خبير دولي “لنافذة الشرق “: منع الرئيس عباس من حضور الجمعية العامة تصفية للقضية الفلسطينية وانحياز أعمى لإسرائيل
واشنطن تمنع الرئيس عباس ووفده من حضور اجتماعات الأمم المتحدة.. وخبير لـ”نافذة الشرق “: انحياز مطلق لإسرائيل
كتب: عبدالله عمارة
أعلنت الولايات المتحدة حرمان كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، بمن فيهم الرئيس محمود عباس، من الحصول على تأشيرات دخول لأراضيها، وإلغاء التأشيرات الحالية بما يمنعهم من حضور الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأعربت الخارجية الفلسطينية عن استغرابها من القرار الأميركي، معتبرة أنه تجاوز خطير للقوانين والأعراف الدولية، فيما شكرت إسرائيل الإدارة الأميركية على ما وصفته بـ”الخطوة الجريئة” في دعمها.
قرار واشنطن تجسيد لسياسة الكيل بمكيالين
من جانبه، قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن ازدواجية المعايير أصبحت مفردة ممجوجة ومبتذلة، لكنها لا تزال الوصف الأدق للسياسة الأميركية، موضحًا أن واشنطن تمارس سياسة الكيل بمكيالين بشكل فج وغير مقنع، يصل إلى حد الوقاحة، رغم أنها دولة عظمى يفترض أن تكون مؤتمنة على حفظ السلم والأمن الدوليين.
واشنطن تتماهي مع إسرائيل وتمنع عباس من متابعة الاعتراف الأوروبي بفلسطين
وأكد البرديسي في تصريحات خاصة لـ”نافذة الشرق: أن السبب الحقيقي وراء منع الوفد الفلسطيني هو التماهي الكامل مع إسرائيل، وكأنهما دولة واحدة ووجهان لعملة الاستعمار والاستيلاء وغطرسة القوة.
وأضاف أن الحديث عن أسباب قانونية غير صحيح، موضحًا أن الموضوع سياسي بحت، فالولايات المتحدة أرادت منع الرئيس عباس من حضور اجتماعات الجمعية العامة، حتى لا يشهد بنفسه اعتراف الدول الأوروبية المتتالي بفلسطين كدولة.
انحياز أمريكي أعمى لإسرائيل وتصفية للقضية الفلسطينية
واعتبر البرديسي أن القرار يكشف طبيعة علاقة واشنطن بالقضية الفلسطينية، فهي علاقة ظلم وانحياز أعمى ومطلق لإسرائيل.
وأشار إلى أن الموقف الأميركي لا يؤمن بالسلام ولا بالمبادرات الدولية ولا بحل الدولتين، وإنما يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ودعم المشروع الإسرائيلي بشكل مباشر.
السلطة الفلسطينية في موقف ضعيف والعرب يملكون أوراق ضغط
وأوضح البرديسي أن السلطة الفلسطينية في موقف بالغ الضعف ولا تملك أوراق قوة حقيقية، معتبرًا أن الخطوة الأكثر تعبيرًا عن هذا المأزق قد تكون حل السلطة نفسها كصرخة أمام العالم، لأن المخطط يستهدف في جوهره القضاء على الهوية الفلسطينية ومنع قيام دولة مستقلة.
وأضاف أن الولايات المتحدة فقدت تمامًا مصداقيتها ودورها كوسيط نزيه، وأصبحت طرفًا خصمًا للفلسطينيين ومنحازًا بلا حدود وبلا قيود لإسرائيل.
كما شدد على أن الدول العربية تمتلك أوراقًا استراتيجية من خلال علاقاتها السياسية والاقتصادية مع واشنطن، مؤكدًا أن أضعف الإيمان هو التلويح بإعادة النظر في تلك المصالح إذا استمرت الولايات المتحدة في هذا النهج.
اتفاقية المقر تمنع واشنطن من رفض التأشيرات
ويستند الوفد الفلسطيني في رفضه للقرار الأميركي إلى اتفاقية المقر المبرمة بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة، التي لا تمنح واشنطن حق رفض تأشيرات مسؤولي الدول الأعضاء المشاركين في اجتماعات المنظمة الدولية.
وفي المقابل، أعربت إسرائيل عن امتنانها للخطوة الأميركية، حيث قال وزير الخارجية جدعون ساعر: “نشكر وزير الخارجية ماركو روبيو على قراره رفض منح تأشيرات لقادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية”.
دول أوروبية تتجه للاعتراف بفلسطين خلال اجتماعات الأمم المتحدة
وتأتي التطورات الأخيرة في وقت تخطط فيه دول أوروبية، تتصدرها فرنسا، للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، على خلفية استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، وتصاعد المساعي لضم الضفة الغربية المحتلة.
Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.