كتبت بسمة هانى
في ظل التنافس الجيوسياسي المتصاعد بين الصين والولايات المتحدة، تتجه الأنظار إلى تحركات بكين في أمريكا الجنوبية، حيث تسعى للسيطرة على عدد من الموانئ الإستراتيجية بهدف تعزيز نفوذها الاقتصادي والعسكري في المنطقة،وفى هذا السياق
قالت الدكتورة نادية حلمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف، والخبيرة المصرية فالشؤون الآسيوية، في حديث خاص لموقع “نافذة الشرق”، إن الصين تخوض معركة استراتيجية واسعة النطاق للسيطرة على موانئ رئيسية في أمريكا الجنوبية، ضمن ما وصفته بـ”حرب الغذاء الكبرى”، وهي إحدى أدوات بكين لتعزيز نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية.
البوابة الخلفية لواشنطن تحت ضغط صيني
لفتت الدكتورة حلمي إلى أن أمريكا الجنوبية تُعد “الفناء الخلفي” التقليدي لواشنطن، لكن الصين نجحت في تعزيز وجودها هناك من خلال السيطرة على موانئ حيوية وتطوير مشاريع لوجستية ضخمة.
وأضافت أن هذه السيطرة تُمكن بكين من فرض معايير جديدة في الشحن وسياسات الجمارك قد تُضر بالمصالح الأمريكية.
مبادرة الحزام والطريق تعبر المحيط
أوضحت الخبيرة المصرية أن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين عام 2013 لم تكتفِ بآسيا وأفريقيا، بل امتدت إلى أمريكا الجنوبية، حيث انضمت أكثر من 21 دولة إلى المبادرة. وذكرت أن بكين تسعى من خلالها إلى تأمين تدفقات تجارية مستقرة والحصول على الموارد الطبيعية بأسعار تفضيلية، لا سيما من دول مثل تشيلي وبيرو.
قناة بنما: الهدف الأبرز
أكدت الدكتورة نادية حلمي أن قناة بنما تمثل ركيزة استراتيجية للصين، حيث تحاول بكين بسط نفوذها عبر استثمارات ضخمة في الموانئ المطلة على القناة.
وقالت إن شركة “سي كيه هاتشيسون” الصينية تدير محطتين على ضفتي المحيط الأطلسي والهادئ، في حين استحوذت شركة “كوسكو” على 60% من ميناء تشانكاي في بيرو بأكثر من 4 مليارات دولار.
الرد الأمريكي: مبادرات وتهديدات
وأشارت حلمي إلى أن الولايات المتحدة لم تقف مكتوفة الأيدي، فقد أطلقت إدارة الرئيس جو بايدن مبادرة (إعادة بناء عالم أفضل) بالتعاون مع دول مجموعة السبع لتوفير بديل تمويلي وتنموي لمبادرة الصين.
كما أشارت إلى زيارة وزير الدفاع الأمريكي الأخيرة إلى بنما، وتصريحاته بأن واشنطن “لن تسمح بتهديد سلامة قناة بنما”.
البنية التحتية: ضعف أمريكي أمام التفوق الصيني
نوهت الدكتورة حلمي إلى أن الصين تمتلك أكثر من 5500 سفينة تجارية، في حين لا تمتلك الولايات المتحدة سوى 80 فقط. وأضافت أن القطاع الصيني لبناء السفن يفوق نظيره الأمريكي بأكثر من 230 مرة، مما يجعل الهيمنة الصينية على الخدمات اللوجستية البحرية واقعاً مقلقاً للبيت الأبيض.
الحرب التجارية… وساحة الموانئ
قالت الخبيرة السياسية إن التوترات الأمريكية الصينية لم تعد مقتصرة على الرسوم الجمركية، بل انتقلت إلى صراع على الموانئ الحيوية حول العالم.
وأضافت أن وزارة الدفاع الأمريكية أدرجت شركة “كوسكو” الصينية على قائمة التهديدات للأمن القومي، في حين تحقق واشنطن حالياً في انتهاكات صينية محتملة بموجب المادة 301 من قانون التجارة الأمريكي.
المعادن النادرة: دافع خفي للسيطرة الصينية
أشارت الدكتورة حلمي إلى أن بكين تركز استثماراتها في الموانئ القريبة من الموارد الطبيعية، خاصة النحاس وكربونات الليثيوم.
وأوضحت أن الصين تستورد هذه المواد من دول أمريكا الجنوبية مثل تشيلي والأرجنتين لتغذية صناعاتها التكنولوجية.
التعاون العسكري والشرطي مع دول أمريكا الجنوبية
ولفتت الخبيرة إلى تصاعد الحضور الأمني الصيني في المنطقة، من خلال إرسال قوات حفظ سلام إلى هايتي، وتنفيذ تدريبات بحرية، وتوريد معدات للشرطة في دول مثل بوليفيا وغيانا.
ووصفت ذلك بأنه جزء من استراتيجية صينية متكاملة لتعزيز النفوذ من الجوانب الاقتصادية والعسكرية والشرطية.
ترامب والصين: موانئ بنما في قلب المواجهة
أوضحت الدكتورة حلمي أن الرئيس السابق دونالد ترامب كان من أكثر المنتقدين لهيمنة الصين على الموانئ الأمريكية واللاتينية، واستغل ملف قناة بنما في حملاته الانتخابية، مهاجماً نفوذ بكين هناك، وخاصة وجود شركة “هاتشيسون”. وأضافت أن هناك الآن معركة استثمارية بين ائتلاف أمريكي بقيادة “بلاك روك” وشركات صينية للسيطرة على الموانئ المحيطة بالقناة.
رسوم على السفن الصينية… ولكن بثمن
وإختتمت الدكتورة نادية حلمي حديثها بالتنبيه إلى مقترحات إدارة ترامب الحالية بفرض رسوم تصل إلى 1.5 مليون دولار على كل سفينة صينية ترسو في الموانئ الأمريكية.
لكنها حذرت من أن مثل هذه السياسات قد تنقلب سلباً عل الاقتصاد الأمريكي نفسه، عبر تعطيل سلاسل التوريد وزيادة تكلفة التجارة العالمية.كتبت بسمة
قالت الدكتورة نادية حلمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف، والخبيرة المصرية فالشؤون الآسيوية، في حديث خاص لموقع “نافذة الشرق”، إن الصين تخوض معركة استراتيجية واسعة النطاق للسيطرة على موانئ رئيسية في أمريكا الجنوبية، ضمن ما وصفته بـ”حرب الغذاء الكبرى”، وهي إحدى أدوات بكين لتعزيز نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية.
البوابة الخلفية لواشنطن تحت ضغط صيني
لفتت الدكتورة حلمي إلى أن أمريكا الجنوبية تُعد “الفناء الخلفي” التقليدي لواشنطن، لكن الصين نجحت في تعزيز وجودها هناك من خلال السيطرة على موانئ حيوية وتطوير مشاريع لوجستية ضخمة.
وأضافت أن هذه السيطرة تُمكن بكين من فرض معايير جديدة في الشحن وسياسات الجمارك قد تُضر بالمصالح الأمريكية.
مبادرة الحزام والطريق تعبر المحيط
أوضحت الخبيرة المصرية أن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين عام 2013 لم تكتفِ بآسيا وأفريقيا، بل امتدت إلى أمريكا الجنوبية، حيث انضمت أكثر من 21 دولة إلى المبادرة. وذكرت أن بكين تسعى من خلالها إلى تأمين تدفقات تجارية مستقرة والحصول على الموارد الطبيعية بأسعار تفضيلية، لا سيما من دول مثل تشيلي وبيرو.
قناة بنما: الهدف الأبرز
أكدت الدكتورة نادية حلمي أن قناة بنما تمثل ركيزة استراتيجية للصين، حيث تحاول بكين بسط نفوذها عبر استثمارات ضخمة في الموانئ المطلة على القناة.
وقالت إن شركة “سي كيه هاتشيسون” الصينية تدير محطتين على ضفتي المحيط الأطلسي والهادئ، في حين استحوذت شركة “كوسكو” على 60% من ميناء تشانكاي في بيرو بأكثر من 4 مليارات دولار.
الرد الأمريكي: مبادرات وتهديدات
وأشارت حلمي إلى أن الولايات المتحدة لم تقف مكتوفة الأيدي، فقد أطلقت إدارة الرئيس جو بايدن مبادرة (إعادة بناء عالم أفضل) بالتعاون مع دول مجموعة السبع لتوفير بديل تمويلي وتنموي لمبادرة الصين.
كما أشارت إلى زيارة وزير الدفاع الأمريكي الأخيرة إلى بنما، وتصريحاته بأن واشنطن “لن تسمح بتهديد سلامة قناة بنما”.
البنية التحتية: ضعف أمريكي أمام التفوق الصيني
نوهت الدكتورة حلمي إلى أن الصين تمتلك أكثر من 5500 سفينة تجارية، في حين لا تمتلك الولايات المتحدة سوى 80 فقط. وأضافت أن القطاع الصيني لبناء السفن يفوق نظيره الأمريكي بأكثر من 230 مرة، مما يجعل الهيمنة الصينية على الخدمات اللوجستية البحرية واقعاً مقلقاً للبيت الأبيض.
الحرب التجارية… وساحة الموانئ
قالت الخبيرة السياسية إن التوترات الأمريكية الصينية لم تعد مقتصرة على الرسوم الجمركية، بل انتقلت إلى صراع على الموانئ الحيوية حول العالم.
وأضافت أن وزارة الدفاع الأمريكية أدرجت شركة “كوسكو” الصينية على قائمة التهديدات للأمن القومي، في حين تحقق واشنطن حالياً في انتهاكات صينية محتملة بموجب المادة 301 من قانون التجارة الأمريكي.
المعادن النادرة: دافع خفي للسيطرة الصينية
أشارت الدكتورة حلمي إلى أن بكين تركز استثماراتها في الموانئ القريبة من الموارد الطبيعية، خاصة النحاس وكربونات الليثيوم.
وأوضحت أن الصين تستورد هذه المواد من دول أمريكا الجنوبية مثل تشيلي والأرجنتين لتغذية صناعاتها التكنولوجية.
التعاون العسكري والشرطي مع دول أمريكا الجنوبية
ولفتت الخبيرة إلى تصاعد الحضور الأمني الصيني في المنطقة، من خلال إرسال قوات حفظ سلام إلى هايتي، وتنفيذ تدريبات بحرية، وتوريد معدات للشرطة في دول مثل بوليفيا وغيانا.
ووصفت ذلك بأنه جزء من استراتيجية صينية متكاملة لتعزيز النفوذ من الجوانب الاقتصادية والعسكرية والشرطية.
ترامب والصين: موانئ بنما في قلب المواجهة
أوضحت الدكتورة حلمي أن الرئيس السابق دونالد ترامب كان من أكثر المنتقدين لهيمنة الصين على الموانئ الأمريكية واللاتينية، واستغل ملف قناة بنما في حملاته الانتخابية، مهاجماً نفوذ بكين هناك، وخاصة وجود شركة “هاتشيسون”. وأضافت أن هناك الآن معركة استثمارية بين ائتلاف أمريكي بقيادة “بلاك روك” وشركات صينية للسيطرة على الموانئ المحيطة بالقناة.
رسوم على السفن الصينية… ولكن بثمن
وإختتمت الدكتورة نادية حلمي حديثها بالتنبيه إلى مقترحات إدارة ترامب الحالية بفرض رسوم تصل إلى 1.5 مليون دولار على كل سفينة صينية ترسو في الموانئ الأمريكية.
لكنها حذرت من أن مثل هذه السياسات قد تنقلب سلباً على الاقتصاد الأمريكي نفسه، عبر تعطيل سلاسل التوريد وزيادة تكلفة التجارة العالمية.