الدكتور أيمن سلامة لنافذة الشرق: هجوم الدوحةإنتهاكا صارخا للقانون الدولي ،وإعتداء على سيادة دولة عربية

كتبت بسنت السيد خاص
في تصعيد جديد وپمباركة أمريكية ،أعلن الجيش الإسرائيلي، عن مسؤوليته الكاملة ، عن تنفيذ هجوم بالطائرات مستهدفاً “قيادات من حركة حماس” أثناء اجتماع لها في العاصمة القطرية الدوحةاليوم بحسب ما أعلنته وكالة بلومبرج نقلا عن القناة12الاسرائلية .
وأعلنت إسرائيل في بيان رسمي لها عن مسؤوليتها الكاملة عن تنفيذ جيش الدفاع الإسرائيلي بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، باستخدام سلاح الجو، مؤخراً هجوماً مستهدفاً القيادة العليا لمنظمة حماس”.
وأفاد، مسؤول بقيادة الجيش الإسرائيلي أن “الرئيس الأميركي دونالد ترمب “هو من أعطى الضوء الأخضر” للهجوم، حيث سمع دوي انفجارات متتالية أعقبها تصاعد أعمدة دخان كثيفة في سماء حي كتارا. وبحسب ما ذكرته منصة “أكسيوس”، أسفر عن هزات وسماع دور الانفجارات في محيط المنطقة الساحلية، مما أثار الذعر بين السكان.
الهجوم إنتهاك صارخ للقانون الدولي
وفي تعليقه على الهجوم على قيادات حماس قال الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي في حديثه لموقع “نافذة الشرق”
وأكد أستاذ القانون الدولي، أن تنفيذ مثل هذا النوع من عمليات إغتيال على أراضي دولة ذات سيادة مثل قطر، يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وتابع ،سلامة ، فسيادة الدول مبدأ أساسي غير قابل للتنازل، وهو ما يؤكده القانون الدولي الذي يحظر إستخدام القوة أو التهديد بها ضد وحدة أراضي أي دولة، وإن أي عملية عسكرية أو أمنية تتم دون موافقة الدولة المضيفة هي عمل عدائي وغير قانوني، يعرض مرتكبيه للمساءلة الدولية.
وأوضح الدكتور أيمن سلامة ،أستاذ القانون الدولي ،في حديثه للموقع، أن هذا العمل، إن صحّت التقارير، هو بمثابة “حماقة إسرائيلية شاذة” تُظهر أن إسرائيل تتصرف كـ”دولة جامحة جانحة خارج أي قانون أو ناموس”.
هذه العمليات تقوض سبل الحل السلمي
وأكد سلامة ، في تصريحاته أن هذه العمليات لا تُعتبر مجرد خرق لاتفاقيات السلام أو قواعد الاشتباك، بل هي تجاوز صارخ لجميع الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول. بل إنها تعكس نهجًا أحادي الجانب يتجاهل تمامًا مبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعد النزاع المسلح، ويقوض أي جهود للحل السلمي.مضيفاً، أن هذه الاغتيالات تداعيات كارثية على الاستقرار الإقليمي. فهي لا تهدد فقط جهود الوساطة القطرية، بل تُعرّض للخطر أيضًا المفاوضات الهشة الهادفة لوقف إطلاق النار.
العملية تعد ضربة مباشرة الدبلوماسية
وأشار ،إلى أن عملية استهداف الوفد المفاوض لحماس في الدوحة أثناء اجتماعه لمناقشة المقترح الأمريكي يُعد ضربة مباشرة للعملية الدبلوماسية ، ويؤكد على رفض إسرائيل للحلول السلمية، مما قد يؤدي إلى تصعيد لا يمكن التنبؤ بعواقبهاالمستقبلية .
رد فورى من المجتمع الدولي
وحذر أستاذ القانون الدولي في ختام حديثه ل”نافذة الشرق، من تداعيات هذا العمل الجامح مطالبابضرورة وجود تحرك دولى حيث يقول ” إن هذا العمل المزعوم يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية حاسمة، ولابد من إدانة هذا الانتهاك الصارخ والتحرك الفوري لضمان عدم تكراره، وإن تجاهل هذه الأفعال الخطيرة سيُرسل رسالة مفادها أن استخدام القوة خارج نطاق القانون الدولي مقبول، مما يُشجع على المزيد من الفوضى والعدوان في المنطقة.
بيان حزب الكرامة
وفي أول رد من مؤسسات المجتمع المدني في مصر أدان “حزب الكرامة” المصرى استهداف قادة “حركة حماس” فى قطر في بيان له أعلن فيه إدانة “حزب الكرامة” الجريمة التي أقدم عليها الاحتلال الصهيوني باستهداف قيادات حركة المقاومة حماس في قطر.
فشل الرهان على دور الوساطة
مؤكداً أن هذه الجريمة التي جرت بموافقة ودعم أمريكي، تؤكد فشل الرهان على لعب دور الوساطة بين المقاومة وكيان محتل غاصب للأرض، مشيراً إلى أن أي مسار غير داعم للمقاومة سيكون مآلاه مزيدا من العربدة الصهيوأمريكية في المنطقة.
دعم المقاومة هو السبيل
كما وجه البيان رسالة إلى الأنظمة العربية قائلا:”آن الأوان أن تعي الأنظمة العربية أن دعم المقاومة بشكل مباشر هو السبيل الوحيد للنجاة من التحالف الصهيو أمريكي الذي قرر توسيع دائرة جرائمه لتشمل كل البلدان العربية، فأمس استهدف أحد سفن أسطول الصمود لكسر الحصار في تونس، واليوم استهدف قيادات المقاومة في قطر
وكما وصف البيان أي حديث عن إمكانية التعايش مع الإحتلال أو الإلتزام باتفاقيات سلام مع مجرم لا يعرف سوى لغة السلاح، لا يعني سوى السماح لهذا الكيان المحتل بإرتكاب مزيد من الجرائم ومنحه مزيد من الفرص للاستفراد بدول المنطقة، وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى الذي تحدث عنها نتنياهو بكل وقاحة.
إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل
ودعا البيان الصادر عن حزب الكرامة ، السلطات في مصر لإلغاء إتفاقية السلام الموقعة مع الاحتلال، وكافة الاتفاقيات التي وقعت مع العدو خلال العقود الماضية، وقطع العلاقات الدبلوماسية، والإفراج عن كل سجناء التضامن مع فلسطين ، والسماح للشعب بالتعبير عن موقفه الداعم لفلسطين.
إخلاء غزة
يتزامن هذا التطور في توقيت يشهد المزيد من التصعيد المتسارع في الصراع بين إسرائيل وحماس، بعدما أعلنت تل أبيب عن إخلاء شامل لسكان غزة تمهيداً لشن هجوم برى واسع النطاق وإعلان غزة منطقة قتال خطرة.
بيان قطرى يدين الهجوم
في نفس السياق، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بياناً شديد اللهجة، أكدت فيه أن “دولة قطر تدين بأشد العبارات الهجوم الإسرائيلي الذى وصفته بالجبان الذي استهدف أماكن سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة”.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، بأن الهجوم ” يعد إعتداء إجرامي يشكل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديداً خطيراً لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر”. وأضاف أن الجهات الأمنية والدفاع المدني “باشرت التعامل مع الحادث فوراً واتخذت الإجراءات اللازمة لاحتواء تبعاته”.مؤكداً أن قطر “لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور”، مضيفا أن “التحقيقات جارية للكشف عن تفاصيل العملية .
من هم ضحايا الاغتيال؟
وفقا لمصادر مطلعة نشرت وكالة”ابلومبيرج ” أن الاجتماع الذي استهدفه الهجوم ضم أسماء لقيادات هامة من حركة حماس، من بينهم خليل الحية، وظاهر جبارين، وخالد مشعل، وأبو عبيدة عوض الله، دون ورود أنباء مؤكدة حول وقوع إصابات حتى الآن.
ويعد هذا الهجوم رسالة تحمل أبعاداً جيوسياسية حساسة، حيث يشكل استهدافا مباشرا لأراضي دولة خليجية ذات سيادة وتحتوى شخصيات من حركة حماس، مما يضع العلاقات القطرية الإسرائيلية على محك التوتر وربما التصعيد ليس في الدوحة فقط وانما في المنطقة العربية جمعاء .