التوترات قائمة بين السودان وتشاد منذ تحليق الطائرات الحربية التشادية في سماء الحدود شهر مارس الماضي

كتبه/ أحمد هشام السويسي

تصاعد التوتر بين السودان وتشاد: طائرات حربية تشادية تحلق في سماء الحدود وذلك في مارس الماضي من عام 2025

أفاد شهود عيان أن الطائرات الحربية التابعة للجيش التشادي حلقت يوم الاثنين في سماء المناطق الحدودية مع السودان.

يحدث هذا التطور في ظل تزايد التوتر بين البلدين بعد تصريحات مساعد قائد الجيش السوداني، الفريق أول ياسر العطا، التي حملت تهديدات مباشرة باستهداف مواقع حيوية في تشاد.

أفاد شهود عيان ومصادر محلية من مدينة الطينة الحدودية في السودان لموقع “دارفور24” بأن طائرات حربية من تشاد كانت تحلق فوق المنطقة بشكل متكرر يوم الاثنين.

أكد مصدر عسكري مطلع، طلب عدم الكشف عن هويته، لموقع “دارفور24” أن طائرة من طراز “أنتونوف” حلقّت لعدة ساعات مساء الاثنين فوق المنطقة الحدودية.

أصدرت وزارة الخارجية في تشاد يوم الاثنين بيانًا أدانت فيه تصريحات مساعد قائد الجيش السوداني، واعتبرتها بمثابة “إعلان حرب” وتهديدًا مباشرًا لسيادة تشاد وسلامة أراضيها.

أكد البيان أن تشاد تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، ولن تتهاون في حماية أراضيها وفقًا للقوانين الدولية. كما أشار إلى أن السودان قد قام لسنوات عديدة باستخدام أساليب متنوعة لزعزعة استقرار تشاد، بما في ذلك دعم التمردات ومساندة الجماعات المتطرفة.

قال مساعد قائد الجيش السوداني يوم الأحد إن مطاري إنجمينا وأم جرس في دولة تشاد يعدان هدفين مشروعين للجيش السوداني، مضيفًا “سنقوم بتقليص مراكز النفوذ في دولة جنوب السودان”.

يتحدث ياسر العطا بعد أن اتهم دولتَي تشاد وجنوب السودان بدعم قوات الدعم السريع التي تخوض حربًا مع الجيش السوداني والتي اقتربت من دخول عامها الثالث.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يوجّه فيها ياسر العطا الاتهامات لدولتي تشاد وجنوب السودان بالتدخل في النزاع السوداني، فقد سبق له أن اتهم الرئيس التشادي محمد كاكا بتلقي أموال من دولة الإمارات على هيئة رشوة. كما أشار إلى أن 65% من مقاتلي قوات الدعم السريع هم من مواطني جنوب السودان.

يحدث هذا التصعيد في وقت يشهد فيه السودان صراعًا داخليًا شديدًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى توتر العلاقات مع الدول المجاورة، لا سيما مع تشاد التي تأوي مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين.

وفي تصريح ‘لنفاذة الشرق” سفير السودان بالهند يدعو المجتمع الدولي للضغط علي الدول الداعمة للمليشيا لوقف الانتهاكات

وقال سعادة السفير دكتور محمد عبد الله علي التوم سفير السودان لدي الهند بادوار السعودية وامريكا في بداية انطلاقة الحرب وسعيهما للسلام عبر اتفاق جدة .

وأجمعت قيادات الجيش السوداني في تصريحات علي جميع وسائل الاعلام العالمية والتواصل الاجتماعي أنهم وصلوا الى قناعة أن المليشيا المتمردة غير راغبة في تحقيق السلام، وبالتالي رسالتنا إلى المجتمع الدولي هي : ضرورة زيادة الضغط على دولة الإمارات العربية المتحدة لوقف دعمها للميليشيا لأن ذلك هو أهم سبب لاستطالة الحرب، الأمر الثاني هو أهمية إنفاذ قرار مجلس الأمن 2736 الذي طلب من الميليشيا رفع حصارها عن مدينة الفاشر وعدم مهاجمة المدنيين، ثالثا ؛ وجوب تصنيف الميليشيا جماعة إرهابية.

وأشاره إلى أن هناك خارطة طريق قدمها السودان ويمكن التباحث فيها مع من يرغب من المجتمع الدولي. من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان

تنفي تشاد علناً دعمها لقوات الدعم السريع، تشير التقارير إلى أن الإمارات العربية المتحدة تستخدم تشاد لتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهناك اتهامات من السودان بأن تشاد تقدم مساعدات مباشرة، مثل الأسلحة والمرتزقة.

بعد أستفزازت تحليق طائرة تشادية علي الحدود السودانية التشادية التي شاهدها العالم الحكومة التشادية تقول تحتفظ بحق الرد في حال شن السودان هجوم علي أراضيها وذلك بعد تهديدات أطلقها معاون رئيس أركان القوات السودانية ياسر العطا.

تشهد الحرب في السودان تحولات جديدة، حيث تكتسب القوات العسكرية السودانية، بعد ما يقرب من عامين من النزاع، أراضي جديدة على حساب قوات الجنرال حميدتي شبه العسكرية. ويُنظر إلى الرئيس محمد ديبي على أنه قد وضع دعماً لهؤلاء وتسبب في إنشاء قاعدة خلفية لهم على الأراضي التشادية.

إن الصراع في السودان معقد للغاية، إذ يتضمن العديد من الجماعات المسلحة المتقاتلة لأغراض مختلفة، وتتشابك فيه الروابط العرقية والاجتماعية مع المجتمعات في الدول الحدودية، فضلاً عن تدخلات جيران السودان والسلطات المحلية. منذ 15 أبريل 2023، اشتد الصراع بين معسكرين: الأول هو قوات الجيش السوداني بقيادة الجنرال البرهان ، التي تحظى بدعم شرعي من مصر وتركيا، ثم روسيا وإيران. أما الجانب الآخر، فهو قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال حميدتي، المدعومة من الإمارات وتشاد والمشير حفتر من ليبيا وأخيرًا من وسط أفريقيا.

خلال الأسابيع الماضية، بدا أن القوات المسلحة السودانية تكتسب زمام المبادرة، حيث لا يمر يوم دون أن تحقق مكاسب إقليمية جديدة. وقد تمكنت هذه القوات من استعادة شمال الخرطوم وتقدمت في الأيام الأخيرة نحو تحرير العاصمة بالكامل، بالإضافة إلى استعادة جزء من شمال كردفان، مما يمكّنها من التقدم نحو جنوب دارفور. إن نهاية الحرب متوقعة في ولايات دارفور الخمس، التي تظل جمهورية بلا حدود باستثناء عاصمتها الفاشر.

وفقًا لمصادر من دارفور، يُحتمل أن يسعى حميدتي إلى تقسيم البلاد في حال تحقيقه للنصر، ولكن هذه الاتصالات تتسم بالجدية. يُعبر البعض عن مخاوفهم بالقول: “هذا لن يحدث، فالجمهورية بلا حدود لن تتمكن من المقاومة في كافة أنحاء دارفور، ولن تستطيع الاحتفاظ بالأرض”. لطالما كانت هناك جيوب من قوات “الدعم السريع” محاصرة بالفعل في شمال وجنوب المنطقة، ورغم امتلاكهم لمقاتلات، إلا أنهم يفتقرون إلى القاعدة والدعم اللوجستي والجوي.

كلما تقدمت القوات السودانية، زادت ضعف سلطات نجامينا. لفهم هذه الديناميكية، يجب الرجوع إلى بداية النزاع. فعندما اندلعت الحرب، تعهد الرئيس التشادي محمد ديبي، الذي تولى السلطة منذ عامين، بعدم الانحياز إلى أي طرف. ومع ذلك، سرعان ما أصبح دعمه لحميدتي أمرًا غير خفي. يُعتبر هذا الدعم غير طبيعي بالنسبة لتشاد، حيث إن قوات “الدعم السريع” مُتهمة بأنها ناتجة عن “الجنجويد”، الميليشيات ذات السمعة السيئة بسبب فظائعها ضد الفور والمسالييت والزغاوة، والتي تتواجد في كلا البلدين، وذلك خلال حرب دارفور الثانية التي بدأت في عام 2003.

هذا التحالف بين الرئيس ديبي وحميدتي أدى إلى انقسامات عميقة داخل المؤسسة العسكرية التشادية، حيث أصبحت بعض العائلات التي لجأت إلى تشاد في عام 2003، اليوم تمثل ضباطًا في الجيش التشادي و/أو في الحرس الجمهوري. بالإضافة إلى ذلك، هجر جنود تشاديون صفوفهم للقتال بجانب القوات السودانية ضد أعدائهم السابقين. هذا الخيار لدعم ميليشيات الجنجويد السابق خلق انقسامات أيضاً في المجتمع التشادي، كما حدث مع المعارض يايــا ديلو، الذي التقى في أوائل عام 2024 بمبعوثي البرهان في بورتسودان، وتعرض للقتل على يد الجيش التشادي بعد عودته إلى نجامينا. واليوم، يُعد شقيقه عثمان ديلو من بين أكثر التشاديين الذين يقاتلون جنبًا إلى جنب مع الجيش السوداني في الفاشر.

إذن، يطرح السؤال: لماذا اختار الرئيس التشادي أن يتعاون مع حميدتي؟

وضع الرئيس التشادي ومخاطر التعاون مع حميدتي

في ظل الظروف الحالية، يبرز تساؤل حول دوافع الرئيس التشادي لوضع يده مع حميدتي، بالرغم من المخاطر المرتبطة بذلك. يمكن تلخيص الحجج الرئيسية لهذا التحالف كما يلي:

  1. *الضغط العائلي والسياسي: يُشير الوضع العائلي للرئيس التشادي إلى أنه ليس من عشيرة الزغاوة القوية. والدته غوران تعكس هذا الانتماء، مما يجعله أكثر عرضة لمواجهة تحديات سياسية على خلفية عدم دعمه من جزء كبير من سكانه وجيشه.
  2. *التحالفات الضعيفة: يُعتقد أن الرئيس لا يمتلك القوة الكافية في القوة السياسية مثل والده، الذي كانت له تحالفات قوية، مما يفسر احتياجه للتعاون مع قادة ميليشيات مثل حميدتي للبحث عن الدعم.
  3. *الدعم المالي من الإمارات: أحد الأسباب الحقيقية لهذا التحالف هو البحث عن التمويل والاستثمارات من الإمارات، والتي يبدو أنها تُضخ بشكل متزايد لدعم الأنشطة العسكرية في تشاد، مما يجعلها قاعدة خلفية للميليشيات السودانية وتعزز من موقفها في المنطقة.
  4. *إمدادات عسكرية: تشهد تشاد على تدفق مستمر للإمدادات والأسلحة من الإمارات، بما في ذلك المعدات العسكرية المتطورة، مما يزيد من القدرة العسكرية للرئيس التشادي لكنه يضعه في موقف محفوف بالمخاطر من خلال اعتماده على قوى خارجية.
  5. *اجتماعات واهتمامات إقليمية: تشير الأحداث الجارية، بما في ذلك الاجتماعات مع شخصيات مثل البرهان، إلى سعي تشاد لكسب دعم إقليمي، رغم أنه لا يبدو أن الحكومة السودانية تخطط للتدخل بشكل مباشر.
  6. *التهديدات المتكررة: تاريخ هجمات المتمردين التشاديين على العاصمة نجامينا يزيد من حدة التوترات، ويجعل الشعب التشادي يعيش في حالة من عدم اليقين والخوف من العودة إلى حالات الصراع العنيف السابقة.

التحديات الحالية

*الجيش المنقسم: يُظهر الجيش التشادي انقسامًا عميقًا وقوة هشة، وهو ما يضعه في مواجهة تحديات جمة أمام المتمردين المدعومين بشكل جيد من الجيش السوداني.

*انسحاب القوات الفرنسية: مع رحيل القوات الفرنسية التي كانت تدعم الحكومة التشادية في صراعها ضد المتمردين، تضعف قدرة الرئيس على مواجهة التهديدات الجديدة.

*الدور التركي: رغم وجود الجنود الأتراك في تشاد، فإن دورهم لا يتعدى كونه موردين للطائرات بدون طيار، مما يعكس عدم وجود دعم عسكري فعال في حالة تصاعد الأزمات.

الخلاصة

في ظل كل هذه التحديات، يجد الرئيس التشادي نفسه مضطرًا للعب لعبة خطرة من خلال التحالفات. بينما يسعى للبحث عن دعم مالي وعسكري لتحصين نظامه، يظل خطر الانزلاق إلى صراعات داخلية وعدم الاستقرار قائمًا. ما هو مطلوب اليوم هو استراتيجيات فعّالة تساعد في بناء جبهة داخلية موحدة وفعالة لمواجهة التحديات المعقدة التي تواجه البلاد.

السودان بعد سيطرة قوات الجيش السوداني بقيادة البرهان علي العاصمة ماذا يحدث اليوم ؟؟؟؟..

الاوضاع في السودان حتي الآن مازلت متوترة رغم اعلان البرهان رئيس المجلس العسكري سيطرة قواته علي كل أركان السودان ..

يعاني السودان اليوم من وضع متردِّدًا بسبب استمرار القتال ونقص الغذاء والماء والوقود، ومحدودية الاتصالات والكهرباء، وارتفاع أسعار السلع الأساسية . تأثرت الرعاية الصحية بشكل خطير، وهناك نقص حاد في الأدوية والإمدادات الحيوية.

آخر تطورات الأحداث في السودان.. تغطية مستمرة..

يؤكد الجيش وقوات الدعم السريع ضرورة السماح بالمرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني.
الالتزام بسيادة السودان، والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه.
مصالح وسلامة الشعب السوداني أولوية رئيسية.
حماية كافة المرافق الخاصة والعامة في السودان، والامتناع عن استخدامها للأغراض العسكرية.
اعتماد إجراءات بسيطة لجميع الترتيبات المتعلقة بعمليات الإغاثة الإنسانية في السودان.
الالتزام بالإعلان لن يؤثر على الوضع القانوني أو الأمني أو السياسي للأطراف الموقعة عليه.

ووصف شهود عيان المعارك التي دارت في المدينة خلال يومي الأربعاء والخميس، بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023.

ومع احتدام القتال في المدينة، تزايدت وتيرة النزوح وسط تقارير أشارت إلى صعوبات كبيرة يواجهها المدنيون في الخروج من المدينة.

وفي حين يواجه ما يقدر بنحو 300 ألف من العالقين المتبقين في المدينة خطر القصف المستمر، يعيش الفارون أوضاعا إنسانية مأساوية، حيث ينتشر الآلاف في العراء على طول الطريق المؤدي إلى منطقة “طويلة” جنوبا.

ومنذ اكثر من 10 أيام تتزايد حدة القتال في عدد من المحاور المؤدية إلى مقر قيادة الفرقة السادسة وهي المنطقة العسكرية الرئيسية الوحيدة التي لا يزال للجيش وجود فيها في إقليم دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على معظم مناطق الإقليم منذ الأشهر الأولى لاندلاع الحرب.

ويواجه الفارون ومعظم من الأطفال والنساء، نقصا حادا في الغذاء ومياه الشرب والمأوى، في حين يواجه العالقون خطر القصف المتبادل على مخيمات النازحين والمناطق السكنية والذي أدى إلى مقتل وإصابة المئات خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وقال أحد الذين تمكنوا من الفرار من الفاشر والوصول بعد رحلة شاقة إلى منطقة “طويلة” لموقع “سكاي نيوز عربية” إن مجموعات تابعة للجيش تحتجز مئات الأسر وتمنعهم قسرا من مغادرة الفاشر رغم تصاعد الحرب وانعدام مقومات الحياة الأساسية.

وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات التابعة لحكومة ولاية شمال دارفور تجبر المدنيين على البقاء في منازلهم، وعدم مغادرة المناطق التي يسيطر عليها الجيش وحلفاؤه.

وأضاف: “أجبرت قوة من الجيش والقوات المتحالفة معها مئات النازحين بينهم مرضى وكبار سن وأطفال على العودة إلى الفاشر بعد محاولتهم الخروج يوم الخميس”.

ودعت منسقية النازحين أطراف النزاع إلى الالتزام بقواعد القانون الإنساني الدولي والامتناع عن استهداف المناطق المأهولة بالسكان.

كما طالبت بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار لأغراض إنسانية.

وكشفت منسقية النازحين عن إصابة 597 طفلا في معسكر كلمة للنازحين بأمراض سوء التغذية، توفي منهم 19 خلال الأيام الماضية.

وصرّح آدم رجال المتحدث باسم المنسقية بأن على الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية القيام بواجبها الإنساني والأخلاقي.

وحذر برنامج الأغذية العالمي اليوم الجمعة من أنه يواجه نقصا في التمويل قد يؤثر على الناس قدرته على تقديم الدعم لمن يواجهون نقصا حادا في الغذاء في السودان خلال أسابيع. مازلت السودان تعاني توترات نأمل في الايام القادمة أستقرار تام لدولة السودان الشقيقة ..