بين الهدنة والتحالف الدولي.. هل غيرت مصر موقفها تجاه نشر قوات في غزة؟

3

كتب: محمود أحمد

بعد تصريحات وزير الخارجية بدر عبدالعاطي بموافقة مصر على نشر قوات دولية في قطاع غزة، شريطة أن يكون ذلك مرتبطا بوجود خطة و «أفق سياسي واضح وقوي» لإقامة الدولة الفلسطينية، والتي وصل صداها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قرر بعدها تشكيل تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في غزة.
وتعكس هذه الخطوة دعم مصر وتكثيفها للجهود الدبلوماسية لأجل إنهاء الحرب في غزة، وضمان موطن آمن للشعب الفلسطيني ، لا سيما أنها كانت رافضة لفكرة نشر قوات دولية في غزة خلال الأشهر الأولى من الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، ولكنها أصبحت الآن تدعم هذا الأمر، وذلك يثير تساؤلات عديدة أبرزها : لماذا تدعم مصر في والوقت الحالي فكرة قوات دولية بعدما كانت رافضة لقوات عربية قبل ذلك؟ وهل هذا الموقف مرتبط بالتحركات الأوروبية ككلام ماكرون والاتجاه للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية؟ وكيف ستساهم القوات الدولية في تمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة على غزة.

للإجابة على هذه التساؤلات، تواصلت «نافذة الشرق» مع إبراهيم الدراوي، الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، والذي أكد أن مصر تدعم في الوقت الحالي فكرة القوات العربية، مشيرا إلى أنه من الممكن أن تكون هناك قوات عربية بجانب القوات الفلسطينية التي قررت مصر تدريبهم بعدد حوالي 5 آلاف جندي فلسطيني لتذليل العقبات للوصول إلى شمال قطاع غزة.

لماذا تدعم مصر في والوقت الحالي فكرة قوات دولية بعدما كانت رافضة لقوات عربية قبل ذلك؟
وأضاف «الدراوي» أن مصر تدعم فكرة قوات دولية بعدما كانت رافضة لقوات عربية قبل ذلك، لأن إسرائيل تعرقل دخول المساعدات حتى هذه اللحظة، لافتا إلى أن إسرائيل لا تريد دخول المساعدات إلى مدينة غزة وإلى منطقة شمال غزة.

وأوضح الدراوي، أن إسرائيلي تريد دخول المساعدات إلى منطقة المواصي فقط وإلى منطقة رفح، معللا أن إسرائيل تدعم هذا الأمر تحديدا لحشر الفلسطينيين 2 مليون شخص في منطقة المواصي ورفح الفلسطينية.

وأشار الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني إلى أن مصر عندما تقول أنها ستوافق على هذا الأمر الذي كانت ترفضه تماما قبل، فهذا يؤكد أن الوقت محدود، بمعنى أن وقت القوات العربية التي ستدخل لإعادة الارتكاز مرة أخرى وإعادة السيطرة على القطاع بالإضافة إلى القوات التي ستدرب أو دربت من قبل القاهرة سيكون محدودا.

ولفت الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني إلى أن القطاع بعد إعادة الارتكاز فيه سيدار من قبل لجنة الإسناد المجتمعي التي سيترأسها شخصية فلسطينية عليها توافق فصائلي مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأكد أن كل النقاط السابقة وافقت عليها مصر، وشددت أيضا على أهمية تنفيذ خطة إعادة إعمار غزة وحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

هل هذا الموقف مرتبط بالتحركات الأوروبية ككلام ماكرون والاتجاه للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية؟
وأوضح الدراوي، أن هناك ارتباطات بين صفقة التبادل وبين الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، لافتا إلى أن هناك أكثر من 7 دول وعلى رأسهم فرنسا اعترفوا بدولة فلسطين واشترطوا ألا تكون حماس موجودة على رأس سلطة غزة.

وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن القاهرة تسعى ألا يحدث أي شيء يجعل إسرائيل تعود لضرب قطاع غزة من جديد، مضيفا كل هذا تسعى إليه القاهرة لكي يكون هناك استقرار دائم في قطاع غزة، ولكيلا يتم تهجير الفلسطينيين ولعدم القضاء على القضية الفلسطينية برمتها.

كيف ستساهم القوات الدولية في تمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة على غزة
وقال الدراوي إنه لا يرى أن هذه القوات ستساهم في تمكين السلطة الفلسطينية من السيطرة على غزة، لافتا إلى أن هذه القوات وظيفتها إدخال المساعدات وإعادة الإعمار في غزة.

وأضاف الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أنه سيتم بعد ذلك إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني وسيكون هناك تدخلات لمنظمة التحرير الفلسطينية، وسيكون هناك مصالحة بين فتح وحماس.

وأشار إبراهيم الدراوي إلى أن كل ذلك سيكون موجودا في خضم الأيام القليلة المقبلة بعد موافقة إسرائيل على هذه الأطروحات.

وأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني أن القاهرة تسعى إلى تنفيذ الصفقة الكاملة الشاملة، التي طرحتها على الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا: «وبدور الولايات المتحدة الأمريكية وقربها من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أعتقد أنها من الممكن أن تستطيع إقناع نتنياهو أن يقدم على الموافقة على ما طرحته القاهرة أو ما تقوم به القاهرة من وساطة بين الجانب الإسرائيل وحركة حماس.

مصر وفلسطين
وفي إطار دعم السلطة الفلسطينية، استقبل رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء الفلسطيني، الدكتور محمد مصطفى، في مقر الحكومة المصرية بمدينة العلمين الجديدة.
وأكد مدبولي استمرار الجهود المصرية المكثفة مع قطر والولايات المتحدة للعودة إلى وقف إطلاق النار في غزة وصولا إلى إنهاء الحرب، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية»، مضيفا أن مصر مستمرة في بذل الجهود لنفاذ مزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وشدد رئيس الوزراء على موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية والرفض التام لأي مخططات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني.
من جانبه ثمن رئيس الوزراء الفلسطيني الموقف المصري الداعم للشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في ظل هذه المرحلة الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية.
وأكد أنه لولا الموقف المصري الصلب والمعارض للتهجير لما كنا نتحدث اليوم عن القضية الفلسطينية.

وتعكس هذه الزيارة الدور التاريخي التي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية، لا سيما أن القاهرة تقود مسارات دبلوماسية متوازية سواء في التفاوض لوقف إطلاق النار أو في إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة أو في إطار التنسيق الدولي لإعادة إعمار غزة

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.