كتب ـ أحمد خالد
ينتاب العواصم الأوروبية حالة من الهلع من أن يؤدي لقاء الرئيسين الأمريكي والروسي في ألاسكا إلى تعزيز النفوذ الروسي على حساب التحالف الغربي، ما قد يعيد أوروبا إلى موقع الهامش في السياسات الدولية.
وأصبح السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يؤدي لقاء ترامب وبوتين إلى تعزيز النفوذ الروسي على حساب التحالف الغربي، وهذا ما أجاب عنه المحلل الروسي ألكسندر زاسبكين.
زاسبيكن: ابتعاد ترامب عن المشاركة الأمريكية الفعالة في المواجهة مع روسيا يعتبر مخيفا لحكام أوروبا
أكد المحلل الروسي ألكسندر زاسبكين، أن حكام أوروبا يسعون لمواصلة الحرب على الساحة الأوكرانية وهذا الهدف هو أساس سياستهم الخارجية في الظروف الراهنة، مشيرا إلى أنه لا يوجد هدف مماثل آخر وأن كل القضايا الأخرى الخارجية والداخلية مرتبطة بما يحدث في أوكرانيا.
واعتبر زاسبكين أن ابتعاد ترامب عن المشاركة الأمريكية الفعالة في المواجهة مع روسيا يعتبر مخيفا لحكام أوروبا ويهدد سلطة مندوبي العولمة اللبرالية مثل ستارمير أو ماكرون أو ميرتس آو البيروقراطية الاوروبية، مؤكدًا أنهم إذا فشلوا فسوف يفتح طريقا أوسع أمام منافسيهم من احزاب المعارضة.
وقال أنه في كل الاحوال هذا الاحتمال افضل لروسيا اما الانقسام في الاتحاد الأوروبي أو الناتو فهذا غير واضح، إلا أننا نرى بكل وضوح ان بعض الدول غير موافقة على النهج الروسوفوبي للاتحاد الاوروبي وتريد الاستفادة من التعاون مع روسيا خاصةً في مجال الطاقة.
وأوضح أنه بغض النظر عن نتائج لقاء القمة الروسية الأمريكية سوف تبقى علاقات روسيا مع أوروبا شبه مقطوعة، وقد تتدهور لاحقا خلال فترة قادمة بسبب جنون حكام أوروبا الذين يتمهدون للتصادم المباشر مع روسيا تجاهلا لحقيقة واضحة أن هذا التصادم سوف يصبح نهاية أوروبا.
بكر بدور: الغرب غير راض عن إتمام صفقة بين بوتين وترامب
قال بكر البدور الباحث في شؤون الشرق الاوسط، إن الغرب غير راض عن إتمام صفقة بين بوتين وترامب، لأن إتمام هذه الصفقة سيكون لها إنعكاس على أمن أوروبا ومستقبلها فقد يكون هذا المستقبل بغياب أوروبا، خاصة وأن أمريكيا ممسكة بشكل كامل بأمن أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن أوروبا منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا باتت تعتبر روسيا العدو الاستراتيجي الأول، إلى جانب انعدام الثقة فيما قد يقرره ترامب واستعداده للتجاوب مع مطالب بوتين.
وبشأن هل هناك مخاوف من وجود انقسام داخل حلف الناتو بسبب هذا اللقاء، فقد أوضح أن هذا الامر في غاية الصعوية نظرًا لوجود تداخل في الملفات والعلاقات، فالولايات المتحدة هى الممولة الرئيسي للحلف وهى أكبر قوة عسكرية فيه وهى المسؤولة عن أمن أوروبا منذ الحرب العامية الثانية مؤكدًا أن الانقسام سيكون داخل المستوى السياسي لا في البعد العسكري للحلف.
وأكد بدور أن هاذا اللقاء سيخرج بوتين من حالة العزلة التي قررتها عليه العواصم الأوروبية منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، وهذا الأمر خلافات لتوقعات الدوائر الروسية، موضحًا أن الخطر لا يكمن في لقاء بوتين بـ ترامب، فالخطر يمكن أن تحذو عواصم غربية حذو ترامب، كما حدث في احتلال روسيا للقرم عام 2016.
وبشأن احتمالية أوروبا في ملفات أخرى، أكد أن في عالم السياسية لا يوجد شئ مستبعد، ولاسيما أن الرئيس الأمريكي لديةالعديد من الأوراق التي قد يستخدمها للضغط على الأوروبين لقبول أي صفقة يتمناها مع بوتين، موضحًا أن الرئيس الروسي يرغب في الاعتراف الأوروبي الأمريكي بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم التي يسيطر عليها منذ عام 2014.