كشفت تقارير أممية عن ترحيل أكثر من نصف مليون أفغاني من إيران خلال 16 يومًا فقط، في واحدة من أكبر موجات الطرد القسري التي شهدتها المنطقة منذ عقود، وسط ظروف إنسانية صعبة وتداعيات خطيرة على الداخل الأفغاني
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن وتيرة الطرد تصاعدت بشكل غير مسبوق مع انتهاء المهلة النهائية للمغادرة يوم الأحد الماضي، حيث تم ترحيل نحو 88 ألف شخص خلال 48 ساعة فقط، في ذروة بدأت مع نهاية الصراع الأخير بين إيران وإسرائيل.
وأشارت ميهيونغ بارك، رئيسة بعثة المنظمة في أفغانستان، إلى أن المشهد في المناطق الحدودية مأساوي، قائلة: “هناك آلاف الأشخاص تحت الشمس الحارقة، وخاصة في هرات حيث الحرارة لا تُطاق، ومن بين المرحّلين نحو 400 طفل غير مصحوبين بذويهم خلال أسبوع واحد فقط.
ورغم أن الحكومة الإيرانية كانت قد اتخذت قرار الترحيل منذ أشهر، إلا أن توقيت التنفيذ بهذا الزخم أثار تساؤلات حول ارتباطه بالصراع الإقليمي، خاصة بعد تداول اتهامات رسمية للأفغان بالتجسس لصالح إسرائيل، وفق ما نشر في وسائل إعلام إيرانية، دون تقديم أدلة واضحة.
المرحلون الأفغان، وهم في الغالب من العمالة الرخيصة الذين مكثوا لسنوات في إيران بحثًا عن فرص عمل، يُعتقلون غالبًا من الشوارع دون إشعار مسبق، ويُرحّلون دون السماح لهم بجمع متعلقاتهم الشخصية أو حتى إبلاغ عائلاتهم
ورغم تبريرات إيران الأمنية، إلا أن مراقبين يرون أن الرسالة السياسية واضحة: تحويل الغضب الداخلي عقب المواجهة مع إسرائيل نحو فئة ضعيفة، لا تملك وسائل الدفاع عن نفسها، في وقت يتصاعد فيه الخطاب القومي والشكوك الأمنية في الداخل الإيراني.