الدكتور عطية لاشين يوضح معنى الوصية وشروطها وهل تجب في الاعضاء البشرية؟

كتبت بسنت السيد
قد يختار البعض أن يترك وصية لأهله بعد وفاته ولكن هل تعلم مامعنى الوصية ولمن تجب ،وما الضوابط الشرعية التى تحكم الوصية وفيم يوصى المسلم وهل يجوز التبرع بجزء أو بعض من أعضائه لينتفع به ،بعد الوفاة ؟
في حديثه حول الوصية ولمن تجوز وفيما تكون، يجيب فضيلة الشيخ الدكتور عطية لاشين عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف وأستاذ الفقه جامعة الأزهر في حديث حصرى وخاص لموقع نافذة الشرق.
يقول فضيلة الشيخ أن الوصية الشرعية هي ما يُوصي به المسلم قبل وفاته من مالٍ أو حقوقٍ أو توجيهات، تُنفَّذ بعد موته، وتُعدّ من الأعمال التي تُثاب عليها، وهي مذكورة في قول الله تعالى:”كتب عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ”البقرة:180
وأضاف ،وفي قوله تعالى في سورة النساء ذكر أربع مرات “من بعدوصية يوصي بها أودين وقول سبحانه :”من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار “.
وتابع فضيلة الدكتور عطية ذكر الوصية ،في السنة النبوية حيث قال صلى الله عليه وسلم :”ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت عنده ليلتين أو ثلاثا إلا ووصيه مكتوبة عنده “.
وأشار ،إلى حديث سعد بن أبي وقاص حينما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم وقد كان ينوي الوصية بكل ماله قال له المعصوم صلى الله عليه وسلم :”الثلث والثلث كثير إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير لك من ان تدعهم عالة يتكففون الناس “.
وتطرق فضيلة الشيخ عطية موضحاً أنتعريف الوصية في اللغة العربية يعنى الإيصاء، وهي الأمر بشيء يُراد فعله بعد الموت.مشيراً إلى أن المعنى الاصطلاحى للوصية تعنى تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بطريق التبرع.
ولفت إلى أن هناك ما يسمى بالإيصاء وهو أن يعهد الشخص أمر أولاده من بعده إلى شخص آخر ،وهي في غير المال
ماهو حكم الوصيةفي الشرع؟
وبعد أن استعرضنا معنى الوصية نعرج على حكم الوصية في الشرع
ويؤكد الدكتور عطية لاشين أن هناك أحكاما متعددة تتخذها الوصية ،مابين السنية والوجوب والتحريم والكراهية على النحو الآتي :
أولا : الوصية سنة مؤكدة : لمن لديه مال زائد عن ورثته ولم يُقصِّر في أداء الحقوق.
ثانيا الوصية الواجبة : إذا كان عليه ديون أو أمانات أو حقوق للناس ولم تُكتب.
ثالثاًمكروهة أو محرمة: إذا قصد بها الإضرار بالورثة.
ماهى شروط الوصية الشرعية
ويوضح الدكتور عطية لاشين في حديثه للموقع عن الشروط الواجب توافرها في الموصي
1- شروط في الموصي “صاحب الوصية”يؤكد الدكتور عطية أن الموصي لابد أن يكون عاقلًا.و بالغًا “أو مميزًا بإذن الولي”.كما يجب أن يكون مختارًا غير مكره وأن يكون مالكًا لما يوصي به.

  1. شروط في الموصى له أى “الشخص الذي ستذهب إليه الوصية” ويحدد الدكتور عطية الشروط التى يجب توافرها في الموصي له بالوصية والتى حددها الشرع في يلى :
    1-أن يكون غير وارث؛ فلا وصية لوارث إلا بإجازة الورثة. قال النبي صلى الله عليه وسلم :”إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث” “رواه أبو داود والترمذي”
    قانون الأحوال الشخصية يجيز الوصية
    وأشار أستاذ الفقه بقوله”وإن كان قانون الأحوال الشخصية قد أجاز الوصية للوارث بناء عن بعض أراء واردة في الفقه الإسلامي مشيراً إلى ،أن يكون موجودًا وقت الوصية أو يمكن تحديده (كأن يقول: أوصي لابن فلان إن وُجد).موضحا أنه يجوز الوصية للشخص الذي سيولد بأن كان حملا بشرط أن يكون الحمل موجودا بالفعل وقت صيغة إنشاء الوصية.مؤكدا على أنه لاتكون الوصية لمعصية أو ما يخالف الشرع.
    ماهى شروط الوصية الصحيحة في المال الموصى به؟
    وأوضح فضيلته فيما يخص الوصية بالمال ،أن يكون المال مملوكًا للموصي.كما يجب أن يكون معلومًا ومحدّدًا.لافتاً،ألا يزيد عن الثلث من التركة، إلا بإجازة الورثة.
    أما فيما يتعلق بالوصيةفقد أوضح الدكتور عطية لاشين أنه يستحب كتابة الوصية،و أن يكون عليها شهادة من شهود ،موضحا ضرورة أن تنفذ بعد قضاء الديون وتجهيز الميت ،مشيراً أنه يمكن الرجوع عن الوصية في أي وقت قبل الموت.
    أمثلة على الوصايا المشروعة
    وجه فضيلة الشيخ الدكتور عطية لاشين في حديثه لموقع نافذة الشرق أمثلة على الوصية على النحو التالي:
    يقول : “من الأمثلة على الوصية، مثل توزيع مال على الفقراء والمساكين.وكذلك الوصية بإخراج صدقة جارية.علاوة على الوصية بترميم مسجد أو حفر بئر أو طباعة مصاحف علاوة على الوصية بسداد دين أو أداء أمانة.
    والخلاصة ،الوصية عمل مشروع يدل على حرص المسلم على الخير بعد وفاته، ويُشترط فيها:العقل ، الحرية ، عدم الضرر ، أن لا تزيد عن الثلث ، ألا تكون لوارث إلا بإذن ، أن تكون في وجه شرعي
    الوصية بالتبرع بالأعضاء البشرية بعد الوفاة
    وتطرق فضيلة الدكتور عطية لاشين إلى قضية الوصية بالتبرع بالأعضاء البشرية للإنسان بعد وفاته ،حيث يقول في حديثه لموقع نافذة الشرق بهذا الشأن: “تعد قضية التبرع بالأعضاء البشرية للإنسان بعد وفاته ، من المسائل المعاصرة التي بحثها العلماء والهيئات الفقهية، وهي تتعلق بجواز أن يوصي الإنسان قبل موته بالتبرع بأحد أعضائه “مثل القلب أو الكلى أو القرنية…” لإنقاذ حياة إنسان أو تحسينها.
    وحول الحكم الشرعي وشروطه
    حكم الوصية بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة حيث يقول عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف”أجمع كثير من المجامع الفقهية والهيئات الشرعية “مثل مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وهيئة كبار العلماء في السعودية، ودار الإفتاء المصرية”على:
    جواز الوصية بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة إذا كانت من أجل إنقاذ حياة إنسان آخر أو تحسينها، بشرط توفر الضوابط الشرعية.
    وتابع ،واستندوا إلى:قاعدة الضرورات تبيح المحظورات.إضافة قاعدة دفع الضرر مقدم على جلب المصلحة.
    مستندين إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:«من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» رواه مسلم.
    8 شروط لجواز الوصية بالتبرع بالأعضاء
  2. أن يكون المتبرع “الموصي “عاقلًا راشدًا مختارًا.
  3. أن تكون الوصية مكتوبة أو موثقة رسميًا أو مشهودة ممن يُوثق بكلامه.
  4. ألا يكون العضو موصلًا للحياة مباشرة “مثل القلب، إلا إذا ثبت الموت الكامل”.
  5. أن تكون العملية لإنقاذ حياة مؤكدة، لا لتجارب أو تجارة.
  6. أن لا تُباع الأعضاء بأي حال، بل يجب أن تكون تبرعًا خالصًا.
  7. أن يتم التأكد من موت الشخص موتًا حقيقيًا “دماغيًا وجسديًا” قبل نقل الأعضاء.
  8. أن لا تؤدي عملية النقل إلى امتهان جثة الإنسان أو التمثيل بها.
  9. أن لا يتضرر الموصى له ضررًا كبيرًا غير مبرر.