أيقونة الرومانسية لبنى عبد العزيز في حوار خاص لـ”نافذة الشرق”: خرجت من مصر في الستينات بعد إعتقال زوجي وأميرة سعودية عرضت شيك مفتوح للحصول على تمثالي

1

كتب محمد صفوت

لأنها أيقونة الرومانسية في السينما المصرية من خلال الفيلم الأسطوري “الوسادة الخالية” ، وكونها خريجة AUC وحصلت فيها على لقب فتاة الجامعة الأمريكية كان واجبا الاحتفال بمرور تسعين عام على مولد النجمة لبنى عبد العزيز في قاعة إيوارت الشهيرة داخل مبنى الجامعة الأمريكية بميدان التحرير من خلال الصالون الثقافي ” “القاهرة عنواني” أو “أرواح في المدينة” للكاتب الصحفي محمود التميمي والذي ساعدته في هذه المناسبة الكاتبة الصحفية هبه محمد علي نظرا لأنها مؤلفة كتاب ” لبنى.. قصة امرأة حرة” الذي تروي فيه لبنى عبد العزيز أبرز المحطات في قصة حياتها.
ولهذا اقتنصنا تلك الفرصة لعمل حوار صحفي مع الممثلة التي غيرت وجهة نظر السينما المصرية عن المرأة من الكائن المستأنس الوديع إلى البنت الشرسة التي تدافع عن نفسها وتفعل ما يحلو لها.

النجمة لبنى عبد العزيز ، أهم سؤال يوجه دائما لكي يتعلق بخروجك من مصر في فترة الستينات مع زوجك بسبب مطاردة صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات المصرية لكي ورغبته في تجنيدك؟
هو أمر طاردني طوال حياتي ، وقلت في حوار تليفزيوني سابق بأنني وجدت زوجي يتم التحفظ عليه من قبل 2 ضباط في المنزل واتهامه بأنه قال بعض الكلام المعارض لسياسة الرئيس جمال عبد الناصر ، وهو أمر كان ملفق وغير حقيقي ، ونجح والدي بعلاقاته الصحفية في إخراجه من المعتقل وكان زوجي يريد إستكمال دراسته في امريكا ، وكان هناك كتب لا يستطيع الحصول عليها في فترة حكم جمال عبد الناصر التي كانت تمنع حتى إستيراد بعض الكتب الأمريكية التي لم تكن لها أي علاقة بالسياسة، ودائما ما تم سؤالي هل كان هروبي بسبب مطاردة شخصية سياسية لي ، واخبرني مفيد فوزي قبل وفاته بقليل بأن فاتن حمامة هي من سربت هذه الأمور لبعض الصحفيين لأنها كانت تحس بالغيرة الشديدة نحوي بعد النجاح المذهل لفيلم “الوسادة الخالية” بطولتي انا وعبد الحليم حافظ والذي تفوق بكثير على فيلمي “موعد غرام” و “ايامنا الحلوة” لفاتن حمامة وعبد الحليم حافظ ،
انا خرجت بمحض إرادتي مع زوجي الدكتور إسماعيل براده رحمة الله عليه الذي تزوجته سنة 1965 ثم هاجرت معه سنة 1968 إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، ونفيت عدة مرات بأن يكون سبب سفري مع زوجي بسبب أفعال ما كان يسمى “البوليس السياسي” حينها أو ما كانوا يلقبونهم بـاسم زوار الفجر”.
ما استطيع قوله بأنني كنت قد مضيت عقد ثلاثة أفلام قبل سفري ، ووجد زوجي صعوبة في الحصول على فيزا خروج لي لأن الإذاعة التي كنت اقدم برنامج فيها كانت يجب عليها تقديم خطاب للسفارة الأمريكية ، ودخل زوجي في دوامة الاوراق الكثيرة والمعقدة حينها ، وكان المفترض حينها أن أسافر معه لكي أقوم بتهيئة الأجواء له لأنني سبق لي زيارة الولايات المتحدة والدراسة فيها خلال المنحة الدراسية ، وقلت لنفسي بأنني سأمكث معه لفترة بسيطة لكي يتعرف على الأجواء هناك واعود إلى مصر سريعا للقيام بعملي في الثلاثة افلام الذين قمت بالتعاقد عليهم ، وبعد شهر من إقامتنا هناك طلب مني البقاء معه ولأنني كنت أحبه جدا لم أستطيع رفض طلبي الذي الح فيه بشدة.

هناك أميرة أو شيخة سعودية قامت بزيارتك في المنزل وطلبت منك شراء التمثال الذي كان فكرة الصحفي محمود التميمي وكأهداء وتنفيذ من الرسام والفنان التشكيلي هاني جمال والمستوحى من شخصية لميس التي قمت بتمثيلها في الفيلم الشهير “عروسة النيل”؟
بصراحة التمثال كان افضل هدية لي في حياتي خاصة أنني كنت اعشق دور “هاميس” في فيلم “عروسة النيل” لأنني من اقترحت الاسم لأن اختي كان أسمها لميس ففكرت في أسم مقارب لأسمها وقفز إلى ذهني أسم “هميس” والدور اعتبره من أهم ادواري ، وطبعا ممتنة جدا لفكرة الصحفي الكبير محمود التميمي وللرسام والفنان التشكيلي هاني جمال اللذان لا أستطيع أن اعبر عن حبي لهم وامتناني لما قدموه.
فوجئت جدا بحضور الأميرة السعودية إلى منزلي وكانت مبهورة بالتمثال ، وفتحت دفتر الشيكات الخاص بها وقالت لي ضعي المبلغ الذي تقدريه ، لكنني قلت لها تاريخي لا يمكن أن أبيعه بأي ثمن.

من المواقف الطريفة لقاءك بالاستاذ عبد العزيز الذي كان يسمى في شبابه “مجنون لبنى عبد العزيز” ، كيف استقبلتي هذه المفارقة الجميلة ؟
فاجأني الصحفي محمود التميمي بإحضار معجب اسمه عبد العزيز وكان يقال عنه في شبابه “مجنون لبنى عبد العزيز” وبالتحديد من بعد فيلم “الوسادة الخالية” ومن شدة إعجابه بى سمى أبنته لبني لكي يتذكرني دائما وقال لي أنه تعلم الحب من فيلم الوسادة الخالية الذي يعتبره اقوى فيلم رومانسي في تاريخ السينما المصرية ، بصراحة كانت مفاجأة حلوة لأن أكثر ما يسعد الفنان أن يكون تأثيره قوي في قلوب المتابعين والمعجبين.

دائما حينما يأتي الحديث عن لبنى عبد العزيز يتذكر الجميع فيلم الوسادة الخالية لأن الصحافة ذكرتك وقتها “الوجه الجديد لبنى عبد العزيز” هل استفزك هذا الوصف؟
لم ألتفت لأي كلام هنا او هناك لأني مثلت قبلها في الإذاعة والمدرسة وفي أمريكا أثناء المنحة ، ما فاجأني فعلا وجود 300 شخص في الاستوديو منهم الإنتاج وطاقم العمل وانا أقوم بتمثيل مشاهد رومانسية ، ولا انسى ممثلة كانت بتقول عني وسمعتها بأذني تقول ” يا دي الخيبة ، جايبين واحدة مش عارفة تقول صلاح” ، ولا اعلم لماذا خرجت هذه المقولة عني اني لا اعرف اقول اسم صلاح حتى الفنان سمير صبري كان يداعبني كثيرا بهذا الموضوع خاصة وأنه كان يشتغل معي في ركن الطفل في البرنامج الأوروبي التابع للإذاعة المصرية ، وكان يقول لي من يراكي وأنتي بتقولي صلاح بدلع لا يتوقع جديتك وإنضباطك في العمل كمذيعة في ركن الطفل في البرنامج الأوروبي ومدى اجتهادك في البحث عن المعلومات مع أن برنامجك كله نصف ساعة في الأسبوع لكنك تستمري يومين أو ثلاثة في تحضيره بدقة متناهية.

كان هناك هجوم عليكي من بعض الأقلام الصحفية قبيل وأثناء عرض فيلم الوسادة الخالية بسبب طريقة نومك على السرير وإنتي تكلمي صلاح ” عبد الحليم حافظ” وكنتي رافعة قدمك واستخدمت كترويج الفيلم وقالوا إنك قصدتي اللقطة للإثارة ولجذب الأضواء؟
هذه اللقطة جاءت بعفوية شديدة لما أصبت بالملل والضجر من تحضير الإنتاج والكاميرات لمدة تجاوزت ثلاث ساعات ، فنمت على السرير ورفعت رجلي من الملل ، وحينها دخل المنتج رمسيس نجيب فقال المخرج أريد الكاميرا تصورها هكذا ، ويكون المشهد الكادر الرئيسي فيه بهذه الطريقة واستخدمها للدعاية عن الفيلم ، هذا هو الأمر بكل وضوح ولم اقصد إطلاقا الإثارة أو الجدل.

قالوا عن لبنى عبد العزيز

وقال المخرج علي إدريس عن النجمة لبنى عبد العزيز : “حينما كنت أجهز لفيلم (جدو حبيبي) آخر فيلم مثلت فيه النجمة لبنى عبد العزيز كنت احلم بأن تكون معي في الفيلم لأنها أسم كبير في السينما المصرية وشاهدت افلامها العظيمة وهناك فيلمين لها لم يأخذوا حقهم في الشهرة لكنها قامت فيهم بأدوار عظيمة الأول فيلم اسمه (هي والرجال) قامت فيه بدور الخادمة بكل إقتدار مع إنها خريجة الجامعة الأمريكية ، والثاني في فيلم (العيب) للمخرج جلال الشرقاوي وقدمت فيه دور فتاة تصرف على اخوها اليتيم وقدمته أيضا بعبقرية شديدة ، ولذا حاولت اقناعها بأن تشاركنا فيلم جدو حبيبي وقمت بمقابلتها في مسرح الريحاني ولم تكن تعرفني ، وقمت بعرض الأفلام التي اخرجتها سابقا لكي اقنعها بعملي ، وعند التصوير فوجئت بالتزامها الرهيب بالمواعيد وتعلمت منها الأحترام لكل طاقم العمل والرقي والشياكة في التعامل”

وقال الصحفي الفني الكبير طارق الشناوي عن النجمة لبنى عبد العزيز : “اكثر ما يميز لبنى عبد العزيز انها نجحت بفيلم الوسادة الخالية أن تحقق طفرة كبيرة في الرومانسية في السينما المصرية ، كما أنها دائما كانت تتحدث عن أهمية إستقلال المرأة وأن يكون لها شخصيتها المستقلة ، وساعدها في ذلك دراستها في الجامعة الأمريكية وطريقة تربية والدها لها بأنه رباها على الاستقلالية وإبداء رأيها دائما ، وايضا في فيلم “رسالة من إمراءة مجهولة” قدمت دور عبقري اسال الكثير من الحبر في الصحافة المصرية لأنها قدمت الدور بشكل غير مسبوق في السينما المصرية ، ما اتذكره أنه بسبب قوة تأثير فيلم (الوسادة الخالية) عبرت المبدعة زينات صدقي نجمة الكوميديا بعد ذلك بسنوات عن الوسادة الخالية من خلال مشهد كوميدي لا يمكن نسيانه ، وقبل عدة سنوات طالبت المسؤولين في مهرجان القاهرة السينمائي أن يقوم بتسليم الجوائز للفائزين نجمة من الزمن الجميل واقترحت عليهم اسم الفنانة لبنى عبد العزيز ، والاجمل أنها أثرت في الأجيال الجديدة حتى أن حفيدتي طلبت الحضور معي لأن لبني عبد العزيز نجمتها المفضلة بين النجوم القدامى”.

أجمل ما كان في الاحتفالية لقاء النجمة لبنى عبد العزيز مع أخيها بعد طول غياب والذي قال عنها انها كانت تعشق القراءة بجنون وهو الأمر الذي غرسه في كل الأبناء والدهم ، لكنها كانت تحب القراءة أكثر منهم ، وبسبب هذا المعين الثقافي لدى النجمة لبنى عبد العزيز ما زالت وهي في عامها التسعين تكتب مقالاتها باللغة الأنجليزية باستمرار في الصحافة المصرية وتقدم برنامجها “أنتي لولو” في الإذاعة المصرية لتكون صاحبة اقدم مسيرة إذاعية بالإذاعة المصرية والبرنامج الأوروبي ، وبذلك تؤكد المقولة الخالدة “الشباب شباب القلب”.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.