نتنياهو في واشنطن.. تحالف مأزوم ومكاسب محدودة

3

كتبت بسمة هاني

في زيارة أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات، حلّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضيفاً على واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

زيارة بدت محدودة النتائج، لكنها كشفت عن تصدعات داخلية وتحولات إقليمية أعمق في ميزان التحالفات

قال الدكتور عبدالله نعمة دكتور العلاقات الدولية والباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لموقع نافذة الشرق إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن تعكس في جوهرها تحولات دقيقة في توازن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، خصوصاً في ظل التغيرات الجارية في الإقليم والداخل الأمريكي.

لقاء ترامب نتنياهو: ملفات معقدة وسقف منخفض

لفت الدكتور نعمة إلى أن زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض ولقاءه مع الرئيس الأمريكي والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب جرت وسط زخم إعلامي وسياسي كبير، وتمحورت حول الحرب في غزة، وصفقة تبادل الأسرى، ومحاولة التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت.
وأوضح أن الطرفين ناقشا أيضاً ملفات أكثر اتساعاً تشمل الملف الإيراني، وسلاح حزب الله، والوضع في سوريا، ومسار التطبيع مع دول المنطقة، وخاصة السعودية، إلى جانب علاقة إسرائيل المتوترة بتركيا.

الغموض في موقف نتنياهو.. وأجندة ترامب الإقليمية

وأشار الدكتور عبدالله نعمة إلى أن المدخل الإجباري لكل هذه الملفات هو إنهاء الحرب في غزة، إذ تسعى واشنطن إلى فرض اتفاق مؤقت، يأمل ترامب أن يحوّله لاحقاً إلى اتفاق شامل يُنهي الحرب.

شدد على أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى وقف إطلاق النار كأداة استراتيجية لدفع السعودية نحو التطبيع، وهو ما تسعى إليه إدارة ترامب بكل جدية ضمن توسيع إطار اتفاقيات أبراهام.

خلافات داخلية في إسرائيل.. ومناورات نتنياهو

وأوضح الدكتور نعمة أن نتنياهو لا يسعى إلى حل شامل، بل يضغط نحو اتفاق جزئي يتناسب مع أجندته السياسية ويتجنب إغضاب حلفائه من اليمين المتطرف مثل بن غفير وسموتريتش.
ولفت إلى أن الظروف باتت مواتية لنتنياهو داخلياً للمناورة وتجاوز هؤلاء الحلفاء، خاصة مع عدم وجود خطر داهم بحل الكنيست قبل بدء الدورة الشتوية المقبلة.

رهانات فاشلة وطموحات مهددة

وأكد الباحث اللبناني أن نتنياهو عرض على ترامب ملامح المشهد السياسي الداخلي الإسرائيلي، معترفاً ضمنياً بفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية في غزة وفي القضاء على حماس وحزب الله، والحوثيين، أو تحجيم القدرات العسكرية الإيرانية، رغم الدعم الأمريكي الواسع.

التطبيع في مهب الريح

نوه الدكتور عبدالله نعمة إلى أن تعثر مسار التطبيع مع السعودية وعدم حدوث أي اختراق في العلاقة مع سوريا ولبنان أبقى مصير نتنياهو السياسي معلقاً بيد ترامب الذي يسعى بدوره لترتيب تسوية سياسية إقليمية تُرضي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خصوصاً في ظل الانتخابات الأمريكية المقبلة.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.