“الجبهة الوطنية” حزب وليد الساعة وحديثها

“الجبهة الوطنية” حزب وليد اللحظة ولكنه حديث الساعة، أثار جدلا كبيرا منذ الإعلان عن تدشينه، شملت قائمة الأعضاء أسماء لها ثقلها على المستوى السياسي والعمل المجتمعي فأثار الدهشة والتعجب، فلماذا يتم تأسيس حزبا جديدا مواليا للدولة وهناك عدد كبير من الاحزاب الذين يقومون بنفس الدور؟، هل سيكون حزب الجبهة الوطنية بديلا لمستقبل وطن؟، أم أن هناك دورا آخر لم يتم الإعلان عنه بعد ولم نعرفه؟، أسئلة شغلت الساحة السياسية قبل أن تشغل الشارع المصري، وصرح عن هذا اللغط عدد كبير من السياسيين بشكل واضح في تصريحاتهم.

وشملت الهيئة التأسيسية الملعن عنها من قبل الحزب عدد من الأسماء جاء ابرزها ضياء رشوان، نقيب الصحفيين السابق، والدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب السابق، والنائب محمد ابو العينين، وكيل مجلس النواب، وطاهر ابو زيد، وزير الرياضة السابق، والنائبة فريدة الشوباشي، ونهى طلعت عبد القوي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتورة سحر نصر، ومدحت العدل، وغيرهم من الشخصيات التي تحظى بخبرة كبيرة في العمل السياسي وإدارة عدد من الملفات كلا في مجاله، خاصة وأن الحزب شملت تشكيلاته تنوع كبير بين رجال الإعلام والسياسة والرياضة والفن، وأيضا رجال الأعمال.

وعبرالحزب في الترويج عن نفسه أنه حزب لجميع المصريين، يتقبل جميع التوجهات ويحتضنها ويسعى لضم أكبر عدد من المهتمين بالمشاركة السياسية الفعالة وتحقيق التكامل الفكري من خلال الاختلاف من أجل المصلحة العامة، خاصة وأن الحزب لديه رؤية شاملة عن ثقافة الإختلاف واحترام الرأي والرأي الآخر ويسعى من خلال كوادره إلى تحقيق امال وطموحات الشعب المصري في حياة كريمة وإيجاد فرص عمل وتحسين جودة الصحة والتعليم وغيرها.

ولم يكتفي الحزب بتوجيه كلماته إلى الشعب المصري بل أعلن الحزب عن استعداده للتعاون مع  كافة التيارات السياسية من أجل مناقشة كافة القضايا الشائكة والمعقدة والتي تحتاج إلى حلول واقعية ومنطقية، وومحاولة إيجاد الواقعية والتنفيذ الجاد لها، ولم يكتفي الحديث عن التيارات والأحزاب الآخرى هنا، بل أعلن مسئولي الحزب عن سعيهم لإنشاء تحالف سياسي جديد من أجل مصلحة الوطن دون النظر إلى تحقيق الاغلبية البرلمانية أو غيره، ولكن الهدف هو البحث عن وجود نقطة تواصل للبحث عن أرضية مشتركة بين الحزب وبين جميع اطياف المجتمع، لتحقيق المصلحة العليا للبلاد والعمل بتوازن يتواكب مع نهج الجمهورية الجديدة.

وفي سياق متصل، أعلن الحزب عن عزمه إعداد كوادر سياسية شابة، من أجل المشاركة بقوة في الاستحقاقات الانتخابية، والمزج بين الكفاءة المهنية والقدرة على الانخراط في المجتمع، ويسعى الحزب الآن لجمع التوكيلات الخاصة بتأسيسه بجميع المحافظات، ويتابع قيادات الحزب هذه التحركات لحظة بلحظة، ووسط هذا الزخم الكبير خرجت بعض الأعضاء المؤسسين للحزب بعدد من التصريحات لتوضيح ماهية الحزب وتوجهاته وأهدافه خلال الفترة المقبلة.

الجزار: نستعد للعمل مع كافة التيارات السياسية

قال الدكتور عصام الجزار، وزير الإسكان السابق و أحد أعضاء الحزب، إنهم على استعداد للعمل مع كافة التيارات السياسية بهدف احداث تغيير من اجل مصلحة الوطن والمواطن، مشيرا إلى أن الهدف من هذا التحالف هو تحمل المسؤولية والتضحية وإيجاد حلول واقعية ومستدامة للقضايا الشائكة، مؤكدا أن الحزب يعلن انطلاقته من الإيمان بأن هذه المصلحة الوطنية لا تحتمل المساومة، وأنهم راعوا أن يكون الحزب ذو أرضية واسعة ونهج متوازن ليشمل جميع الاطياف والتيارات المختلفة، والهدف من وراء ذلك ان يكون صوتا للعقل والحكمة يستطيع من خلاله تكوين أكبر تحالف سياسي وطني في مصر.

وأكد الجزار في تصريحات صحفية، أن الحزب يسعى إلى التعاون مع الأحزاب القائمة ولم الشمل، وذلك من اجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا، مشيرا إلى ان الحزب يخطط إلى تنظيم عدد من المبادرات الإيجابية وندوات تكون منبرا للأفكار البناءة من أجل أن يرتفع صوت كل المصريين في جميع انحاء الجمهورية الجديدة التي نراها تقوم على الوحدة الاجتماعية، واحترام حقوق الانسان، وسيادة القانون، مشيرا إلى أهمية إعطاء الأولوية للحاضر الذي نعيشه، دون المساس بحقوق الاجيال القادمة في المستقبل، وهذا سيأتي من خلال السعي ليكون الحزب بيت للخبرات الحقيقية من المخلصين للوطن لإعداد كوادر سياسية حاصلة على كفاءة فنية ومهنية.

وأوضح “الجزار”، أن الحزب يحاول إيجاد مسارات جديدة، دون تكرارأية تجربة أخرى، ويتعلم من أخطاء الماضي السابقة ويستفيد من التجارب حوله دون محاولة استنساخها، من أجل تحقيق تطلعات وطموحات المواطن المصري وإعلاء شأن الوطن في مواجهة التحديات، وتحقيق مستقبل أفضل وحياة كريمة للمواطن المصرى، قائلا” أن ثورتي 25 يناير وال30 من يونيو ستظل نبراسا يلهم الشعب المصري القيم الوطنية ومعنى الإرادة”، مؤكدا على دور الجيش المصري الحارس الأمين للمصريين والضمان لوحدة الوطن واستقراره، مشيرا إلى استمرار الحزب في العمل على التنمية والبناء مستندا إلى دعم الجيش المصري درع الوطن وسيفه.

وهدان: نراهن على صدق مبادئ الحزب في الانحياز للمواطن

وفي سياق متصل قال النائب سليمان وهدان، عضو اللجنة التأسيسية للجبهة الوطنية، إن الحزب سوف يلعب دورا هاما في المرحلة المقبلة ويسهم في إثراء الحياة السياسية، خاصة وإن الحزب سيكون رقم مؤثر في المعادلة السياسية في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه الدولة المصرية، وهذه التحديات تتطلب توحيد صفوف الجبهة الداخلية، واستكمال معطيات الحياة السياسية بما يتوافق مع الجمهورية الجديدة.

وأضاف وهدان، أن الحزب سيتبنى مشكلات الشباب ودراستها والتفاعل معها، ويعمل الحزب على تعزيز انتشاره بشكل فاعل، ولن يتوقف الاهتمام عند الشباب فقط ولكنه سيشمل العمال والمثقفين والفلاحين، قائلا: الحزب سيكون مرآة المجتمع المصري” من خلال تبني جميع القضايا التي تهمه بشكل مؤثر.

وتابع وهدان، أن الرهان الحقيقي هو صدق مبادئ الحزب في الانحياز للمواطن، وأن لا نبيع الوهم ونكون صادقين ولا نزايد بهموم ومشكلات المواطن المصري ويكون الصدق والشفافية هم عنوان الحديث بين الحزب والشعب ويكون هناك شجاعة في مواجهة المواطن.

ظهور احزاب جديدة على الساحة السياسية يضيف حيوية للمشهد

كما ثمن الدكتور رضا فرحات، استاذ العلوم السياسية، ظهور أحزاب جديدة على الساحة السياسية منذ بداية عام 2025، مؤكدا أن هذا الاتجاه يؤكد اتساع مساحة العمل الديموقراطي، ويضيف حيوية للمشهد السياسي خاصة وأن اتساع العمل السياسي مؤشر على استجابة المجتمع المصري في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والإقليمية، واتساع مساحة التنوع في الافكار والاتجاهات على الساحة السياسية.

وأضاف فرحات، أن هذا التعدد يؤكد أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستحظى بمنافسة كبيرة سواء البرلمانية او المحلية، مشيرا إلى ان تعدد المرشحين يعطي فرصة أمام الناخبين لاختيار مرشحين تعبر عن تطلعاتهم وطموحاتهم المستقبلية، وايضا سوف يساهم التعدد في العمل على تحفيز الاحزاب القائمة للتواجد بشكل أكبر وتحسين برامجها.

وأشار الدكتور رضا، إلى أن تعدد الأحزاب سيخلق حالة من التحدي في العمل على التوافقات والتحالفات، وعلى وجه الخصوص في الفترة المقبلة التي تتطلب تنسيقا واسعا مع كافة القوى السياسية، ولذلك يجب أن تعي الأحزاب ضرورة بناء كوادر قادرة على المشاركة والمنافسة بقوة والتواصل مع الأجيال الجديدة.

الكاتبة/شروق عز الدين