ضربة أمريكية غير مسبوقة.. هل أنهت واشنطن البرنامج النووي الإيراني؟

0

بقلم بسمة هاني

شهدت المنطقة تصعيدًا غير مسبوق مع تنفيذ الولايات المتحدة ضربة عسكرية واسعة استهدفت منشآت نووية إيرانية، مستخدمة قنابل خارقة وصواريخ توماهوك. وفي قراءة لأبعاد هذا التحرك، يوضح الدكتور عبد الله نعمة لموقع “نافذة الشرق” دلالاته السياسية والاستراتيجية.

قال الدكتور عبد الله نعمة، دكتور العلاقات الدولية والباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لموقع “نافذة الشرق”، إن الضربة العسكرية الأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية تُعدّ الأوسع في تاريخ العمليات العسكرية ضد طهران، وتمثل تحوّلًا نوعيًا في نهج الولايات المتحدة من سياسة الردع إلى استراتيجية “التدمير الوقائي”.

مشاركة ضخمة ونجاح “ساحق”

وأشار د. نعمة إلى أن العملية العسكرية لم تكن مجرد ضربة تكتيكية، بل جاءت بمشاركة واسعة شملت غواصات أمريكية وأكثر من 125 طائرة، من بينها القاذفات الاستراتيجية B-2، وهو ما وصفه رئيس الأركان الأمريكي بـ”النجاح المذهل والساحق”.

وأضاف: “الولايات المتحدة استخدمت 12 قنبلة خارقة للتحصينات تزن كل واحدة منها 15 طنًا، إلى جانب 30 صاروخ توماهوك أُطلقت من غواصات نحو منشأتي نطنز وأصفهان، ما يدل على رغبة واشنطن في توجيه رسالة مفادها أن خيار التفاوض لم يعد وحده مطروحًا، وأن الخيار العسكري بات على الطاولة بجدية”.

إيران من ورقة ضغط إلى “ضحية”

وشدد نعمة على أن هذا التحول في السياسة الأمريكية جاء بعد أن رفضت إيران كل المبادرات التفاوضية، بما في ذلك التي طرحتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي – بحسب تعبيره – “أعطى طهران كل الفرص الممكنة للتوصل إلى اتفاق، لكنها قابلتها بالرفض والتصعيد”.

وأوضح أن إيران كانت تستخدم برنامجها النووي كورقة ضغط تجاه الولايات المتحدة والخليج، لكنها اليوم أصبحت في موقع “الضحية”، نتيجة التخطيط الأمريكي والإسرائيلي المسبق لضرب منشآتها النووية وإضعاف قوتها العسكرية.

إسرائيل المستفيد الإقليمي الأول

ونوّه الدكتور نعمة إلى أن السيناريو المطروح قد يشمل دورًا إسرائيليًا واضحًا، إذ يُتوقع أن تعلن إسرائيل “الانتصار” في الحرب على إيران، مدعية أنها “قضت على المشروع النووي الإيراني”، وهو ما سيفتح الباب أمام تطبيع محتمل للعلاقات بين إسرائيل والسعودية.

كما أشار إلى أن هذه الحرب قد تُستغل لاحقًا لتحميل دول الخليج فاتورة الخسائر الإسرائيلية، سواء من خلال دعم مالي مباشر أو عبر صفقات تسليح ضخمة تُبرر باسم “الأمن والاستقرار”.

أمريكا… الرابح الأكبر؟

وأكد د. نعمة أن الولايات المتحدة ستكون المستفيد الأكبر من هذا التصعيد، مشيرًا إلى أن “الضربة تحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز إيران، فهي تذكير للخليج بأن الحماية الأمريكية ليست مجانية”، مضيفًا أن ما يحدث يعيد إلى الأذهان زيارة ترامب إلى المنطقة سابقًا، التي وصفها بأنها “زيارة جباية مالية باسم الأمن”.

هل من مخرج سياسي؟

وفي ختام حديثه، لفت الدكتور نعمة إلى أن استخدام هذا الكم من الذخائر عالية التدمير يشير بوضوح إلى أن واشنطن قد تجاوزت مرحلة الضغط السياسي، وبدأت في تنفيذ سيناريو عسكري مدروس، ومع ذلك، لم يُغلق باب الدبلوماسية بالكامل، إذ من الممكن – بحسب قوله – أن تُمهّد هذه الضربات لتسوية سياسية تنهي الصراع النووي الإيراني وتُعيد الاستقرار النسبي إلى المنطقة.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.