بعد إعلان السفير الإسرائيلي عن عملية في إيران أقوى بمراحل من «البيجرز».. إلى أي مدى ستتغير استراتيجية الحرب؟
كتب: محمود أحمد
تتأجج النيران باستمرار في الشرق الأوسط، ويستمر كل من إيران وإسرائيل في رفع سقف التصعيد، ويطلق كليهما تصريحات صادمة، تنذر بأن القادم سيكون أسوأ في جميع الأحوال، خصوصا بعد تصريحات السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، الذي قال إنه في الليلة ما بين الخميس والجمعة ستكون هناك عملية ستجعل «عملية البيجرز» باهتة بالمقارنة، وكان رد الفعل الأولي لهذا التصريح، هو إعلان إيران اليوم حظر استخدام جميع أشكال الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالشبكات على مسؤوليها.
وأضاف «لايتر»، خلال مقابلته مع قناة «ميريت»: «لكي يتم تدمير منشأة فوردو النووية بقنبلة جوية، فإن الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك تلك القنبلة هي الولايات المتحدة، وهذا قرار يتعين على الولايات المتحدة اتخاذه، سواء اختارت اتباع هذا المسار أم لا».
وبعد هذه التصريحات الخطيرة، اندهش الجميع، وتساءلوا عن طبيعة العملية الإسرائيلية القادمة في طهران؟ وإلى أي مدى ستتغير استراتيجية الحرب بعد هذه العملية؟
إيران والعالم يترقبون هذه العملية
تواصلت نافذة الشرق مع الدكتور مايكل مورجان، الإعلامي الأمريكي والباحث السياسي في مركز لندن للبحوث السياسية والاستراتيجية، الذي أكد أن إٍسرائيل غيرت من تكتيكات حروبها ومن نمط الحروب أيضا، فلم تعد الحرب عسكرية فقط وإنما حرب استخباراتية وحرب تكنولوجية.
واستدل الباحث الأمريكي، على ذلك بالعملية التي وصفها بـ «الكارثة» اللي تمت في حزب الله والتي استخدمو فيها أجهزة البيجرز، وفجروها لتحييد أكثر من 3000 جندي تابعين لحزب الله.
وأشار الدكتور مايكل مورجان، إلى أنه ما يقال في الوقت الحالي من قبل مسؤولين إسرائيليين أن هناك عملية أكبر وأقوى بكثير من عملية أجهزة «البيجرز»، أدى إلى نوع من الترقب الشديد في إيران وفي العالم أيضا لهذه العملية وطبيعتها.
إسرائيل تفكّر خارج الصندوق
وأوضح الباحث الأمريكي: «ولكن توجد احتمالية كبيرة بأن يكون كل ذلك لا وجود له»، مضيفا: «من الممكن أن يكون الهدف من هذه التصريحات هو ابتعاد معظم الجنود الإيرانيين عن جميع وسائل التواصل، وأن يكون هذا نوع من التكتيك الذي سيؤخر دور إيران وتحركاتها في الحرب، وبالتالي يخدم مصلحة إسرائيل ويجعلها تنتهز الفرصة بسرعة لفعل أي خطوة أو أي عملية تؤثر بها على الجانب الإيراني.
تحدي كبير للجيش الإيراني
وأشار «مورجان» إلى أن إسرائيل معروفة بأنها تمتلك تكنولوجيا عالية جدا، والعمليات التي تنفذها باستخدام هذه التكنولوجية تخدم مصالحها وتساعدها الولايات المتحدة في ذلك أيضا، ولذلك هذا يعد نوع من التحدي الكبير بالنسبة للجيش الإيراني.
العملية الإسرائيلية المتوقعة في إيران
وحول العملية الإسرائيلية المتوقعة في إيران في الفترة القادمة، أكد الباحث الأمريكي «أعتقد أن العمليات الإسرائيلية القادمة في طهران، ستستمر كعمليات عسكرية، ومن الممكن أن يدخل فيها استخدام الدرونز، أو المسيرات داخل طهران∙
ما مصلحة إسرائيل من تفكيك الداخل الإيراني؟
وأشار الباحث الأمريكي، إلى أن تأجيج الشأن الداخلي وتفكيكه، كان هدفا كبيرا جدا لإسرائيل، مشيرا إلى أنها كانت تحاول تغيير الحكم في طهران لمحاولة الوصول إلى حكومة جديدة تتوافق مصالحها مع مصالح إسرائيل، ولكن هذا من المستحيل وجوده حتى ولو بشكل مختصر.
حرب إقليمية ذات أبعاد نووية
أما تعليق اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، على تصريحات السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، بشأن قرب تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران «تفوق عملية البيجرز بمراحل»، فأكد لـ «نافذة الشرق» أنها تمثل تصعيدا غير مسبوق ينذر بتحول استراتيجي خطير في مسار الصراع الإقليمي بين تل أبيب وطهران، وقد يفتح الباب أمام حرب إقليمية شاملة ذات أبعاد نووية واستخباراتية وتكنولوجية معقدة.
فرحات: إسرائيل تدعو أمريكا للحرب
وأوضح «فرحات» أن حديث السفير الإسرائيلي عن تدمير منشأة فوردو النووية، والإشارة الصريحة إلى أن «الولايات المتحدة وحدها تمتلك القنبلة الجوية القادرة على تنفيذ هذه المهمة»، هو دعوة مباشرة لمشاركة أميركية في ضربة استباقية كبيرة، مما ينقل الصراع من حالة الحرب بالوكالة والضربات المحدودة إلى سيناريوهات تدخل مباشر بين قوى كبرى.
كيف ستكون العملية الإسرائيلية القادمة في طهران؟
وأكد فرحات أن العملية المتوقعة، إذا حدثت، لن تكون ضربة تكتيكية، بل جزء من تغيير شامل في استراتيجية الحرب، قد يشمل التنسيق الكامل مع واشنطن أو تمرير رسائل عبر ضربات مزدوجة ومركبة، تشمل ضربات جوية، وهجمات إلكترونية، وربما عمليات نوعية داخل الأراضي الإيرانية.
وأضاف أن إعلان إيران حظر استخدام المسؤولين لأجهزة إلكترونية متصلة بالشبكة، يعكس استشعارا حقيقيا بخطورة المرحلة القادمة، ويشير إلى خشية طهران من عمليات اختراق استخباري أو اغتيالات سيبرانية أو ضربات دقيقة تستهدف قيادات أو منشآت حساسة.
ما هو أخطر سيناريو متوقع في هذه الحرب؟
وأشار الدكتور رضا فرحات إلى أن السيناريو الأخطر يتمثل في احتمال انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة تشمل أطرافا إقليمية أخرى، مثل حزب الله في لبنان، والميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق، وهو ما سيخلق مشهدا جيوسياسيا أكثر تعقيدا، وسيرفع مستوى التوتر في منطقة الخليج، و سينعكس سلبا على أمن الطاقة وخطوط الملاحة الدولية.
وشدد فرحات على أن أي تدخل أمريكي مباشر أو رد فعل إيراني واسع النطاق، سيؤدي إلى نتائج كارثية قد تطال الاقتصاد العالمي وتغذي سباق التسلح في المنطقة لافتا إلى أن الحل الوحيد لتفادي الانفجار الإقليمي الشامل هو العودة إلى المسار الدبلوماسي، وضبط النفس، وإطلاق مبادرة دولية عاجلة للحوار المباشر بين الأطراف، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في تجنيب المنطقة حربا لا أحد يستطيع توقع نهايتها.
مواجهة إسرائيل وإيران
وأطلقت إسرائيل أولى هجماتها على إيران في 13 يونيو 2025، واستهدفت في هذه الهجمات المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، مستخدمة الطائرات الحربية والطائرات المسيرة، واستطاعت وقتها إسقاط كبار القادة الإيرانيين والعلماء النوويين.
وردت إيران في نفس الليلة، بإطلاق عدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية، واستمرت في تصعيد الأمر في الأيام التي تلتها، ولم تكتفي بقصف تل أبيب فقط، وإنما وزعت الخوف في كل مناطق إسرائيل وقصفت كل المدن فيها.
وفي 15 من يونيو، نسقت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن مع إيران، وأطلقت صواريخا باليستية منها صواريخ فرط صوتية، استهدفت فيها «يافا ووسط إسرائيل» لتتسع رقعة الحرب.
أما الضربة القاصمة فكانت في 17 يونيو، حينما هاجمت إيران أجهزة الاستخبارات التابعة للاحتلال الإسرائيلي «المخابرات العسكرية والموساد»، واستطاعت فيها إسقاط عدد كبير من الضباط والقادة الكبار في هذه الأجهزة، وفقا لـ وكالة «تسنيم» الإيرانية».
تفصيلا، أطلقت قوات الجو – فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني صواريخا متطوّرة وجديدة على مراكز أمنية واستخباراتية في شمال تل أبيب، واستهدفت مركزين استخباريين رئيسيين هما، أمان «الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية» والموساد «جهاز العمليات والتجسس الخارجي».
في النهاية يرى المراقبون أن الوضع أصبح معقدا بكثير من ذي قبل، ولكن أمريكا تلعب حربا نفسية شديدة على إيران، ولكن روسيا حذرت أمريكا من مجرد التفكير في مساعدة إسرائيل مباشرة، وأيضا إسرائيل تحاول المماطلة لتنفيذ شيء مهم، فهل الشيء المهم هو لعب الحرب النفسية؟ أم أن هناك مفاجأة أخرى؟ هذا ما سيتم توضيحه خلال الساعات المقبلة.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.