أزمة بين بسمة وهبة وخالد يوسف: بلاغ رسمي وتحقيقات بعد تسريب مكالمة خاصة

كتب: محمد عبدالوهاب

شهد الوسط الفني والإعلامي حالة من الجدل الواسع خلال الأيام الماضية، على خلفية البلاغ الرسمي الذي تقدمت به الإعلامية بسمة وهبة ضد المخرج خالد يوسف وزوجته الفنانة التشكيلية شاليمار الشربتلي، تتهمهما فيه بتهديدها والتحريض ضدها وتسريب مكالمة هاتفية خاصة بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدمت وهبة بلاغها إلى قسم شرطة أكتوبر أول، من خلال محاميها المستشار شريف حافظ، حيث أوضحت في محضر الشرطة أن المخرج خالد يوسف استخدم صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك” لنشر رسائل تهديد مباشرة لها، قبل أن يقوم لاحقًا بحذفها، كما اتهمته بتحريض زوجته على مهاجمتها علنًا وتسريب تسجيل صوتي لمكالمة جمعتها بشاليمار الشربتلي، تم التلاعب بمحتواها واستخدامها للإساءة إلى سمعتها.

تفاصيل البلاغ: تلاعب بالمكالمة وانتهاك للخصوصية

أكد المحامي شريف حافظ في نص البلاغ أن المكالمة المسربة قد تم التلاعب بها باستخدام تقنيات المونتاج بهدف إظهار الإعلامية بصورة غير حقيقية، ما اعتبره اعتداءً صارخًا على الخصوصية وانتهاكًا لحقوقها الشخصية والتشهير بها علنًا.

وأضاف أن الواقعة تمثل جريمة معلوماتية متكاملة الأركان، تستوجب التحقيق والمساءلة القانونية، خاصة أن التسجيل تم نشره على نطاق واسع دون إذن من صاحبته، ما يشكل مخالفة صريحة للقانون المصري والدولي فيما يخص حماية الخصوصية والمحادثات الشخصية.

التحقيقات والتحريات الأمنية
باشرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة على الفور تحرياتها حول البلاغ المقدم، وجارٍ حاليًا تفريغ محتوى الرسائل والمنشورات المحذوفة من حساب المخرج خالد يوسف، إلى جانب تتبع مصدر تسريب المكالمة الهاتفية، وتحديد ما إذا كانت هناك جهات تقنية قد ساهمت في إجراء المونتاج على التسجيل أو تسريبه.

كما تم بالفعل الاستماع إلى أقوال الفنانة شاليمار الشربتلي أمام جهات التحقيق، حيث أنكرت خلال التحقيقات أي علاقة لها بتسريب المكالمة، وأكدت أن التسجيل قد تم تداوله على وسائل التواصل من مصادر غير معروفة.

خلفيات النزاع: تضامن قديم يتحول إلى أزمة

الجدير بالذكر أن العلاقة بين بسمة وهبة وشاليمار الشربتلي كانت تتسم في السابق بالتقارب والدعم، خصوصًا خلال التحقيقات في قضية سرقة مجوهرات الفنانة التشكيلية، المتهم فيها المخرج عمر زهران. حينها، أدلت وهبة بشهادتها أمام المحكمة مؤكدة معرفتها بعمر زهران لأكثر من 30 عامًا، رغم وجود خلاف سابق بينهما.

ووصفت وهبة زهران بأنه “من أشرف خلق الله”، معلنة تضامنها الكامل معه في مواجهة خالد يوسف وزوجته، وهو ما اعتبره البعض الشرارة الأولى التي أدت إلى توتر العلاقات بينهم.

كما تعهدت وهبة بتقديم حقيبة إكسسوارات كانت قد حصلت عليها كهدية من شاليمار، مشابهة لتلك التي أهدتها الأخيرة لعمر زهران، لإثبات أن القطع لم تكن فريدة من نوعها كما أُشيع.

آخر المستجدات: النيابة تطلب فحص فني للتسجيل

وفي تطور جديد بتاريخ الأحد 18 مايو 2025، قررت النيابة العامة انتداب خبير من وزارة الاتصالات لفحص المكالمة المسربة، وتحديد ما إذا كانت قد خضعت لعمليات مونتاج أو تعديل رقمي. ومن المتوقع أن يُستدعى المخرج خالد يوسف خلال الأيام المقبلة للاستماع إلى أقواله في الواقعة، بعد الانتهاء من الفحص الفني للتسجيل.

كما تدرس النيابة ضم بلاغات سابقة تقدمت بها بسمة وهبة بشأن التهديد والتشهير إلى القضية الحالية، من أجل التحقيق فيها مجتمعة ضمن ملف واحد.

ردود الفعل من الوسط الإعلامي

أثارت القضية موجة واسعة من التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما بين داعمين لبسمة وهبة باعتبارها ضحية اعتداء على خصوصيتها، ومنتقدين لما وصفوه بـ”تصعيد إعلامي قد يُستغل لأغراض دعائية”. وطالب العديد من المتابعين بضرورة احترام الحياة الشخصية للمشاهير وعدم تحويل الخلافات الخاصة إلى قضايا رأي عام.

أزمة مرشحة للتصعيد

في ظل استمرار التحقيقات وعدم صدور قرار نهائي بعد، تبقى هذه الأزمة مفتوحة على احتمالات متعددة، خاصة مع حساسية الأطراف المعنية ومكانتهم في الوسطين الفني والإعلامي. ويترقب الرأي العام المصري نتائج التحقيقات التقنية والقانونية، التي ستحدد ما إذا كانت هذه القضية ستنتهي بالمصالحة، أم أنها بداية لمسار قضائي طويل بين الطرفين.