إسرائيل تستبيح السيادة اللبنانية وتوسع من رقعة استهدافها (خاص)

كتبت بسمة هاني

في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل على الجبهة اللبنانية، ومع تزايد وتيرة الخروقات والانتهاكات للسيادة الوطنية، قدّم الدكتور حسان عليان، الباحث والمحلل السياسي اللبناني، قراءة معمّقة للمشهد الراهن، مسلطًا الضوء على أبعاد التصعيد الإسرائيلي، وأهدافه السياسية والميدانية، لا سيما ما يتعلق بمحاولات الضغط على المقاومة اللبنانية وبيئتها الحاضنة، وفرض وقائع جديدة في الداخل اللبناني بدعم أميركي واضح.

قال الدكتور حسان عليان، الباحث والمحلل السياسي اللبناني في حديث خاص لموقع نافذةالشرق ، إن التصعيد الإسرائيلي الأخير لا يُظهر أي تغيير في نهج الاحتلال في عمليات الاغتيال أو الاستهداف، بل على العكس، يعكس تصعيدًا واضحًا في استباحة كل الجغرافيا اللبنانية، وليس فقط الجنوب.

وأشار إلى أن هذا التوسع في العمليات يأتي ضمن ما يسميه الاحتلال “حرية الحركة”، وهو إطار يُستخدم لتبرير انتهاك السيادة اللبنانية، بعيدًا عن أي التزام باتفاقات أو قوانين دولية.

ضغوط إسرائيلية وأميركية لفرض واقع سياسي جديد في لبنان

ولفت عليان إلى أن التصعيد الحالي جزء من خطة مزدوجة: من جهة استعراض قوة في ظل التوترات الدولية، ومن جهة أخرى ممارسة ضغوط مباشرة على القوى السياسية في لبنان، بهدف دفعها إلى مواقف تتماشى مع ما أسماه “المطالب الأميركية والإسرائيلية”، وعلى رأسها نزع سلاح حزب الله.

وأكد أن موضوع سلاح المقاومة لم ولن يكون مطروحًا على طاولة التفاوض، لا من قريب ولا من بعيد، وأن حزب الله يتمتع بدعم شعبي واسع، يعكسه الحضور اللافت لبيئته في مختلف المحطات الانتخابية والسياسية.

حزب الله يعيد تقييم قدراته… وإسرائيل تمارس حربًا نفسية

وأوضح عليان أن المقاومة، وفي مقدمتها حزب الله، تعكف على إعادة تقييم قدراتها ومواقعها، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه القدرات ما زال مخفيًا عن العدو الإسرائيلي.

وأشار إلى أن المسيرات والاستطلاعات الجوية التي يشنها الاحتلال فوق الضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب هي جزء من حرب نفسية منظمة تهدف إلى زعزعة البيئة الحاضنة للمقاومة، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل.

رسائل موجهة إلى الداخل اللبناني… وتنسيق أميركي إسرائيلي

كما نوه المحلل السياسي إلى أن الاحتلال يحاول إرسال رسائل سياسية مباشرة إلى المسؤولين اللبنانيين، وتحديدًا إلى رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، في إطار الضغط لدفعهم إلى الانخراط في الخطاب التحريضي الذي تتبناه بعض الجهات الإعلامية والسياسية في الداخل اللبناني.
وشدد على أن هناك تنسيقًا واضحًا بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي، لا سيما بعد زيارات شخصيات أميركية مثل مورغان أورتاغوس، التي نقلت خطابًا منحازًا تمامًا للرؤية الإسرائيلية، دون أن يلقى هذا الخطاب أي رد رسمي حازم من الجانب اللبناني.

تصعيد ممنهج وخرق لاتفاق وقف العمليات العدائية

وأكد عليان أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط، مع تسجيل أكثر من 3500 خرق منذ تاريخ 27 نوفمبر، ما يؤكد أن ما يحدث هو عدوان منظم وممنهج.

وأشار إلى أن الاحتلال يحاول عبر هذه الخروقات أن يختبر رد فعل المقاومة، بهدف استدراجها إلى مواجهة شاملة تكشف عن قدراتها، في وقت يعاني فيه الجيش الإسرائيلي من أزمة داخلية ونفسية، وانخفاض حاد في معنويات جنوده.

البيئة المقاومة ثابتة والمقاومة ليست مجرد سلاح

وشدد الدكتور حسان عليان على أن المقاومة في لبنان لم تعد مجرد تنظيم عسكري، بل تحولت إلى منظومة اجتماعية وثقافية وسياسية، متجذرة في وجدان المجتمع الجنوبي واللبناني بشكل عام.

وأشار إلى أن كل المحاولات لتغيير هذه المعادلة، سواء عبر الضغط السياسي أو الميداني أو حتى الحصار الاقتصادي، لم ولن تنجح.
وأكد أن الاستراتيجية الدفاعية هي المجال الوحيد المفتوح للنقاش، وليس سلاح المقاومة، لأن هذا السلاح مرتبط بسيادة لبنان وكرامة شعبه، وهو ما أثبتته المواقف الشعبية والانتخابات الأخيرة التي كانت بمثابة استفتاء على خيار المقاومة.

الدكتور حسان عليان