بعد زيارته لعدد من الدول.. أستاذ علوم سياسية: الرئيس السيسي نجح في بناء شبكة علاقات استراتيجية متينة مع القوى العربية والدولية
احمد خالد
قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة رسمية قصيرة إلى دولة الإمارات للقاء الرئيس محمد زايد، وذلك لبحث سبل التعاون بين البلدين والملفات الهامة المتعلقة بالصراع الدائر في المنطقة.
وتعتبر زيارة السيسي للإمارات هى ثالث زيارة يقوم بها خلال شهر لعدد من الدول وكان أولها اليونان ثم روسيا وأخيرا الإمارات، مما يؤكد قوة مصر في منطقة الشرق الأوسط ودورها الرائد لدفع مسار الحوار بين دول المنطقة.
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية بين القاهرة وأبوظبي، وتأتي في توقيت بالغ الدقة نظرا لما تشهده المنطقة من تطورات متسارعة وتحديات إقليمية ودولية معقدة.
وأوضح فرحات أن العلاقات بين مصر والإمارات ليست مجرد علاقات بين دولتين، بل هي نموذج لتحالف استراتيجي يقوم على الثقة المتبادلة والرؤى المشتركة تجاه قضايا الأمن القومي العربي، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس السيسي للإمارات تعكس عمق التنسيق بين البلدين في مختلف الملفات، وعلى رأسها الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، إلى جانب تطورات الأوضاع في السودان وليبيا واليمن.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر أن الزيارة تعزز من فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين، في ظل ما تبديه الإمارات من حرص دائم على دعم الاقتصاد المصري، والمشاركة الفعالة في مشروعات التنمية الكبرى، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، والنقل، والتكنولوجيا، والبنية التحتية، موضحا أن الشراكة بين القاهرة وأبوظبي أصبحت ركيزة محورية في منظومة العمل العربي المشترك، كما أنها تسهم في دعم الاستقرار ومواجهة التحديات التي تهدد أمن الدول العربية.
وأشار الدكتور رضا فرحات إلى أن لقاءات الرئيس السيسي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، لطالما اتسمت بالعمق السياسي والوضوح في المواقف، وهو ما يعكس حجم التفاهم الكبير بين القيادتين حول الملفات الإقليمية والدولية، مؤكدا أن هذا التنسيق يكتسب أهمية مضاعفة في ظل التوترات الجيوسياسية في المنطقة، والحاجة إلى تحركات عقلانية ومسؤولة من الدول المحورية مثل مصر والإمارات.
وأضاف فرحات أن الرسائل التي تحملها الزيارة واضحة، ومفادها أن التحالف المصري الإماراتي ليس فقط لخدمة مصالح البلدين، بل يمثل ضمانة حقيقية لحماية الأمن القومي العربي، وردع محاولات زعزعة الاستقرار أو التدخل الخارجي في شؤون الدول العربية مشيرا إلى أن الرئيس السيسي نجح في بناء شبكة علاقات استراتيجية متينة مع القوى العربية والدولية، تعزز من مكانة مصر كدولة ذات رؤية ومبادرة، وتؤكد أن القاهرة لا تزال قلب العالم العربي النابض.
كما تطرق فرحات إلى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية التي عقدت مؤخرا في بغداد، معتبراً أنها جاءت معبرة عن الثوابت المصرية في دعم قضايا الأمن القومي العربي، والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية كمدخل حقيقي لاستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن الرئيس تحدث من منطلق المسؤولية التاريخية لمصر تجاه قضايا الأمة، وركز على أهمية تجاوز الخلافات والعمل على إعادة بناء التضامن العربي في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتصاعدة.
وأضاف فرحات أن الرئيس السيسي أرسل خلال كلمته رسائل واضحة بشأن ضرورة احترام سيادة الدول العربية، ورفض التدخلات الخارجية ، وهو ما يعكس رؤية مصر الراسخة بضرورة بناء الدولة الوطنية في مقابل مشاريع التفكيك والهيمنة، مؤكدا أن حديث الرئيس عن أهمية تفعيل آليات العمل العربي المشترك وإصلاح المنظومة الإقليمية يعكس إدراكا عميقا للمتغيرات التي يشهدها العالم، وضرورة أن يكون للعرب صوت موحد واستراتيجية جامعة في مواجهة الأزمات.
وأوضح فرحات أن مشاركة مصر على هذا المستوى الرفيع، رغم غياب عدد من القادة العرب، يؤكد حرص القيادة المصرية على دعم أي تحرك يعزز من وحدة الصف العربي وذلك من خلال الرؤية المصرية الواضحة التي توازن بين الالتزام بالمبادئ القومية والانفتاح على الحلول الواقعية.
من جهته، أكد الكسندر زاسبكين الدبلوماسي الروسي الاسبق، أن العلاقات الروسية المصرية تميزت بطابع استراتيجي وشامل واصبحت لقاءات بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس عبد الفتاح السيسي عاملا هاما في تشجيع التعاون المتنوعة وتطوير التعامل السياسي وهذه المرة لقد جرت زيارة ألرئيس المصري الى موسكو للمشارك في الاحتفالات بمناسبة الذكرى ٨٠ لانتصار الاتحاد السوفياتي على الفاشية ومن المهم الاشارة الى ان حكام اوروبا الغربية يحاولون تزوير دور الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية ويستخدمون الموضوع هذا لتبرير نهجهم الروسوفوبي في المرحلة الراهنة وتقديم الدعم والمساندة لنظام كييف.
انطلاقا من هذا يجب القول ان روسيا قيادة وشعبا قدرت تقديرًا عاليًا تضامن مصر معها في هذه الظروف الصعبة وخاصة مشاركة كتيبة عسكرية مصرية في العرض العسكري على الساحة الحمراء.
كما كان متوقعا لقد تم اللقاء المهم بين الرئيسين بوتين و السيسي وجرى الحديث الودي والمثمر حول مجمل القضايا التي تهم البلدين وبدرجة اولى الاوضاع على الصعيد العالمي وفي الشرق الاوسط وتطوير العلاقات الثنائية في كآفة المجالات وجدير بالذكر ان بعد لقاء القمة تجري اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة لمناقشة المسائل الملموسة لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري وتبادل الثقافي والسياحي.
ويزداد حجم التبادل التجاري الروسي المصري بصورة متواصلة وتفتح افاقا جديدة في مجالات الحبوب والمواد الغذائية الاخرى واستفادة من المنطقة الصناعية والاستثمارات في البنية التحتية ونمو السياحة وتعليم الطلاب المصرييين في روسيا.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.