ماذا يعني إغلاق السفارة البريطانية بالقاهرة بعد رفع الحواجز ؟ أستاذ قانون دولى يعلق

47

كتبت بسنت السيد
أثارت حادثة إغلاق السفارة البريطانية بالقاهرة مبناها الرئيسي بشكلٍ مؤقت،حالة من”الاستياء والجدل” ،لاسيما عقب إزالة السلطات المصرية الحواجز الأمنية المحيطة بها، فماهى الأبعادالأمنية والسياسية لهذه الخطوة ؟
يقول الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي في حديثه ل”نافذة الشرق” “أن العلاقات الدبلوماسيةتخضع لسلسلة من المباديء والقواعد ،إذ تعد هذه العلاقات هى حجر الزاوية في التفاعلات بين الدول، تلك المبادئ والقواعد التى وثقها التاريخ ، ومن بينها على سبيل المثال “إتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 ” ، التي تنص على تنظيم حقوق وواجبات الدول المضيفة والدول المرسلة.
لماذا أزالت القاهرة الحواجز الأمنية للسفارة البريطانية ؟
ويتابع ، سلامة ، قائلا: “تثيرحادثة إغلاق السفارة البريطانية في القاهرة، بعد قرار السلطات المصرية بإزالة الحواجز الأمنية، تساؤلات جوهرية حول ماهى الدواعى لإزالة الحواجز وما علاقة ذلك بتطبيق هذه الاتفاقية، وخاصة فيما يتعلق بمبدأ سيادة الدولة المضيفة؟.
ويجيب أستاذ القانون الدولي الدكتور أيمن سلامة قائلا:”أن القانون الدولي يعطى للدولة المضيفة الحق الكامل في إتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن والنظام على أراضيها.
اتفاقية فيينا وحماية مقار البعثات الدبلوماسية
ولفت أستاذ القانون الدولي، أن” اتفاقية فيينا” تلزم الدولة المضيفة بحماية مقار البعثات الدبلوماسية، إلا أن تحديد الوسائل والأساليب لتحقيق هذه الحماية يظل ضمن سلطتها التقديرية” ، مضيفاً ، “وبناء عليه، فإن قرار مصر إزالة الحواجز الأمنية خارج السفارة البريطانية يمكن تفسيره على أنه ممارسة لسيادتها في تقييم الظروف الأمنية المحلية. مؤكداً أن هذا الإجراء، الذي قد يكون له دوافع متعددة، يضع مبدأ “المعاملة بالمثل” في قلب النقاش.
التدابير الأمنية مكفولة للدول المضيفة والمرسلة
وأشار الدكتور أيمن سلامة في حديثه لموقع “نافذة الشرق”حيث أكدأنه كما تتخذ الدول المرسلة تدابير أمنية خاصة بها، فإن الدولة المضيفة تملك الحق في تطبيق قواعدها الأمنية على مقار البعثات الأجنبية.
توتر العلاقات الثنائية بين مصر وبريطانيا
وأوضح المصدر أنه من منظور قانوني، لا يُعتبر إغلاق السفارة البريطانية بحد ذاته خرقًا للقانون الدولي، بل هو قرار سيادي تتخذه الدولة المرسلة استنادًا إلى تقييمها الخاص للوضع الأمني. ومع ذلك، فإن هذا التصرف يعكس بلا شك حالة من التوتر في العلاقات الثنائية، حيث تُعتبر الإجراءات الأمنية على مقار البعثات مؤشرًا حساسًا على مستوى الثقة بين الدول.
تحذير من تصعيد دبلوماسي
وفى ختام حديثه وحذر الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي في حديثه للموقع ،من هذا الإجراء الذي اعتبره قد يؤدي إلى تصعيد دبلوماسي، وربما مراجعة أوسع نطاقًا للعلاقات بين القاهرة ولندن.
وأشار إلى أن هذا الحدث يشير إلى أن القواعد القانونية للعلاقات الدبلوماسية ليست مجرد نصوص جامدة، بل هي أدوات حيوية تتأثر بالديناميكيات السياسية والأمنية الراهنة، مما يجعل من الضروري على الدول تبني الحوار والتنسيق لتجنب مثل هذه الأزمات التي قد تؤدي إلى تدهور العلاقات بينها.وبعد إزالة الحواجز الأمنية،
رد الخارجية المصرية
وفى رد فعل يعكس حساسية الموقف وتصاعد التوترات أغلقت السفارة البريطانية في القاهرة المبنى الرئيسي للسفارة حتى إشعار آخر.
ومن ناحية أخرى سادت حالة الغضب لدى السلطات المصرية اعتراضاً على عدم توفر إجراءات أمنية بشكل كاف لسفاراتها في بعض من الدول الأوروبية.وسط حملات احتجاج متعلقة بالحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة،بالتزامن مع وجود “حملات تقودها جماعة الإخوان الإرهابية” تستهدف تسطيح الدور المصري بهدف تضليل الرأي العام وإبعاد النظر عن الممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين.
إجراءات ردعية لسفراء بعض الدول
وبحسب تصريحات بدر عبد العاطي وزير الخارجية ، قال فيها “إنه قام باستدعاء سفراء تلك الدول وإبلاغهم بضرورة الالتزام الكامل بحماية البعثات الدبلوماسية المصرية، وتحمل المسئولية عن أي تقصير أمني أو خرق للقوانين الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول”.
سياسة المعاملة بالمثل
وأكد عبد العاطي ، وزير الخارجية المصري ، أن القاهرة إتخذت تلك الخطوة في إطار الإجراءات الردعية بخفض مستوى التأمين المحيط بسفارات هذه الدول بالقاهرة، وفقاً لسياسة المعاملة بالمثل، التي يكفلها القانون وتعتبر حقا مشروعا لأي دولة تتعرض بعثاتها لانتهاكات أو اعتداءات.
وجدير بالذكر أن هذه الخطوات التصعيدية تأتى على خلفية قيام أحد الشباب المصريين المنتمين لإتحاد الشباب المصريين مدافعاً عن موقف مصر في مجابهة الأصوات الإخوانية المعادية للسياسة المصرية فيما يخص الحرب على غزة ،بعد إلقاء القبض عليه ،مما استدعى مشاورات بين البلدين للإفراج عن المتظاهرين السلميين أمام السفارة بلندن والتى أسفرت عن الإفراج عن المحتجزين.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.