كيف يدين القانون الدولي جرائم القتل ضد الصحفيين ومارد نقابة الصحفيين والمجتمع المدني على تلك الجرائم المتعمدة ؟
أستاذ قانون دولي: 237 شهيد صحفي والعالم صامت.. عار على جبين الإنسانية
كتبت بسنت السيد
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة طالما لايوجد رادع ،هكذا يستهدف الجيش الإسرائيلي بالقتل المتعمد لكل صحفي ينقل الحقيقة…
فلن ننسي شرين أبو عاقلة ، ووائل الدحدوح وغيرهم ممن كانوا في مرمى النيران….وغيرهم الكثير ممن طالهم رصاص الإحتلال الغادر ، ويتساءل العالم أجمع إلى متى ستحصد الآلة العسكرية الإسرائيلية الصحفيين ،وأين القانون الدولي ومنظمات المجتمع المدني ؟
إعدام ميداني منظم لشهود الحقيقة
وجه الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي انتقادات حادة للمجتمع الدولي والدول العربية بعد استشهاد الصحفيين ، أنس الشريف ومحمد قريقع وثلاثة من زملائهما في قصف إسرائيلي مباشر استهدف خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء، واصفاً الجريمة بأنها إعدام ميداني منظم لشهود الحقيقة، ومحاولة يائسة لطمس معالم الإبادة الجماعية قبيل احتلال غزة بالكامل.
إغتيال الصحفيين جريمة مكتملة الأركان
وأكد الدكتور مهران في تصريحاته ل”نافذة الشرق” ، أن استهداف الصحفيين الخمسة ليلة الأحد، والذي رفع عدد شهداء الإعلام في غزة إلى 237 صحفياً، يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان وفقاً لنظام روما الأساسي، واتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر صراحة استهداف الصحفيين والإعلاميين، مشيراً إلى أن إقرار الجيش الإسرائيلي رسمياً بمسؤوليته عن الإغتيال يعد إعترافاً صريحاً بإرتكاب جرائم حرب تستوجب المحاسبة الفورية.
قتل الصحفيين إرهاب دولى
وشدد أستاذ القانون الدولي على أن استهداف الصحفيين بهذه الطريقة المنهجية ينتهك المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، والتي تنص على أن الصحفيين المدنيين يتمتعون بحماية خاصة، ولا يجوز مهاجمتهم أو احتجازهم أو محاكمتهم بسبب أنشطتهم الصحفية المشروعة، مؤكداً أن الجريمة تندرج تحت تعريف الإرهاب الدولي الذي يهدف لإسكات الشهود، وتزييف الحقائق.
مخطط محكم لتصفية الأصوات الحرة
وحذر مهران من أن توقيت الجريمة، التي جاءت بعد ساعات من مؤتمر نتنياهو الصحفي الذي هاجم فيه وسائل الإعلام، واتهمها بتزوير الحقائق، يكشف عن مخطط محكم لتصفية جميع الأصوات الحرة في غزة قبل تنفيذ قرار الاحتلال الكامل للقطاع، مشيراً إلى أن استهداف أنس الشريف تحديداً، بعد حملة تحريض إسرائيلية منظمة ضده، يؤكد أن الجريمة كانت مدبرة ومخططة مسبقاً لإسكات آخر الأصوات الشجاعة في شمال غزة.
شجاعة شاهدا جرائم الإبادة أنس الشريف ومحمد قريقع
وأشاد مهران بشجاعة الشهيدين أنس الشريف ومحمد قريقع، اللذين واصلا نقل الحقيقة رغم التهديدات المستمرة، مؤكداً أن كلماتهما الأخيرة ستبقى شاهداً على جرائم الإبادة الجماعية، وأن دماءهما الطاهرة ستكون شاهداً في محاكم العدالة الدولية ضد المجرمين الإسرائيليين، مشيراً إلى أن تضحيتهما لن تذهب هدراً، وستكون دافعاً لاستكمال مسيرة كشف الحقيقة للعالم أجمع.
ماذا ينتظر المجتمع الدولي؟
ووجه استاذ القانون الدولي انتقادات لاذعة للمجتمع الدولي والدول العربية قائلاً: “ماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ أين الدول العربية؟ لماذا لم تفرضوا عقوبات على إسرائيل حتى الآن؟ ماذا تنتظرون؟ أن يُقتل كل صحفي في غزة؟ أن تُباد المدينة بالكامل؟” مؤكداً” أن الصمت على هذه الجرائم المروعة يجعل الجميع شركاء في الدم المسفوك، ويشجع إسرائيل على المضي قدماً في مخططاتها الإجرامية”.
وأضاف مهران بحدة لقد استشهد 237 صحفياً في غزة، وما زال العالم يكتفي بالبيانات الخجولة والإدانات الشكلية، بينما تواصل إسرائيل قتل الحقيقة قبل قتل الناس، هذا عار على جبين الإنسانية، وتاريخ أسود سيلاحق كل من صمت على هذه المجزرة المنظمة ضد الصحافة الحرة،داعيا الدول العربية بشكل عاجل لإتخاذ إجراءات حاسمة فورية تشمل قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وفرض عقوبات اقتصادية شاملة، وتعليق جميع الاتفاقيات الثنائية، ووقف إمدادات النفط للدول الداعمة لإسرائيل، مؤكداً أن أي تأخير في اتخاذ هذه الخطوات يعني المشاركة في جرائم الإبادة الجماعية، والتواطؤ مع قتلة الصحفيين والمدنيين الأبرياء، محذراً من أن التاريخ سيحاسب بقسوة كل من أتيحت له القدرة على وقف هذه المجزرة ولم يفعل.هذه .
وصية أنس يودع جمهوره ويوصيهم بفلسطين وابنته وأمه فماذا قال
يقول الشهيد الصحفى أنس الشريف الذى اغتيل عمدا امام مسمع ومرأى العالم وكأنه كان يعلم أن وفاته محتومه على يد غادرة اعتادت اصطياد المراسلين الصحفيين فكتب هذه الكلمات المؤثرة ؛ عبر حسابه الشخصي على موقع “فيسبوك”وصيته الأخيرة ليدفن وتدفن معها شهادته كشاهد عيان مرابط على جرائم وصفها بصوته ونقلتها عدسات كاميراته فشارك أهل غزة جوعهم وألمهم وخوفهم فماذا قال ؟: “إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي.
ويتابع ،” يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة “المجدل” لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ.
وأضاف الشهيد أنس ، عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف.
واختتم الشريف رسالته قائلا: “أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، وإبنتى شام وإبنى صلاح وامى الحبيبة وزوجتىونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم.وقال الشهيد أنس الشريف: “أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم. الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة”.
الضمير العالمي يدفن مع شهداء الحقيقة
وعبر خالد البلشي نقيب الصحفيين المصريين عبر صفحته الشخصيةعن أسفه بكلمات مؤثرة تعليقا على اغتيال الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع قائلا:” الضمير العالمي يُدفَن مع شهود الحقيقة وشهداء الإبادة والتجويع في غزة.. نقابة الصحفيين المصريين تدين استهداف الصحفيين وتنعي أنس الشريف وقريقع وظافر ونوفل وعليوة والخالدي
وتابع البلشي ، “لا تزال الإبادة مستمرة.. ولا يزال العجزُ مستمرًا، بينما تتضاءل الكلمات أمام وحشية الجريمة المستمرة بحق الصحفيين والمواطنين في غزة، خلال عامين من التواطؤ الدولي والعجز العربي.
بيان إدانة من نقابة الصحفيين
وأصدرت نقابة الصحفيين المصريين بيانا تدين بأشد العبارات الجريمة البشعة، التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني باغتيال 6 من الزملاء الصحفيين، هم أنس الشريف ومحمد قريقع (مراسلي قناة الجزيرة) وإبراهيم ظافر ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، ومحمد الخالدي، عبر استهداف مباشر لخيمةٍ للصحفيين في محيط مستشفى الشفاء.
عجز دولى ،وتوطؤ أمريكى فاضح
واستنكر البيان ،العجز الدولي والتواطؤ الأمريكي الفاضح، الذي وصل حد المشاركة في الجريمة حائلًا دون إنقاذ الأبرياء، في ظل الخذلان العربي .
230صحفى وصحفية من شهداء المهنة
وتابع البلشي في بيان نقابة الصحفيين قائلا: “إن الجريمة البشعة بحق أنس وقريقع وظافر ونوفل’وعليوة، والخالدي، واعتراف جيش الاحتلال باستهداف خيمتهم، تأتي كحلقةٍ جديدةٍ ضمن حلقات أشد وحشية في سلسلة الإبادة الإعلامية والجريمة الأكبر الأوسع بحق الصحفيين في التاريخ الحديث، حيث تجاوز عدد شهداء الإعلام 230 صحفيًا وصحفية، وهو رقمٌ يفوق شهداء الحقيقة في الحروب، التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية منفردةً، ويتجاوز إجمالي شهداء المهنة في حربي فيتنام والعراق مجتمعين، وتمتد الجريمة من الاستهداف بالقتل إلى أجساد الأحياء وأرواحهم، حيث أُصيب المئات من الزملاء بجروح خطيرة، بينما يقبع عشرات الصحفيين في معتقلات الإحتلال التعسفية، وتعرَّضت منازلهم للقصف المتعمد مما أدى إلى تشريد أسرهم، في جرائم منهجية لا تكتفي باستهداف حاملي الأقلام والكاميرات، بل تمتد لملاحقة عائلاتهم، بهدف إسكات صوت الحقيقة، وإخفاء فظائع الاحتلال عن أعين البشرية.
وأكد النقيب بقوله “إن الزملاء في غزة يدفعون ثمنًا باهظًا من دمائهم وحرياتهم، وأمنهم، وأمن عائلاتهم، وهم يواجهون أبشع أشكال التنكيل لنقل الحقيقة إلى العالم، مُجسِّدين أسمى معاني التضحية وسط ركام منازلهم، وغياب أحبتهم.
التجويع أداة وحشية الإبادة الجماعية
ولم يكتفِ المحتل المجرم بسلاح القتل المباشر والاعتقال التعسفي وتشريد العائلات، بل انتقل بوحشية فاقت فظائع النازية إلى استخدام التجويع كأداة وحشية للإبادة الجماعية، محوِّلًا حصار غزة إلى جحيم متعمد، حيث يُحرم الأطفال والنساء والمدنيون من قوتهم الأساسي تحت مرأى منظمات الإغاثة الدولية، التي تُعاقَب بدورها.
هذه السياسة المقيتة، التي تُشكِّل جريمة حرب بكل المقاييس تُنفَّذ بمشاركة أمريكية فاعلة في التغطية والدعم والتزود بالسلاح، وتحت سقف من التواطؤ الدولي المخزي، الذي يحوِّل شعارات حقوق الإنسان إلى مجرد كلمات فارغة من المعنى، وضعفٍ عربي غير مسبوق يتجاوز حدود الخذلان.
إن دماء شهداء الصحافة وناقلي الحقيقة الفلسطينيين تستصرخ الضمير الإنساني عسى أن يتحرك من جموده العميق، وأن يعيد للإنسانية حيويتها، وأن يُوقف الإبادة الممنهجة، ويؤكد للجميع أن ثمن صمود الصحافة الفلسطينية وشجاعتها، الذي لا يزال يُرسل إشارات أمل تتحدى القتل والتجويع والاعتقال، وتشريد الأسر فاق كل الحدود، وتجاوز كل احتمال، وهو ما يستوجب التحرك الفوري والعاجل لوقف هذه الجريمة الممتدة قبل أن تتحول كلمات الإشادة بالصمود إلى مشاركة من نوع مختلف في الجريمة، خاصة عندما تقترن بالعجز عن الفعل المستمر منذ ما يقرب من عامين، وكأننا نُزكِّي استمرار القتل والإبادة والتجويع، بدلًا من محاكمة القتلة.
محاكمة عادلة عاجلة وملاحقة دولية
إننا ونحن نشجب هذه الجرائم المتواصلة بحق الإنسانية والحقيقة، نطالب المجتمع الدولي بمحاكمة عاجلة لمجرمي الحرب الصهاينة ومطاردتهم دوليًا، ونُحيِّي هذا الصمود الأسطوري، الذي يؤكد أن دماء الشهداء، وشجاعة المراسلين، وسجون المعتقلين، وأنين المشردين ستظل سجلًا حيًا يدين الاحتلال وأعوانه إلى أن تتحرر فلسطين.
المعركة ،ليست الصحفيين وحدهم
كما شدد البيان،على أن المعركة ليست معركة الصحفيين وحدهم، إنما معركة إنسانية ضد آلة إبادة ترفض حتى السماح للضحايا بنقل روايتهم، وتستوجب محاسبةً تُنهي عصر الإفلات من العقاب قبل أن تُدفن غزة وضمير العالم معًا.
وفي حديثه لموقع “نافذة الشرق” أعرب أشرف عباس الصحفى و المدير التنفيذي لمؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام عن بالغ الحزن والغضب، لاستشهاد الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع وإبراهيم ظافر ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، ومحمد الخالدي ، مؤكداً إثر استهداف مباشر من قبل قوات الاحـتلال الإسـرائـيلي خلال قيامهم بواجبهم المهني في تغطية مجريات العدوان والإبادة المستمرة لقطاع غـزة، يأتي هذا الاغتيال ليضيف أسماءً جديدة إلى قائمة طويلة من الصحفيين والعاملين في الإعلام الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة وكشف جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني.
بيانات رسمية بأعداد الصحفيين المستهدفين
وذكر البيان، بحسب ما وثقته منظمات دولية مثل اللجنة الدولية لحماية الصحفيين (CPJ) والاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ)، ومراسلون بلا حدود، وقد تجاوز عدد الضحايا الصحفيين الفلسطينيين وحدهم 180 صحفيًا، فيما تشير تقديرات حقوقية محلية إلى أن الرقم الفعلي أكبر بكثير، مع إستمرار سقوط الضحايا يوميًا نتيجة الاستهداف الممنهجمنذ السابع من أكتوبر 2023.
ووصف البيان الصادر عن المرصد المصرى أن استهداف الصحفيين الستة، ليس حادثًا منفردًا أو خطأً عرضيًا، بل يأتي ضمن سياق واضح من التصعيد المتعمد ضد الصحفيين بما يشمل:
قتل مباشر وتحريض علنى
واصفاً القتل المباشر للصحفيين أثناء التغطية، رغم وضوح هويتهم الصحفية وارتدائهم سترات وخوذ تحمل كلمة “Press”، تدمير المؤسسات الإعلامية والبنى التحتية المرتبطة بها، بما في ذلك مكاتب قنوات فضائية وصحف وإذاعات محلية، عطفًا على القبض التعسفي والتعذيب لعشرات الصحفيين في الضفة الغربية وغزة، وحرمانهم من أبسط الحقوق القانونية، إلى جانب التحريض الإعلامي والسياسي ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، بهدف نزع الشرعية عن عملهم وتبرير استهدافهم.

ويؤكد المرصد المصري للصحافة والإعلام مجددًا أن هذه الانتهاكات تكشف عن سياسة إسرائيلية ممنهجة لإسكات الرواية الفلسطينية، في مسعى لطمس الحقائق وحرمان العالم من معرفة حجم الكارثة الإنسانية المستمرة، ويتماشى ذلك مع ما وثقته تقارير الأمم المتحدة التي حذرت من استراتيجية واضحة لتكميم الأفواه ترقى إلى جرائم حرب، و تصل إلى جريمة الإبادة الجماعية عند وضعها في سياق الاستهداف العسكري الأوسع ضد المدنيين.
إغتيال الصحفيين خرقا واضحاً لاتفاقيات جنيف 1977
إن اغتيال أنس الشريف ومحمد قريقع وغيرهم من الصحفيين يشكل خرقًا صارخًا للمادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977، التي تنص على أن الصحفيين في مناطق النزاع المسلح يعتبرون أشخاصًا مدنيين، ويجب حمايتهم من أي عمل عدائي، ما لم يقوموا بدور مباشر في الأعمال القتالية. كما يعد ذلك انتهاكًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، خاصة المادة (19) التي تضمن الحق في حرية الرأي والتعبير، بما في ذلك حرية تلقي ونقل المعلومات دون قيود.
وبحسب البيان الذى يذكر العالم وكافة المؤسسات الإعلامية بأن القانون الدولي الإنساني يحمي المدنيين/ات والطواقم الطبية والعاملين/ات في مجال الإغاثة، ويعترف بحقهم في الحماية من ويلات الحرب، وحقهم/ن في الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها، لذا يجب توخي جميع أسباب الحيطة الممكنة لتفادي إلحاق الضرر بالمنازل، أو إتلاف سبل بقاء المدنيين/ات على قيد الحياة مثل مصادر المياه والمحاصيل.
كما ينص القانون على عدم مهاجمة العاملين/ات في المجال الطبي والمركبات الطبية والمستشفيات المخصصة للعمل الإنساني، وحظر استهداف المدارس ودور العبادة والمؤسسات الإعلامية، ويحظر استخدام الأسلحة المحظورة بموجب القانون الدولي.
وشدد البيان أنه على المؤسسات الإعلامية تبني مصطلحات قاطعة، تشير لهذه الأحداث باعتبارها جرائم حرب بحكم القانون، ولا تستخدم المصطلحات الفضفاضة التي لا تنم إلا عن عدم وعي وعدم مهنية واضحة، بل ومشاركة صريحة في تأجيج هذه المذابح المستمرة.
تحقيق فورى دولة مستقل
كما طالب المرصد بفتح تحقيق دولي مستقل وفوري في جريمة إغتيال “أنس الشريف “وجميع جرائم قتل الصحفيين في فلسطين منذ 7 أكتوبر 2023. وتفعيل آليات المساءلة الدولية لمحاسبة المسؤولين عن استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية باعتبار ذلك جريمة حرب. بالإضافةً إلى تأمين ممرات آمنة للصحفيين والمؤسسات الإعلامية لممارسة عملهم بحرية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.كما نعى عباس الزملاء الصحفيين، مؤكداً وفقاً للبيان الصادر عن المرصد المصرى “أن استهداف الصحفيين لم ولن ينجح في إسكات الصوت الفلسطيني الحر، أو إخفاء الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين الأبرياء، بل إن دمـاءهم ودماء زملائهم ستظل شاهدًا على فشل كل محاولات طمس الحقيقة.
فشل ذريع للقوى والمؤسسات الدولية
وأكد البيان على أن حماية الصحفيين ليست خيارًا أخلاقيًا فحسب، بل إلتزام قانوني دولي، وأي إخلال يهدد منظومة الإعلام الحر عالميًا. وما تشهده فلسطين اليوم، من أعداد مهولة من القتلى بين المدنيين والصحفيين، كان اختبارًا فشلت فيه القوى والمؤسسات الدولية فشلًا ذريعًا، كاشفًا عن تواطؤ بالصمت أمام إبادةممنهجة تستهدف الجميع إن ما يجري هو انحدار نحو عالم تُرتكب فيه الجرائم في العلن، بينما تُكمم الأفواه ويُقتل الشهود عليها.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.