بعد مقترح ترامب هل يضع الصراع الأمريكي الإيراني أوزاره قريباً
كتبت : ضحى ناصر
كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات الإيرانية- الأمريكية التي وصلت لجولتها الرابعة، الأحد، قدمت أن الولايات المتحدة قد تقدمت لإيران مقترحاً مكتوباً يهدف إلى التوصل إلى إتفاق نووي لموقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي.
وهي المرة الأولى من نوعها التي يقدم فيها مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف الممثل عن الولايات المتحدة في تلك المفاوضات مقترحاً مكتوباً للإيرانيين منذ إنطلاق المحادثات في أوائل أبريل الماضي .
وأشار إكسيوس إلى أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد عاد بالمقترح إلى طهران، للتشاور مع المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس مسعود بزشكيان ومسؤولين كبار آخرين.
وكان ويتكوف قد أطلع مجلس الأمن الدولي قبل أيام على تفاصيل المقترح الأمريكي، الذي وصفه بأنه “رائع وكبير جدا”، مشدداً على “ضرورة إحراز المزيد من التقدم في المفاوضات”، وفقاً لمحضر الاجتماع الذي إطلع عليه موقع “أكسيوس”.
فيما أفادت بعض المصادر أن ويتكوف قد قدم الاقتراح إلى عراقجي في سلطنة عمان، الأحد، بينما رفض مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية التعليق.
كما أبدى ويتكوف إرتياحه لنتائج الجولة الرابعة من المحادثات، التي عقدت قبل يوم واحد من بدء ترامب جولته إلى الشرق الأوسط، بينما لم يتم تحديد موعد للجولة الخامسة بعد.
عراقجي ينفي تلقى أي مقترحات.. فكيف ستكون سيناريوهات رد خامنئي خلال الفترة المقبلة.
من جهته فقد نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، تلقي طهران أي مقترحات مكتوبة من الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي المحتمل.
وأوضح عراقجي في منشور له على منصة “إكس” أن إيران لم تتسلم أي مقترحات “سواء بشكل مباشر أو غير مباشر”.
و أضاف عراقجي متحدثاً عن ملف التخلي عن التخصيب:” لا يوجد سيناريو تتخلى فيه إيران عن حق إكتسبته بشق الأنفس في التخصيب لأغراض سلمية”.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لا تزال عازمة على المضي قُدماً في هذا الصدد، مضيفاً “إحترموا حقوقنا وأنهوا عقوباتكم وسنحصل على إتفاق”.
وأبدى عراقجي ترحيبه بالحوار قائلا: “نرحب دوماً بالحوار القائم على الإحترام المتبادل ودائماً ما نرفض الإملاءات”.
و على الرغم من ذلك فقد أوضح الباحث المتخصص في الشأن الإيراني إسلام منسي في تصريحات خاصة لنافذة الشرق أنه في كل الأحوال فمن المتوقع أن تشهد الفترة القليلة المقبلة إلى حد كبير تقدم، وذلك إنطلاقاً من رغبة ترامب في تحقيق إنجاز سريع، حيث أنه يقدم نفسه على أنه رجل صفقات .
وأضاف بالنظر إلى المعطيات إذ أن الولايات المتحدة تعمل على تضييق الخناق حول إيران أو بالنظر إلى أن الوقت يداهم ترامب وكذلك طهران .
لافتاً إلى أن واشنطن تتحرى التوصل إلى إتفاق قريب لعدة عوامل ما يعزز صورة ترامب كرجل صفقات ناجحة وسريعة، بالإضافة إلى ذلك فأنه من المقرر أن ينتهى خلال العام الجارى العمل بالإتفاق النووي السابق وهو ما يضع واشنطن وطهران أمام أمرين إما العودة إلى العقوبات الأممية وتسجيل إيران كدولة غير ملتزمة بالإتفاق وبناء عليه معاقبتها على ذلك أو إبرام إتفاق جديد.
وكان مستشار المرشد الإيراني الأعلى خامنئي قد أكد خلال تصريحات أدلى بها لشبكة “إن بي سي” الأمريكية الإخبارية، الأربعاء، إن إيران مستعدة لتوقيع إتفاق يسمح لها بالتخصيب فقط إلى المستويات الأدنى اللازمة للاستخدامات المدنية، مع إلزامها بالتخلي عن مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، اللازم لصنع سلاح نووي، والسماح للمفتشين من التحقق من إمتثال إيران لذلك، في مقابل رفع جميع العقوبات.
فيما كشفت مصادر إيرانية، أن المرشد علي خامنئي قد أجاز للوفد الإيراني المفاوض الموافقة على تجميد جزئي لعمليات التخصيب إذا تطلبت المفاوضات ذلك.
وهو مايشير إلى أنه من المتوقع أن يأتي رد خامنئي على المقترح الأمريكي إيجابياً.
ترامب يعلن خلال جولته الخليجية عن تفاؤله بالتوصل القريب إلى مباحثات
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قد أعرب، الخميس، في ختام زيارته للعاصمة القطرية الدوحة، عن تفاؤله مشيراً إلى أن الولايات المتحدة “تقترب جداً من التوصل إلى إتفاق نووي مع إيران”، مضيفاً إلى أن طهران وافقت “إلى حد ما” على الشروط.
كما أعرب ترامب لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائهما في الدوحة، الأربعاء، عن آماله في أن تتمكن قطر من مساعدته في التعامل مع الوضع الإيراني مشيراً إن الوضع محفوف بالمخاطر وواشنطن تريد إتخاذ القرار الصائب مشدداً على رغبته في تجنب الحرب، معللاً ذلك بقوله أن “مثل هذه الأمور تبدأ وتخرج عن السيطرة، لقد رأيت ذلك مراراً وتكراراً ولن نسمح بحدوث ذلك”.
فيما أكد في مستهل زيارته إلى المملكة العربية السعودية إنه قدم “غصن زيتون” للإيرانيين في إشارة إلى خيار السلام، لكنه أكد أن “هذا العرض لن يدوم إلى الأبد، لقد حان الوقت لهم للإختيار”.
هل عهد السلام النووي بين العدوتين التاريخيتين طهران وواشنطن قد إقترب ؟
ويوضح إسلام منسي أن إيران قد أبدت تجاوباً كبيراً مع المفاوضات ولكن نحن أمام مرحلة يمارس كل طرف فيها ضغوط للحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات.
و أضاف منسي أنه على سبيل المثال فقد أصبح ملف تخصيب اليورانيوم في حد ذاته مثار جدل إذ أن الإتفاق النووي السابق كان ينُص على أنه من حق إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة تبلغ نحو ٣,٦٧٪ ولكن الآن بات هناك أحاديث حول حق إيران في التخصيب من الأساس .
و أشار إلى أنه لا خلاف حول مسألة نقل اليورانيوم المخصب بنسبة أكبر من المسموح بها (المستخدمة في تصنيع الأسلحة النووية) خارج إيران .
وتابع منسي لكن يبقى السؤال هل سيُسمح لإيران بالإستمرار في تخصيب اليورانيوم كما كان الحال في الإتفاق النووي السابق مضيفاً أعتقد أن ذلك من الممكن و أن الطرفين باتا يقتربان أكثر من التوصل لإتفاق وهذا بالطبع في مصلحة الدولتين.
مادلالات موقف ترامب الحالي بتقديم هذا المقترح و هو الذي إنتهج حتى قبل أيام سياسة الضغط مع إيران ؟
و نوّه منسي خلال إجابته عن هذا السؤال إلى أن إستمرار العقوبات على إيران بشكل شبه يومي هو دلالة على رغبة محمومة وتصميم أمريكي على تضييق الخيارات أمام إيران وغلق كل الأبواب أمامها دون باب التفاوض وإبرام الإتفاق النووي مع واشنطن وهذا لا يتعارض مع مساعي الولايات المتحدة لإتمام الصفقة ولا يعنى ذلك توتر الأمور أو وصولها إلى طريق مسدود بل على العكس فهذا يعنى الإقتراب من حل الأزمة القائمة بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني .
وبناءً عليه في إن كافة التحركات والخطوات الأمريكية على تباينها إنما تأتي لتسريع عملية التوصل لإتفاق نووي مع إيران.
هل يمكن أن ترضخ إيران لإتفاق سلام لا يلبي كل تطلعاتها ؟ وفي حال حدث ذلك ما الأسباب الأكبر التي قد تدفعها لإتخاذ مثل تلك الخطوة ؟
أكد منسي على أن إيران منفتحة على تقديم تنازلات بشأن برامج تخصيب اليورانيوم التي قد تؤدي إلى إمتلاك القنبلة النووية، على ألا تمس هذه التنازلات مشروعها النووي السلمي .
وأضاف منسي وبالطبع كل طرف يسعى إلى تلبية تطلعاته بأكبر قدر ممكن وهذا هو ماتعنيه كلمة مفاوضات .
وأختتم بالقول بالطبع قد لاتصل إيران لإتفاق يرضى كل تطلعاتها وهذا مفهوم فالأتفاق النووي السابق كان يفرض قيوداً كبيرة على طهران ولكنه يلبي أهم تطلعاتها، وحينما تقدم إيران تنازلات فذلك جراء ما تواجهه من ضغوط عسكرية وإقتصادية تدفعها نحو ذلك .
هذا وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد أن بلاده قدمت بالفعل إقتراحاً إلى إيران، بالتزامن مع إستمرار المفاوضات بين الجانبين بشأن البرنامج النووي لطهران.
وأدلى ترامب بهذا التصريح على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”، بينما أنهى زيارته إلى دولة الإمارات، والتي شكلت المحطة الأخيرة في جولته الخليجية التي شملت السعودية وقطر.
فيما لم يقدم ترامب تفاصيل بشأن مضمون الاقتراح مكتفياً بالقول: “لديهم إقتراح لكن الأهم من ذلك أن يعرفوا أنه يتعين عليهم المضي قدما بسرعة وإلا سيحدث أمر سيئ”.
وتمثل تصريحات ترامب المرة الأولى التي يعترف فيها أن اقتراحا أميركيا لدى طهران، بعد العديد من الجولات من المفاوضات بين المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وعراقجي.
يذكر أن ترامب، قد شدد في وقت سابق على أنه منفتح على سماع الحجج المؤيدة لامتلاك إيران برنامجا نوويا مدنيا.
وأضاف “تفكيك كامل.. نعم هذا كل ما سأقبله”.
وأضاف : “أريد لإيران أن تكون ناجحة جدا وعظيمة ومذهلة، الشيء الوحيد الذي لا يمكنهم امتلاكه هو سلاح نووي، إذا أرادوا النجاح فلا بأس أريد لهم أن ينجحوا كثيرا”.
وتابع قائلا: “فقط لا أريدهم أن يمتلكوا سلاحا نوويا لأن العالم سيتدمر”.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.