجئين من أجل محاولة إستقطاب وتثوير اللاجئين سواء على السوشيال ميديا أو على أرض الواقع في بلدانهم بهدف الإنتقام من الدولة المصرية وهو أمر يتسق تماماً مع مفاهيم تلك الجماعة، لاسيما و أن السوشيال ميديا هى وسيلة الإنتشار الأسرع و الأقرب في عصرنا الحالي لكنها بالطبع لاتغنيهم عن وسائلهم الإنتقامية الأخرى التي يستخدمونها ضد الدولة المصرية وأجهزتها على إختلافها .

العيون الساهرة ترصد كافة تحركات أذناب الجماعة الإرهابية ومعاونيها

وعن ذلك يقول المحلل و الباحث السياسي في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور هشام النجار في تصريحات خاصة لنافذة الشرق هذا الملف بالطبع حساس جداً ويحمل العديد من الإشكالات والمخاطر منها الأمنية والمجتمعية وله أثار سلبية عديدة متوسطة وبعيدة المدى، وبدون شك فإن تحذيرات بعض المختصين تؤخذ في الإعتبار لان الأمور كانت بالفعل ولا زالت كارثية في العديد من دول الجوار التي تشهد صراعات وتعاملت مصر مع الملف من جانبه الإنساني ومن منطلق مسؤوليتها المبنية على القيم العربية والإنسانية والاسلامية، ورغم ذلك فهناك ثقة كبيرة بالأجهزة المصرية الواعية تماماً لهذه الأمور ومن الأكيد أنها تتخذ إحتياطها وإجراءاتها لمنع أي تجاوز أو توظيف من أي جهة ولضبط كل ما يتعلق بهذه المسألة حيث أن مصلحة الدولة المصرية ومؤسساتها وشعبها وأمنها وإستقرارها يأتي في الاولوية.

كيف يمكن للمواطن أن يساهم في حماية وطنه

وتوجهنا بهذا السؤال إلى الكاتب و الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية و الخبير في شؤون الحركات المتطرفة منير أديب الذي أوضح أن جماعة الإخوان تسعى لإستقطاب و إستغلال اللاجئون سياسياً إستناداً إلى حالة الضعف المادي التي يمرون بها بعدما جاءوا من بلاد تموج بالحروب والأزمات إلى القاهرة ينشدون الأمان والعيش الهادىء .

و أشار أديب إلى أن ذلك الأمر يتماشى تماماً مع السيكولوجية الإخوانية القائمة على إستغلال المواطنون واللاجئون على حدٍ سواء.

ونّوه أديب إلى أن المواطن المصري يتعين عليه في إطار واجباته الوطنية الوقوف بكل حسم أمام مثل هذا التنظيمات، وفي الوقت ذاته تبصرة هؤلاء اللاجئين بالدور الخبيث الذي تلعبه الجماعة المحظورة والتنظيمات الدينية المتطرفة في إستغلالهم والوقوف أمام مشروعهم السياسي القائم على إستغلال البشر أو حتى الإتجار بهم .

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.