العالمية صعبة قوية على الكتيبة الترجاوية

محمد صفوت

رحلت بعثة نادي الترجي التونسي صوب بلاد العم سام يوم الاربعاء الحادي عشر من يونيو الحالي وبالتحديد نحو مكان تدريبات الترجي التي تحتضنها جامعة أوكلاند في ولاية ميتشيجان من أجل المشاركة المشرفة في كأس العالم للأندية بشعار “الحماس هو الأساس”.
يحاول اللاعبين قدر الأمكان رفع معنويات وحماس جماهيرهم لذا صرح محمد أمين بن حميدة لاعب الترجي لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم متحديا : “سنواجه المنافسين في كأس العالم للأندية بكل قوة وندية بغض النظر عن النتيجة التي سيتم تحديدها فوق الميدان”

غياب الصفقات يفجر بركان الإنتقادات :
الحماس وحده لا يكفي إذ أنتقدت الأغلبية في الشارع الرياضي التونسي مجلس إدارة النادي بقيادة رجل الأعمال التونسي حمدي المؤدب بداعي غياب الانتدابات قبل المونديال ، وكانت كل المؤشرات تتجه لجلب قلب دفاع جديد خاصة أن نجم خط دفاعه ياسين مرياح قد عاد من إصابة الرباط الصليبي منذ فترة قصيرة جدا ولكن مساعي النادي العاصمي أخفقت في جلب المدافع ديلان برون لاعب سالرنيتانا الإيطالي أو منتصر الطالبي نجم نادي لوريان ، وبسيناريو مشابه تقريبا لم تنجح الإدارة في إنتداب معز الحاج علي لاعب الاتحاد المنستيري برغم الإصابات المتكررة للتوغولي روجيه أوهولو لاعب الوسط المدافع ، وحتى على صعيد الظهير الأيسر لم تنجح جهود النادي في جلب أمين الشارني الذي ينتهي عقده مع نادي لافال في 30 يونيو إذ لا يتواجد كظهير أيسر أساسي ومقنع فنيا سوى أمين بن حميدة بينما فشل أيمن بن محمد في تقديم مردود فني يصل لمستوى طموحات أنصار شيخ الأندية التونسية.
ليس هذا فحسب بل أكد اغلب المحللين على أهمية استقدام مهاجم صريح لتقوية نجاعة خط الهجوم بسبب ضعف مردود البرازيلي رودريغو رودريغيز بعد مشاركته فقط في 11 مباراة بالدوري التونسي تحت تأثير الإصابات ولم يسجل فقط سوى أربعة أهداف.
وارتفع منسوب الآمال سابقا باستعادة خدمات نجمي الفريق السابقين يوسف المساكني ومحمد علي بن رمضان فضلا عن الجزائري ياسين بن زية، لكن الأول اعتذر بسبب ضعف المعروض عليه ماليا برغم إنتهاء عقده مع العربي القطري في حين اختار الثاني مغادرة الدوري المجري والانضمام لنادي القرن الافريقي الأهلي المصري، بينما أحاطت الضبابية صفقة ضم اللاعب الجزائري.
ولا يوجد ما يطمئن إلى اتفاق مبدئي بين محمد أمين توغاي والترجي للمواصلة بعد كأس العالم ، هناك عرضين له من الخليج وعقده سينتهي بنهاية المونديال .
لذا نظمت إدارة “المكشّخة” حفلا مصغرا مساء الإثنين في ضاحية قمرت في تونس قامت من خلاله بالاحتفال مع اللاعبين بعد تحقيق الثنائية المحلية لكن الحفل اقتصر على استدعاء المقربين من الإدارة ولم يشهد وجود أهم الرموز الجماهيرية من باب دعم ومؤازرة الفريق معنويا قبل الدخول لمباريات من العيار الثقيل ، ووفقا لمصادر صحفية تونسية فقد رأت الإدارة أن هذا هو الوضع الأفضل لتجنب الأحتكاك بالمنتقدين للفريق وعدم خلق أجواء توتر غير مستحبة قبل السفر.

معاناة الترجي من تغيير المدربين :
الأغرب هو انتداب أربعة مدربين للترجي خلال الموسم ذاته فقد بدأ الترجي الموسم تحت قيادة المدرب البرتغالي ميجيل كاردوزو الذي قاد الفريق منذ يناير 2024 وقاد الفريق للتأهل للفوز بالدوري التونسي والوصول لنهائي دوري أبطال أفريقيا في موسم 2024/2023، لكنه في موسمه الثاني مع الفريق ساءت النتائج في بداية الدوري حاصدا 8 نقاط من أول 5 مباريات اثر خلافات قوية بينه وبين بعض نجوم الفريق مثل يوسف بلايلي وياسين ميرياح ويان ساس ليرحل كاردوزو في أكتوبر الماضي وتم تعيين إسكندر القصري مدربا مؤقتا.
وجاء خلفا له الروماني لورينت ريجيكامب الذي حقق كأس السوبر لكن تمت إقالته في مارس الماضي بسبب سوء النتائج على صعيد الدوري وذلك قبل نحو أسبوعين من مواجهة صن داونز الجنوب أفريقي في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا.

عصا الكنزاري السحرية:
وانتقلت القيادة الفنية للمدرب الوطني ماهر الكنزاري صاحب الخلطة السحرية لعودة الريمونتادا الترجاوية فنجح في الفوز مع الترجي بلقب الدوري التونسي للمرة 34 في تاريخه وقبل نهاية المسابقة بجولة بعد الفوز الكبير على مضيفه الأولمبي الباجي بنتيجة 5-0.
ثم فاز الترجي بلقب كأس تونس بعد غياب منذ موسم 2015-2016 عقب تغلبه على حساب منافسه الملعب التونسي بنتيجة 1-0 في الاول من الشهر الحالي وبذلك حقق الترجي أول ثنائية محلية منذ عام 2011 ، كما أضحى الفريق العاصمي أول نادٍ تونسي يحقق الثلاثية المحلية في ذات العام كأس السوبر والدوري والكأس.
لكن نهائي الكأس حمل في طياته موقف محرج لصاحب العصا السحرية في عودة الانتصارات فأثناء مراسم التتويج حدث اشتباك بين محمد محجوب رئيس نادي الملعب التونسي مع ماهر الكنزاري المدير الفني للترجي حينما مد الكنزاري يده لمصافحة رئيس نادي الملعب إلا أن الأخير رفض مصافحته ، لتندلع شرارة الغضب من الكنزاري ويدفع رئيس نادي الملعب التونسي ويدخلان في مشادة كلامية حامية الوطيس ، وجاء ذلك الموقف بسبب رحيل الكنزاري المفاجيء في منتصف الموسم عن منصبه كمدربا للملعب التونسي من أجل تدريب الترجي الرياضي
وهو الأمر الذي فجر بركان الغضب لدى كيان نادي الملعب التونسي تجاه الكنزاري.
ولكي يخلي الكنزاري مسؤوليته من الغضب الجماهيري تجاه غياب الإنتدابات قبيل المونديال فقد مرر بعض التسريبات الذكية للوسط الأعلامي التونسي بأنه لم يتمكن من إيجاد منافس مناسب للعب وديًّا قبل كأس العالم، ولمح بأن الإدارة تفضل التعاقدات الطويلة الأجل للاعبين، وليس استقطابهم لمجرد خوض بطولة واحدة حتى ولو كانت أهم بطولة عالمية على صعيد الأندية.

وفي هذا الشأن كان من الواجب اخذ رأي رياض الجلاصي لاعب المنتخب التونسي سابقا ولاعب الأندية الكبار الثلاثة في الكرة التونسية الترجي الرياضي والافريقي والنجم الرياضي الساحلي : “الترجي فاز بالثنائية المحلية وكان في تنافس قوي مع الاتحاد المنستيري والنجم الرياضي الساحلي ، التنافس كان موجود شكلا ولا يعكس قوة المستوي ، الترجي قوي فقط بين الضعفاء في الكرة المحلية لأن الافريقي أو النجم الساحلي في اسوأ مستوياتهم ، بطولة الدوري التونسي هذا العام قدمت أضعف نسخة على صعيد المستوى خلال السنوات الأخيرة ، أكررها التنافس موجود شكلا وعلى سبيل المثال النجم الساحلي بدأ الموسم بشكل كارثي وكانت اسوأ بداية له من 33 سنة ولكنه في النهاية حل في المركز الثالث ، الترجي أيضا بدأ الموسم بشكل سيئ لكنه تدارك أمره قبل خط النهاية ، الترجي خسر مباريات مع فرق ضعيفة للغاية في الدوري”.
وتابع الجلاصي حواره : “قرعة كأس العالم للأندية أنصفت الترجي باعتباره سيقابل فلامنجو ثم ليون وبعدها تشلسي ، فلامنجو متصدر الدوري البرازيلي بعد 11 مباراة ولديه مهاجم مثل بيدرو سجل 4 اهداف في 8 مباريات وتلعب بخطة 4 2 3 1 ،
لكن مسابقة البرازيل ليست هي البطولة الاقوى عالميا مع انها البلد الاكثر حبا وعشقا لكرة القدم ، اقول دائما أن كرة القدم تم اكتشافها في انجلترا وترعرعت في البرازيل وماتت في الدول العربية على سبيل الدعابة ، المباراة الثانية مع فريق ليون وهو في المتناول نوعا ما ومستواه متقارب مع الترجي ، ليون سادس الدوري المكسيكي بعد 17 مباراة برصيد 30 نقطة بفارق 7 نقاط عن صاحب الصدارة ، المباراة الثالثة مع تشلسي أصعب فريق بالمجموعة ، البلوز أنهوا الدوري الأنكليزي في المركز الرابع بفارق 15 نقطة عن ليفربول ، مباراة تشلسي تحتاج لخطة خاصة وتكتيك خاص ، لا يمكن ان تلاعب رابع الدوري الأنكليزي بطريقة الند بالند ، اتمنى التوفيق لفريق الترجي لأنه يمثل بلدي تونس ، لكن يجب قراءة المنافسين الأقوياء ، اتمنى تحقيق التعادل مع فلامنجو والفوز على ليون ثم نفكر في مواجهة تشلسي بوضع مختلف وبمعنويات عالية مرتفعة ، نلعب دفاع المنطقة ونغلق كل المنافذ أو الثغرات مع رفع التركيز لأقصى درجة خلال التسعين دقيقة ، الكثير من الصبر والكثير من التركيز والكثير من الروح القتالية مفتاح التأهل ، الترجي بين الحقيقة والأمنيات ، الحقيقة أننا سنواجه ثلاث فرق قوية والأمنيات أن الترجي يمكنه مقارعة هذه الفرق الثلاثة بكل قوة وبسالة”

الجودة في الموجودة:
يحسب لإدارة الترجي قيامها بتمديد عقد لاعبه النيجيري أونيتشي أوجبيلو لموسمين إضافيين لينتهي في 2028 وفسخت عقد لاري العزوني البعيد كليا عن مستوى فريق الدم والذهب.
نجح الترجي في تمديد عقد مهاجمه أشرف الجبري حتى صيف 2028 ، ولعب الجبري 34 مباراة خلال الموسم الحالي في مختلف المسابقات فأحرز 14 هدفًا وصنع 7.
ولذات المدة مدد الترجي عقد لاعب الوسط خليل القنيشي الذي شارك في 30 مباراة هذا الموسم بكافة المسابقات سجل خلالها هدفين وقدم 3 تمريرات حاسمة.

اهم لاعبي زعيم تونس الخضراء:
القيمة السوقية لفريق الترجي التونسي إجمالا هي 23.2 مليون دولار واعلى لاعب في القيمة السوقية بقيمة 2 مليون دولار هو يان ساس الذي يشكل بجانب الجزائري يوسف بلايلي و أشرف الجبري مثلث القوة في تشكيلة بطل تونس.
ومن جانب الدعم أعفى المنتخب التونسي كل لاعبي الترجي من الانضمام لفترة المباريات الدولية في شهر يونيو ومن باب المرونة أيضا حدث ذات الأمر من قبل المنتخب الجزائري مع نجمي الترجي يوسف العلايلي ومحمد امين توجاي.

جاءت قائمة الترجي المشاركة في كأس العالم للأندية كالتالي:
**حراسة المرمى:
أمان الله مميش – البشير بن سعيد – صدقي الدبشي
**الدفاع:
ياسين مرياح – أمين توغاي – حمزة الجلاصي – عزيز القوضاعي – محمد بن علي – رائد بوشنيبة – أمين بن حميدة – أيمن بن محمد
**خط الوسط :
أونوتشي – خليل الڨنيشي – وائل الدربالي – حسام تقا – عبد الرحمان كوناتي – شهاب الجبالي
**خط الهجوم:
يان ساس – إلياس موكوانا – يوسف بلايلي – هيثم ضو – رودريغو رودريغيز – أشرف الجبري.

تاريخ حافل للترجي :
الترجي الرياضي التونسي يعرف اختصارا باسم الترجي ويختصر بأحرف EST (بالفرنسية: Espérance Sportive de Tunis)، تأسس يوم 15 يناير 1919 ، في حي باب السويقة بتونس ، الترجي استحوذ على الارقام القياسية على صعيد الرياضة التونسية فهو الأكثر تتويجا في كافة المسابقات سواء الدوري (31 لقب) أو الكأس (16 لقب) وحتى على صعيد السوبر التونسي (7 ألقاب).
يملك الترجي خبرة لا بأس بها في كأس العالم للأندية بنظامها القديم إذ شارك فيها ثلاث مرات سابقا لكن نتائجه لم تكن على المستوى المأمول كونه لعب 6 مباريات خسر أربعة منها وتعادل في مباراة وحيدة وفاز في مثلها ولم يصل لما هو أفضل من المركز الخامس.
جاء تأهل الترجي لبطولة العالم للأندية في شكلها الجديد بعد احتلاله المركز الثالث في تصنيف الأندية الأفريقية المعتمد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم والذي حدد آليات التأهل بناءً على نتائج الأندية في البطولات القارية بين عامي 2020 و2024، إضافة إلى تصنيف الأداء العام.

‏0 إنتدابات
0 معسكر استعدادي داخلي
0 مباريات ودية
بلا عقود رعاية
بلا مدير رياضي

بكل تلك المعطيات المحبطة يدخل الترجي لمونديال الأندية وسط قلق عارم وتوقع من الشارع الرياضي التونسي بضعف مردود غول أفريقيا في المحفل العالمي ، وصدق من قال “من يصبو للأمل عليه بالعمل”