لماذا مصر تؤرق منام إسرائيل بامتلاكها أسلحة الليزر الصيني؟
اللواء حمدي بخيت: إسرائيل تفتعل الخوف.. ومصر تشتري سلاحها بقرار مستقل
اللواء تامر الشهاوي: مصر لا ترتهن لأحد وتنوع مصادر سلاحها لحماية أمنها القومي
كتب: عبد الرحمن السيد
بينما تتصاعد التوترات في الإقليم وتتغير موازين القوى، أطلقت تقارير عبرية مؤخرًا تحذيرات بشأن ما وصفته بـ”التعاون العسكري المتسارع بين مصر والصين”، والذي يتضمن وفق تلك التقارير حصول القاهرة على تقنيات متقدمة في مجال الأسلحة الليزرية الدفاعية، ما اعتبرته إسرائيل تهديدًا مباشرًا لتفوقها النوعي، خاصة في سلاح الجو.
فما هي هذه الأسلحة؟ ولماذا يقلق تل أبيب مجرد الحديث عنها؟ وهل تمتلك مصر بالفعل مثل هذه الأنظمة، أم أن المسألة لا تزال في إطار المعلومات الاستخباراتية المفتوحة والتحليلات السياسية؟
في هذا التقرير، نستعرض طبيعة هذه الأسلحة، وتحليل الخبراء العسكريين، وقراءة المشهد القانوني والسياسي في ضوء التوازنات الدولية.
ما هي مدافع الليزر؟ وما قدرتها الفعلية؟
مدافع الليزر أصبحت واقعا عسكريا تتجه إليه الدول الكبرى سريعًا وفي مقدمتهم الصين التي نجحت في تصنيعها بالفعل. وهي أنظمة تعتمد على توجيه شعاع مركز من الطاقة الكهرومغناطيسية لتدمير أو تعطيل الأهداف. ميزتها الأبرز أنها تضرب بسرعة الضوء، دون صوت أو تفجير، ما يجعلها سلاحًا فعالًا ضد الطائرات المسيّرة والصواريخ والطائرات منخفضة السرعة.
ويصل مدى بعض الأنظمة التجريبية إلى 10 كيلومترات، في حين تتراوح القدرة التدميرية بين 30 إلى 300 كيلوواط. وتتميز هذه الأنظمة بـ”الرصاصة الرخيصة”؛ إذ لا تحتاج إلا إلى كهرباء، وليس صواريخ بعشرات آلاف الدولارات، وهو ما يجعلها سلاح المستقبل في الحروب غير المتماثلة.
هل تمتلك مصر هذه التقنية بالفعل؟
لم تُصدر القاهرة أي بيان رسمي حول حصولها على هذه الأنظمة. غير أن تقارير عبرية أشارت إلى أن مصر تسعى للحصول على منظومة ليزر صينية متنقلة تستخدم في الدفاع ضد الطائرات المسيّرة، كجزء من منظومة حماية البنية التحتية الحيوية.
التعاون العسكري المصري الصيني.. جذور ممتدة
يؤكد اللواء تامر الشهاوي، ضابط المخابرات الحربية السابق، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب السابق، أن التعاون العسكري بين مصر ودول الشرق ليس جديدًا، مضيفًا:”التسليح المصري كان في الأساس سوفيتيًا، ثم تنوع بعد اتفاقية كامب ديفيد، والآن مصر تتجه لتعدد المصادر لتفادي الضغوط والابتزاز السياسي”.
ويتابع في تصريحات خاصة لـ “نافذة الشرق”:”لدينا شراكات مع فرنسا (رافال وحاملات الميسترال)، وروسيا (ميج وكلاشينكوف)، وكذلك تدريبات مشتركة مع الصين وروسيا ودول أخرى، وصلت إلى 58 تدريبًا خلال 2024 وحدها”.
ويشير إلى أن التعاون مع بكين يأتي في إطار استراتيجية مدروسة هدفها الحفاظ على السيادة العسكرية وعدم الارتهان لدولة واحدة.
لماذا يقلق الإسرائيليون؟
بحسب اللواء أ.ح حمدي بخيت، أحد أبطال جهاز الاستطلاع خلال حرب أكتوبر، المحلل العسكري والاستراتيجي، فإن إسرائيل تعتمد منذ عقود على “استراتيجية الخوف” من أجل ضمان استمرار تدفق الدعم العسكري من الغرب، خاصة الولايات المتحدة، موضحًا:”عندما تظهر أخبار مثل حصول مصر على تكنولوجيا متقدمة، تتحرك ماكينة الدعاية الإسرائيلية لتضخيم الأمر، والترويج لأن إسرائيل محاطة بعدائيات متزايدة، وتحتاج لدعم إضافي”.
وأضاف “بخيت”، في تصريحات خاصة لـ “نافذة الشرق،:”هذه ليست سوى أدوات لحرب نفسية، تُستخدم لكسب تعاطف الحلفاء وقهر الخصوم نفسيًا قبل الفعل الميداني”.
الموقف القانوني والسياسي
يرى الشهاوي أن مصر لا تخالف أي التزام قانوني أو دولي:”اتفاقية السلام مع إسرائيل لم تُقيد مصر في مصادر تسليحها، ولم تُحدد نوعية السلاح أو الدولة المورّدة له. كما أن القانون الدولي يضمن للدول حماية أمنها القومي بكل الوسائل المشروعة”.
ويضيف: “مصر ليست من الدول التي تعبث بالاتفاقيات، بل تحترم القانون الدولي بشكل واضح، بخلاف دول أخرى في المنطقة”.
أما عن الموقف السياسي، فيؤكد بخيت أن القرار المصري حر ومستقل، ولا يجب أن يُقيّم وفق مزاج أطراف خارجية:”نحن نشتري السلاح بأموالنا، وفقًا لاحتياجاتنا، لا منحًا مشروطة ولا هدايا سياسية. وبالتالي لا مبرر لأي اعتراض”.
مدافع الليزر الخارقة تثير مخاوف إسرائيل
وفي تقارير نشرتها مواقع عبرية، فإن الاحتلال الإسرائيلي، يرجح أن مصر تتجه نحو امتلاك أنظمة طاقة هجومية، مثل مدافع الليزر LW30 وLW60، لمواجهة الطائرات بدون طيار والتهديدات الجوية غير التقليدية”.وتوفر هذه الأنظمة الدفاعية وفق “ناتسيف نت” مزايا كبيرة من حيث النشر السريع وتكاليف التشغيل المنخفضة، في وقت تتزايد فيه التهديدات غير المتكافئة في مناطق صراع مختلفة في العالم، حيث يتميز الجيل الأحدث، Laser Arrow 21، أيضًا بمدى أطول وقوة تدميرية أكبر.
وقال الموقع إنه إذا ثبت أن طائرة SUBTX كانت تحمل أحد هذه الأنظمة، فسيكون ذلك أول مؤشر على دمج أنظمة الطاقة الهجومية رسميًا في عقيدة الدفاع الجوي المصري، وهذا يمثل تحولاً نوعياً ذا أبعاد سياسية وفنية بعيدة المدى، خاصة في ظل تراجع اعتماد مصر على الشراكات التقليدية مثل الولايات المتحدة والغرب، ومسيرتها المتزايدة نحو الاستقلال.
نسر الحضارة.. أول تدريب مصري صيني مشترك
وفي السابع عشر من شهر أبريل الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الصينية في بيان لها عن إجراء تدريب جوي مشترك مع مصر لأول مرة، تحت اسم “نسر الحضارة 2025″، في الفترة من منتصف أبريل وحتى أوائل مايو 2025.
وأشار بيان وزارة الدفاع الصينية إلى أن هذا التدريب يُعدّ أول تدريب مشترك بين القوات الجوية للبلدين، مُضيفًا أنه ذو أهمية بالغة لتعزيز التعاون العملي والثقة المتبادلة والصداقة بين الجيشين.
في الوقت الذي أشار المتحدث باسم القوات المسلحة المصري، أن فعاليات التدريب تضمنت «محاضرات نظرية لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات والتنسيق في إدارة العمليات المشتركة بمختلف أساليب القتال الجوي الحديث، كذلك قيام المقاتلات المتعددة المهام من الجانبين بتنفيذ العديد من الطلعات الجوية المشتركة للتدريب على مهاجمة الأهداف المعادية والدفاع عن الأهداف الحيوية بكفاءة واقتدار».
كما جرى «التدريب على التزود بالوقود في الجو، ونفَّذت مجموعة من المقاتلات المشاركة بالتدريب تشكيلاً جوياً فوق أهرامات الجيزة أبرز الدقة والكفاءة التي يتمتع بها الطيارون من كلا الجانبين»، بحسب البيان.
وأشار المتحدث العسكري للجيش المصري إلى أن تدريب «نسور الحضارة 2025» يأتي في إطار «خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع الدول الشقيقة والصديقة لدعم آفاق التعاون العسكري، وتعزيز الكفاءة القتالية للقوات الجوية المصرية والصينية».
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.