الجبهة الوطنية تتحرك إنسانيًا.. 100 ألف جنيه لأسرة كل متوفى في حادث المنوفية

3

أمين العمال: رئيس الحزب أصدر تعليمات فورية بصرف إعانات لأسر الضحايا وتقديم واجب العزاء

عادل عبد الفضيل: الجبهة الوطنية يتحدث بلغة الشارع ويشعر بنبضه

كتب :عبد الرحمن السيد

في مشهد إنساني ومعبّر عن الدور الاجتماعي له، تحرك حزب “الجبهة الوطنية” سريعًا عقب الحادث المأساوي الذي وقع على طريق أشمون بمحافظة المنوفية، والذي راح ضحيته 18 فتاة وسائق، ليعلن عن تقديم دعم مالي بقيمة 100 ألف جنيه لأسرة كل متوفى، في خطوة تعكس توجهًا جديدًا للأحزاب المصرية نحو أداء دور فعّال في المسؤولية المجتمعية.

دعم مباشر.. وتكليفات رئاسية من داخل الحزب

وأكد النائب عادل عبد الفضيل، عضو مؤسسة حزب الجبهة الوطنية، وأمين العمال بالحزب، ورئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أن تحرك الحزب جاء فور وقوع الحادث، مشيرًا إلى أن “التكليفات صدرت مباشرة من رئيس الحزب الدكتور عاصم الجزار، والأمين العام السيد القصير، بصرف 100 ألف جنيه لكل أسرة فقدت أحد أفرادها في هذا الحادث المروع”.

وقال عبد الفضيل في تصريح خاص لـ نافذة الشرق: “نحن أمام فاجعة إنسانية لا يمكن تجاهلها، وبمجرد ما وقعت، تلقينا توجيهات واضحة بأن نتحرك بشكل مباشر وسريع، وشُكِّل وفد رسمي من الحزب لتقديم واجب العزاء ومساندة أسر الضحايا. تقدم الوفد المفتي السابق الدكتور شوقي علام، والنائبة إيمان العجوز، وأنا كنت ضمن هذا الوفد، للتأكيد على أن الحزب لا يغيب عن نبض الشارع ولا يتأخر حين يناديه الوطن.”

لماذا تحركت الجبهة الوطنية؟

تساؤلات عدة طرحت نفسها فور إعلان حزب الجبهة الوطنية عن هذا التحرك الإنساني غير المسبوق، خاصة أن المشهد السياسي المصري اعتاد لفترة طويلة على اقتصار دور الأحزاب على الجوانب التشريعية أو السياسية.

في هذا السياق، قال عبد الفضيل:
“حزب الجبهة الوطنية لم يأتِ من فراغ، بل هو حزب وُلد من رحم ثورة 30 يونيو، واستمد شرعيته من الشارع المصري. نحن حزب متصل بالشعب ويعبر عن آماله وآلامه، ولذلك فإن ما قمنا به هو دور أصيل، لا استثناء. العمل المجتمعي جزء من صميم رسالتنا.”

وحول كيفية اتخاذ القرار، أضاف: “تم التنسيق الكامل مع قيادات الحزب في القاهرة، وكانت هناك متابعة دقيقة من المكتب التنفيذي لكل تفاصيل الأزمة، بما فيها التواصل مع الجهات المعنية، ومتابعة حصر الضحايا، والوصول إلى أسرهم مباشرة لتسليم الدعم المادي دون أي تعقيدات إدارية.”

هل تعكس المبادرة توجهاً جديداً للأحزاب؟

تطرح مبادرة الجبهة الوطنية تساؤلًا أكبر: هل نحن بصدد رؤية جديدة لدور الأحزاب في مصر؟ وهل هناك توجه جماعي نحو تحميل الكيانات السياسية مسؤولية مجتمعية واضحة تتجاوز حدود البرلمان والمؤتمرات؟

يؤكد عبد الفضيل أن ما جرى ليس “حالة استثنائية”، وإنما بداية لنهج جديد يتبناه الحزب، مضيفًا: “نحن لا نفصل السياسة عن الإنسانية. المواطن المصري يحتاج اليوم إلى كيان يشعر به، يتحرك معه، ويسانده، خاصة في لحظات الألم. وحزب الجبهة الوطنية لديه خطة شاملة لتفعيل دوره المجتمعي، سواء في الكوارث أو في دعم الفئات الأكثر احتياجًا.”

وأعرب حزب الجبهة الوطنية عن خالص تعازيه لأسر ضحايا حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.

وفي إطار المسئولية المجتمعية للحزب ودعما لأسر الضحايا والمصابين فقد قرر الحزب من خلال أمانة الحماية الاجتماعية وأمانة المنوفية بالحزب صرف مبلغ 100 ألف جنيه لكل أسرة من أسر المتوفين، و50 ألفا لكل مصاب، وذلك فى إطار مسئولية الحزب المجتمعية ومساندة أهالى الضحايا والمصابين في هذه الظروف الأليمة.

كما طالب الحزب جهات الدولة بسرعة إجراء التحقيقات العاجلة للوقوف على أسباب الحادث والتوجيه باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث حفاظا على أرواح المواطنين.

توجيهات رئاسية.. وتكامل في الاستجابة

وتأتي مبادرة حزب الجبهة الوطنية في سياق استجابة وطنية أوسع، حيث أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته العاجلة للحكومة بشأن حادث طريق أشمون، تضمنت:

زيادة التعويضات بمبلغ 100 ألف جنيه لكل حالة وفاة، و25 ألف جنيه لكل حالة إصابة، فوق المبالغ التي قررتها كل من وزارتي العمل والتضامن.

العمل الفوري على إزالة الأسباب التي تؤدي لتكرار الحوادث، وتوجيه وزارة النقل لمتابعة صيانة الطرق وخاصة الدائري الإقليمي، والتأكد من وضوح الإرشادات المرورية في مناطق الإصلاح.

هذه التوجيهات الرئاسية عكست جدية الدولة في التعامل مع الحوادث الكبرى، وتعزيز حماية المواطنين، وإعادة الثقة في قدرة مؤسسات الدولة، بما فيها الأحزاب، على التحرك الفوري والمؤثر.

دعم حكومي إضافي: 500 ألف جنيه لأسرة كل متوفى

وفي إطار التفاعل الحكومي، أعلنت وزارتا التضامن والعمل عن زيادة التعويضات المقررة لأسر الضحايا لتصل إلى 500 ألف جنيه لكل أسرة فقدت أحد أفرادها، في خطوة تهدف لتخفيف الأعباء عن الأسر المنكوبة، وتؤكد التزام الدولة بتوفير الحماية والرعاية للمواطنين في أوقات الأزمات.

كما أكدت الوزارتان أنه سيتم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأسر الضحايا والمصابين، وتوفير الرعاية الصحية الفورية لهم.

التضامن الحزبي والشعبي.. نحو دولة مسؤولة اجتماعيًا

لم تكن دموع أهالي الضحايا وحدها من نزلت في المنوفية، بل امتدت إليهم أيدٍ حزبية وإنسانية، لتقول لهم: “لسنا بعيدين عنكم”.

لقد أعاد حادث أشمون المأساوي رسم خريطة التفاعل السياسي في مصر، حيث بات واضحًا أن مسؤولية الأحزاب لم تعد حكرًا على الانتخابات أو التشريعات، بل باتت تبدأ من البيت والشارع والمأساة.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.