استاذ علم النفس يفسرما وراء استغلال الأطفال الصغار ..الأسباب والدوافع وآليات المواجهة

كتب: بسنت السيد
أحداث هنا وهناك ،العامل المشترك الوحيد فيها هو اغتيال البراءة واستغلال سذاجة الأطفال واستدراجهم إما بالترغيب أو بالترهيب،ويُعد استغلال الأطفال الصغار والاعتداء عليهم أحد أخطر مظاهر انتهاك حقوق الإنسان في المجتمعات المعاصرة. وبالرغم من التقدم التكنولوجي والتوعوي، لا تزال هذه الجريمة قائمة بأشكال متعددة، ويري ا.د عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب السابق بجامعة المنوفية في حديث حصرى لموقع نافذة الشرق أن ذلك يعود لمجموعة متشابكة من الأسباب، من أبرزها:
1- حالة الفقر والتفكك الأسري:
ويؤكد دكتور عبد الفتاح إلى أن الدراسات العلمية تشير إلى أن حالة الفقر تضعف قدرة الأسر على توفير الحماية والرعاية المناسبة، بينما يُنتج التفكك الأسري بيئة غير آمنة تسمح بتسلل المعتدين إلى حياة الطفل دون رادع.
2- ضعف الرقابة القانونية والاجتماعية:
وأضاف أن غياب التشريعات الصارمة أو ضعف تطبيقها يمنح الجناة شعورًا بالإفلات من العقاب، كما أن التستر المجتمعي يساهم في استمرار الظاهرة.خوف من الفضائح.
3-الجهل بحقوق الطفل:
وأشار درويش في حديثه لموقع نافذة الشرق أن كثير من الأسر تجهل الحقوق الأساسية للأطفال، مما يجعلها غير قادرة على حماية أبنائها أو حتى التعرّف على مؤشرات الاستغلال أو الإساءة.
4- الآثار السلبية لشبكة الإنترنت والإعلام غير المنضبط:
وشدد استاذ علم النفس على ما أصبحنا نعانيه من أثار سلبية للتوسع غير المراقَب في استخدام شبكة الإنترنت ،إضافة إلى فتح الأبواب أمام استدراج الأطفال عبر المنصات الرقمية، وسط ضعف توعية الأسرة بمخاطره.
5- الاستغلال التجاري والمنفعة الشخصية:
وأشار أيضا أن بعض الأطفال يستغل في التسول أو العمل القسري أو الإعلانات أو حتى المواد الإباحية، بدافع الربح المادي البحت، وغالبًا برضى أو تغافل الوالدين.
تكاتف مجتمعى لمعالجة ظاهرة استغلال الأطفال
واختتم الدكتور عبد الفتاح درويش حديثه قائلا : “إن معالجة هذه الأسباب تتطلب تكاتف الجهود بين الحكومات والمجتمعات والمنظمات، عبر سنّ قوانين صارمة، وتكثيف التوعية، وتوفير بيئة أسرية وتعليمية حامية. حماية الطفل ليست رفاهية، بل مسؤولية أخلاقية ومجتمعية.