مهران: أفعال الجاسوسة كاثرين مجرمة دولياً وتمثل خيانة مشينة بعواقب مدمرة
كتبت بسنت السيد
تاريخ الموساد حافل باستخدام النساء في أعمال الجاسوسية والتى كان آخرها الجاسوسة الإسرائيلية ” كاثرين شكدم” التي استطاعت بكل هدوء أن تتوغل في العمق الإيراني وتنسج خيوطها حول رجال النظام الإيراني..
وفقا لتقارير إعلامية ذكرت أنها إلتقت خامنئي وتزوجت من 100 مسؤول إيراني زواج متعة..كما اخترقت النظام الإيراني لعدة سنوات .أوقعت خلالها ما لايقل عن 100 مسؤول إيراني رفيع في شباكها، بدءاً من اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية، خلال زيارة رسمية له في قلب طهران، ما يوحي باختراق كبير في أجهزة الدولة الإيرانية.
فمن هى كاثرين شكدم وكيف بدأت ؟
ودخلت كاثرين بيريز شكدم، إلى إيران بجواز سفر لصحيفة فرنسية ، مسلمة متزوجة من رجل يمني، وتستهدف تعلم العقيدة الشيعية على يد رجال الدين في إيران.
علاقتها بالمرشد وضباط الحرس الثورى
وثقت “كاثرين” علاقتها بالمرشد الإيراني على خامنئي خلال وجودِها في إيران وانتقلت من بيت المرشد الإيراني إلى ضباط في “الحرس الثوري” كما يذكر أنها التقت بالرئيسِ الإيراني السابق أحمد نجاد الذى اغتيل أيضا .
وكشفت في تصريحات إعلامية أنها أوقعت 100 مسؤول إيراني في شباكها بعد أن استدرجتهم لإقامة علاقات معها عبر زواج المتعة، عقب الاتفاق على عقد زواج مؤقتوفقا لما ذكرته وسائل الإعلام.
وقالت في اعترافاتها إن رجال الدين أو من أطلقت عليهم “الملالي” هم من أهم مصادرها الاستخباراتية مشيرة إلى أن معظمهم يشغل مناصب حكومية مهمة في إيران.
كشفت أن استطاعت الحصول على هذه المعلومات تحت غطاء تعلم تعاليم إسلامية شعبة من رجال الدين والتى كانت الحيلة التى تمكنت بها من خداع رجال الدين والحرس الثوري لتبعد أية شبهات عنها من خلال التعمق في معرفة المزيد عن أحكام الدين ، موضحة أنها كانت تواعدهم وتعرض عليهم زواجاً مؤقتاً في نفس الوقت.
وروت الجاسوسة تفاصيل عن علاقتها بأحد أعضاء في البرلمان الإيراني، والذي حكى لها طواعية كافة مداولات الجلسة المغلقة للبرلمان التي كانت سرية، بالإضافة إلىمعلومات سرية ، خلال جلسة حميمة.وفقا لاعترافاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.والتى تناقلتها وسائل إعلام عدة لتكشف هشاشة الأجهزة الأمنية في دولة بقيمة إيران.لتعطى مؤشرا على وجود فجوة كبيرة في الأمن الإيراني ليخترق بهذا الشكل الفاضح .
وحول رؤية القانون الدولي يقول الدكتور محمد مهران استاذ القانون الدولي وزميل الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي في حديثه لموقع نافذة الشرق معلقا على إدانة كاثرين شكدم التى اخترقت الأجهزة الأمنية واستطاعت خداع رجال تلك الأجهزة الأمنية والحصول على معلومات استخباراتية كانت سببا في توجيه ضربات عسكرية في العمق الإيراني أوقعت المنطقة كلها في سلسلة من الحروب لا يعرف مداها وإلى متى ستستمر ؟
الجاسوسية ، جرائم مجرمة بموجب القانون الدولي
أكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، أن أفعال كاثرين بيريز شاكدام المتهمة بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي تشكل جرائم مجرمة بموجب القانون الداخلي والدولي.
وأوضح الدكتور مهران في تصريحات لـ نافذة الشرق أن الجاسوسة الفرنسية ارتكبت جرائم متعددة من خلال انتحال شخصية دينية مزيفة واختراق النظام الإيراني لسنوات، واصفاً أفعالها بأنها خيانة مشينة تخالف جميع المعايير الأخلاقية والقانونية.
وشدد استاذ القانون الدولي، على أن شاكدام انتهكت المادة 29 من اتفاقية لاهاي الرابعة التي تجرم الحصول على المعلومات بطريقة سرية أو بذرائع كاذبة، بالإضافة إلى انتهاك مبادئ السيادة الوطنية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
وأوضح أن استخدامها للهوية الدينية المزيفة واعتناق الإسلام الشيعي كغطاء للتجسس يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الداخلية الإيرانية المتعلقة بالأمن القومي والتجسس، والتي تفرض عقوبات صارمة قد تصل للإعدام.
خيانة مكتملة الأركان
وصف الدكتور مهران أفعال شاكدام بأنها خيانة مشينة لا تقتصر على الجانب القانوني فحسب، بل تمس الجوانب الأخلاقية والإنسانية، مشيراً إلى أنها استغلت الثقة التي وضعها فيها المسؤولون الإيرانيون لسنوات.
وأكد أن كتابتها لـ 18 مقالاً على الموقع الرسمي للمرشد الإيراني ومقابلتها للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي تكشف عمق الاختراق الذي حققته، مما يجعل جريمتها أكثر خطورة وأشد إثماً من الناحية الأخلاقية.
حذر أستاذ القانون الدولي من العواقب المدمرة لأفعال شاكدام على الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المعلومات التي جمعتها خلال سنوات التسلل قد تكون ساهمت في التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران.
معلومات لعبت دورا في استهداف إيران
وأوضح أن نوعية المعلومات التي حصلت عليها من خلال علاقاتها مع كبار المسؤولين الإيرانيين، بما في ذلك معلومات حول البرنامج النووي والقدرات العسكرية، قد تكون لعبت دوراً في الضربات الإسرائيلية الحالية على المنشآت النووية الإيرانية.
أضرار بسمعة الصحافة العالمية
كما أكد مهران أن أفعال شاكدام تقوض الثقة في العلاقات الدولية والعمل الصحفي المشروع، مشيراً إلى أن استغلال الغطاء الإعلامي لأغراض التجسس يضر بسمعة الصحافة العالمية ويعرض الصحفيين الشرعيين للخطر.
هذا وشدد على أن استخدام الهوية الدينية المزيفة كأداة للتجسس يمثل إهانة للمعتقدات الدينية ويثير حساسيات طائفية قد تؤدي إلى صراعات أوسع في المنطقة، داعيا إلى ضرورة محاسبة كل من يثبت تورطه في اعمال الجاسوسية أمام العدالة، مؤكداً أن الإفلات من العقاب في مثل هذه القضايا يشجع على تكرار جرائم مماثلة ويقوض سيادة القانون.
ضرورة وجود عقوبات رادعة
وأكد مهران أن القانون الدولي والداخلي يوفران أسساً قانونية قوية لمحاكمة الجاسوسة وفرض عقوبات رادعة، داعياً المجتمع الدولي إلى التعامل بحزم مع هذا النوع من الجرائم التي تهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي.
وخلص إلى أن قضية شاكدام تمثل مثالاً صارخاً على خطورة عمليات التجسس الحديثة وضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحتها وحماية سيادة الدول من الاختراق والخيانة.