إيران VS إسرائيل.. من يملك اليد العليا في الحرب المشتعلة؟

سمير فرج: إيران أقوى من إسرائيل طبقا للتصنيف العالمي
رضا فرحات: إيران تملك شبكة معقدة من الميليشيات المسلحة تجعلها قادرة على تطويق إسرائيل

كتب ـ أحمد خالد

تصاعدت الأحداث بين إيران وإسرائيل، خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما قصفت الأخيرة عدة مواقع داخل العاصمة الإيرانية طهران، مخلفة خسائر في مباني، مما دفع إيران للرد بصواريخ مخلفة هى الأخرى خسائر مادية في قلب تل أبيب.

وترجع تلك الأحداث إلى رغبة إسرائيل في منع إيران من امتلاك سلاح نووي قد يهددها مستقبلا، حيث أن الأخيرة تملك قوة عسكرية كبيرة جعلت جيشها يحتل المرتبة الرابعة عشر في ترتيب جيوش العالم.

وخلال التقرير التالي نستعرض رأي خبراء ومفكرين سياسيين في قوة إيران وإسرائيل برًا وبحرُا وجوًا.

وقال اللواء سمير فرج المفكر الاستراتيجي، إن الرئيس الأمريكي ترامب أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لضرب إيران، مشيرًا إلى إن الضربة الإسرائيلية على إيران تمت بناء على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتابع المفكر الإستراتيجي، أن إيران بلعت الطعم الإسرائيلي الذي استخدمته إسرائيل لتنفيذ الضربة على أهداف إيرانية، لاقتُا إلى أن إيران تعرضت لخداع عسكري ولم تستعد للضربة الإسرائيلية.

وأشار المفكر الاستراتيجي إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمر بلحظات فارقة ونشهد حربا بين إسرائيل وإيران

كما اعتبر فرج أن إيران دولة قوية وهي أقوى من إسرائيل طبقا للتصنيف العالمي، مشيرًا إلى أن ما نشهده حرب بين دولتين فقط وطبقا للتقديرات طالما أمريكا تدعم إسرائيل دفاعيا فإنها حرب محلية وليس إقليمية.

واختتم المفكر الاستراتيجي، أن إسرائيل غير قادرة على صد الصواريخ الفرط صوتية القادمة من إيران.

من جهته، قال اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية ونائب رئيس حزب المؤتمر، إن الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل تجاوز مرحلة التصعيد السياسي والدبلوماسي، وبدأ يتحول إلى مواجهات مباشرة وغير مباشرة على الأرض، مشيرا إلى أن مقارنة موازين القوى بين الطرفين في عام 2025 تستوجب تقييما واقعيا في ثلاث مسارح رئيسية: الجو، البر، والبحر، مع الأخذ في الاعتبار الطابع غير التقليدي لهذا الصراع، وتداخل أدوات الحرب النظامية مع أدوات الحرب غير المتماثلة.

في المسرح الجوي أكد فرحات أن إسرائيل تحتفظ بتفوق نوعي في القدرات الجوية بفضل امتلاكها لأحدث ما أنتجته الصناعات الدفاعية الأمريكية، وعلى رأسها مقاتلات F-35 الشبحية، التي تمنحها القدرة على تنفيذ ضربات عميقة في العمق الإيراني بدقة متناهية وبتكلفة منخفضة كما تعتمد على منظومات متطورة للرصد والإنذار المبكر، إضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي متعدد الطبقات (مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” و”آرو”)، ما يجعل المجال الجوي الإسرائيلي مؤمنا بدرجة عالية.

لكن في المقابل، لفت فرحات إلى أن إيران طورت استراتيجية بديلة لتعويض القصور في سلاحها الجوي التقليدي، عبر تعزيز قدراتها في الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية الدقيقة وتستثمر إيران بشكل مكثف في تطوير مسيرات هجومية قادرة على تجاوز أنظمة الدفاع، وهو ما ظهر في ضربات دقيقة على منشآت نفطية في الخليج أو في استهداف قواعد أمريكية في العراق وسوريا لافتا إلي أنه لم تعد الحرب الجوية مرهونة فقط بالمقاتلات، بل بالمفاجآت الإلكترونية والمسيرات الذكية”.

واوضح الدكتور رضا فرحات أنه في المسرح البري تملك إسرائيل جيشا مدربا عالي الكفاءة، مدعوما بتكنولوجيا قتالية متقدمة، وقدرات لوجستية سريعة، وتجربة ميدانية واسعة في التعامل مع حروب العصابات داخل الأراضي الفلسطينية والجنوب اللبناني لكن في المقابل، يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات حقيقية في حال نشوب حرب متعددة الجبهات في آن واحد، خصوصًا مع حدود طويلة وضعف العمق الجغرافي الداخلي.

أما إيران، فهي لا تعتمد على قوات برية نظامية في مواجهتها مع إسرائيل، بل تستثمر في حلفاء محليين كأذرع عسكرية موزعة في الجغرافيا المحيطة بإسرائيل.

وبين فرحات أن “إيران تملك شبكة معقدة من الميليشيات المسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، تجعلها قادرة على تطويق إسرائيل في حال حدوث مواجهة موسعة، أو شن هجمات غير تقليدية ومفاجئة من جبهات متعددة”و هذا النمط من الحروب يعزز من قدرة إيران على فرض معادلات ردع غير مباشرة.

وأشار فرحات إلى أن الساحة البحرية تشهد نوعا مختلفا من الصراع بين الطرفين فإسرائيل تمتلك أسطولا من الغواصات الألمانية من طراز “دولفين”، التي يعتقد أنها قادرة على حمل رؤوس نووية، ما يمنح تل أبيب قدرة ردع بعيدة المدى ويعزز قوتها في تنفيذ ضربات استراتيجية إذا ما تم تهديد وجودها، في المقابل، تعتمد إيران على أدوات بحرية غير تقليدية، مثل الزوارق السريعة، والألغام البحرية، والطائرات المسيرة البحرية، وتهديد حرية الملاحة في مضيق هرمز، وهو أحد أهم الممرات البحرية العالمية كما تنفذ إيران منذ سنوات عمليات أمنية واستخباراتية بحرية ضد مصالح إسرائيل، سواء عبر الهجمات السيبرانية أو عبر استهداف ناقلات النفط المرتبطة بإسرائيل في البحار المفتوحة مشيرا إلى أن “القوة البحرية الإيرانية لا تعتمد على المواجهة المباشرة، بل على الإرباك والمناورة والضغط عبر الاقتصاد العالمي”.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن “اليد العليا” ليست وصفا ثابتا في أي صراع معقد كالصراع الإيراني الإسرائيلي، بل هي معادلة متغيرة تحكمها اعتبارات الردع، والتحمل الداخلي، والدعم الدولي، والأدوات غير التقليدية مضيفا بأن إسرائيل قد تتفوق تكنولوجيا وعسكريا، لكنها تعاني من عزلة سياسية متزايدة، وتحالفات دولية بدأت تتغير بينما إيران، رغم العقوبات والأزمات الاقتصادية، نجحت في خلق توازن ردع غير مباشر، وتحقيق اختراقات إقليمية تدفع إسرائيل إلى الحذر الشديد.

وأشار إلى أن المنطقة تقف على حافة تحول استراتيجي، حيث أن أي تصعيد غير محسوب قد يشعل حربا إقليمية واسعة، تتداخل فيها الحسابات العسكرية مع المعادلات السياسية، وقد يكون تأثيرها كارثيا على أمن الشرق الأوسط واستقراره ولهذا، فإن التحرك الدبلوماسي الدولي لتطويق الأزمة واحتواء التصعيد بات ضرورة ملحة، لأن البديل سيكون انفجارا لا تملك أطراف الصراع وحدها القدرة على السيطرة عليه.