إنذار بحريني واستنفار أميركي.. مؤشرات تصعيد وشيك في المنطقة

كتبت بسمة هاني

دخل الأسطول الأميركي الخامس، المتمركز في البحرين، في حالة تأهب قصوى، في وقت تتصاعد فيه وتيرة التوتر الإقليمي بين إسرائيل وإيران. ويأتي هذا التحرك وسط تحذيرات أمنية متزايدة من انفجار وشيك في المنطقة قد يمتد إلى عدة ساحات مشتعلة بالفعل، على رأسها غزة ولبنان وسوريا.

إسرائيل تستهدف رموز القوة في النظام الإيراني

وفي تعليقه على هذه التطورات، قال الباحث والمحلل السياسي محمد الليثي، المتخصص في الشؤون الدولية والإسرائيلية، في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، إن “الأسماء التي تم تداولها كأهداف إسرائيلية في إيران تشير بوضوح إلى أن الاستهداف كان موجهًا ضد قيادات فاعلة داخل النظام، وعلى وجه الخصوص من لهم صلة مباشرة بتطوير البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى قيادات بارزة في الحرس الثوري”.

وأضاف الليثي أن “الاستراتيجية الإسرائيلية لا تكتفي فقط بإضعاف البنية النووية الإيرانية، بل تسعى أيضًا لضرب رموز الهيبة العسكرية والأمنية للنظام، وهو ما تعتبره طهران تجاوزًا خطيرًا يتطلب رداً عاجلاً”.

طهران تبحث عن بدائل.. وتجهّز للرد

ورغم حساسية الموقف، يؤكد الليثي أن “العقيدة الإيرانية تقوم على مبدأ وجود بدائل دائمة، ولدى النظام قدرة على تعويض الشخصيات المستهدفة بسرعة، لكن هذا لا يمنع رغبتها الواضحة في الانتقام، خاصة في ظل الإهانة العلنية التي تعرضت لها”.

وأشار إلى أن “إيران بدأت بالفعل في تنفيذ خطوات انتقامية، إذ أرسلت عدداً من الطائرات المسيّرة التي تمكنت الدفاعات الإسرائيلية من اعتراض بعضها خلال الساعات الماضية، مما ينذر بموجة تصعيد قد تتصاعد بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة”.

ردود متوقعة وتصعيد مرتقب

وتوقع الليثي أن “تشهد الأسابيع القادمة تبادلًا مكثفًا للضربات بين الجانبين”، موضحاً أن “النظام الإيراني بات في موقف حرج ليس فقط أمام شعبه، بل أمام المجتمع الدولي أيضًا، وهو ما يدفعه إلى محاولة استعادة هيبته من خلال رد مباشر، ولو محدود، ضد أهداف إسرائيلية”.

وأوضح أن إسرائيل تحاول استغلال هذا الوضع “لخلق شرخ داخلي في إيران، عبر إظهار النظام بمظهر الضعيف، وبالتالي تشجيع المواطنين على التظاهر، في وقت يعاني فيه الداخل الإيراني من ضغوط اقتصادية كبيرة”.

تحديات أمنية واقتصادية تلوح في الأفق

أما على مستوى تداعيات هذا التصعيد، فقد حذر الليثي من أن “اندلاع مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل سيكون له أثر مدمر على الاستقرار الإقليمي”، مضيفاً أن “الوضع في غزة، والتوترات في الجنوب اللبناني، والتعقيدات الأمنية في سوريا، كلها تشكل بيئة خصبة لتوسيع رقعة الاشتباك”.

وأكد أن “الحرب الإسرائيلية الإيرانية، إن اندلعت، ستعقد المشهد الإقليمي بشكل غير مسبوق، خصوصاً في ظل التداخل مع ملفات دولية حساسة كالحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما قد يجر قوى إقليمية ودولية إلى ساحة الشرق الأوسط”.

كما أشار إلى أن “الجانب الاقتصادي لن يكون بمنأى عن التأثير، حيث ستتضرر حركة التجارة الدولية، وقد تشهد اقتصادات دول المنطقة موجات اضطراب جديدة بسبب تقلب أسعار الطاقة وتراجع الاستثمارات الأجنبية”.