الأردن يعيد الخدمة الإلزامية: خطوة استراتيجية في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وتحديات رؤية نتنياهو

كتبت: سارة محمود
أعلن ولي العهد الأردني الحسين بن عبد الله الثاني عن إعادة تفعيل برنامج الخدمة الإلزامية في الجيش المعروفة باسم “خدمة العلم”، وقال ولي العهد خلال لقاء جمعه مع شباب وشابات من محافظة إربد، إنّه يجب تهيئة الشباب ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن والدفاع عنه، مشدّدا على أهمية برنامج خدمة العلم في تعزيز الهوية الوطنية وارتباط الشباب بأرضه.

ويأتي حديث ولي العهد الأردني بعد أيام من تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال فيها إنه يشعر وكأنه في “مهمة تاريخية وروحية”، وإنه متمسك بما أسماه “رؤية إسرائيل الكبرى”، مما أثارت هذه التصريحات موجة غضب في الأردن، فقد وصفتها وزارة الخارجية الأردنية بأنها “أوهام عبثية” تشكل تهديداً لسيادة الدول ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وفى مداخلة خاصة ل “نافذة الشرق” مع د\ مروان شحادة (دكتور الإعلام الرقمي والمحلل السياسي الأردنى) قال أن قرار إعادة الخدمة العسكرية مرتبط بالوضع الجيوسياسي في المنطقة وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة والتصريحات العدوانية من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وبخاصة حكومة اليمينى المتطرف نيتنياهو، لأنه دائماً يضع الأردن كأنه جزء من حل المشكلة والقضية الفلسطينية على إعتبار أنها تمثل وطن بديل للفلسطينيين وأنه لابد من تهجير أبناء الضفة الغربية إلى الأردن، وبالتالي الأردن بعد التصريحات المتكررة من القيادات الإسرائيلية وتعزيز تواجدها في الحدود الأردنية مع الكيان الصهيوني وجدت نفسها أمام قرار لابد من إتخاذه وهي تعزيز الجبهة الداخلية من خلال تدريب عدد كبير من الشباب على إستخدام السلاح والحرب.
وأضاف شحادة ” أنا أظن أن هذا السبب المباشر فى المرحلة الحالية لأنه الإسرائيليين لا يكترثون في إتفاقيات السلام الموقعة في وادي عربة عام 1994م فبالتالي هذه القرارات المرتبطة بإعادة الخدمة العسكرية – خدمة العلم – هي لتعزيز إستراتيجية الدفاع الوطني من خلال تدريب عدد كبير من الشباب”.
وأكد د مروان أن هذا القرار له بُعد إقتصادي على أن كثير من الشباب عاطل عن العمل وأنه من الجيد أن يكون ضمن الخدمة الإلزامية التي ستدخل له 100 دينار بالشهر وسيكون عنده إنضباط وإلتزام وأن هذا الوضع سيعزز من مفهوم العمل والدخل لدى الشباب ,انه سوف يسعى لإيجاد فرص عمل حتى لو كانت بسيطة.

وأعلن رئيس الوزراء الأردني الدكتور جعفر حسان، أنّ الحكومة ستستكمل عملها في هذا البرنامج بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية ليبدأ تنفيذه مطلع العام المقبل، وأنّ الحكومة ستُخصّص الموارد اللازمة للتجهيز لهذا البرنامج خلال هذه السنة وفي موازنة عام 2026.
ووفقًا لموقع القوات المسلّحة الأردنية، ينصّ القانون على إلزامية الخدمة لكل الذكور الأردنيين ضمن الفئة العمرية 18 و40 عامًا، ولمدة تتراوح بين سنة وسنتين، ينتقل بعدها إلى الخدمة الاحتياطية لمدة خمس سنوات، ليكون تحت إمرة وطلب الجيش من دون شرط الخدمة الفعلية.