القوة الساحقة وترسانة الدمار …أسلحلة أمريكا الاستراتيجية في مواجهة إيران

اللواء سمير فرج.. يحلل مدى جهوزية القواعد الأمريكية في دول الخليج

كتبت بسنت السيد
في ظل ما تشهده المنطقة من تصاعد لوتيرة الأحداث ووصولها ربما لحرب عالمية ثالثة إذا دخلت فيها أطرافا ودول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية مما ينذر بحرب لا نهائية في الشرق الأوسط.
وسط تلويح من الجانب الأمريكي المدافع الدائم عن “إسرائيل”، ليبرز في الصورة ،الدور الأمريكي الذي يترقبه العالم أجمع ، في الصراع القائم بين طرفيه إسرائيل وإيران.
والقواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج تؤكد على عمق الشراكة المتأصلة بين دول الخليج وواشنطن لتطرح تساؤلات هاما حول مدى جهوزية تلك القواعد التى تشكل ترسانة متنوعة من الأسلحة برا وبحرا وجوا.
فماهو حجم القوات الأمريكيةفي الخليج ؟
وفقا لما أشار إليه تقرير للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ،حيثة تحتفظ الولايات المتحدة بما يفوق عن 30 ألف جندي في قواعد عسكرية متواجدة بشكل دائم في دول الخليج، وهم قطر والكويت، والإمارات والبحرين وسلطنة عمان.
وتتنوع الأسلحة فى هذه القواعد إلى قاذفات استراتيجية، و أنظمة دفاع ، بالإضافة إلى ما يملكه الجيش الأمريكي من قطع بحرية تقبع في مياه الخليج العربي ، علاوة على حوالى 12 قاعدة عسكرية بعضها متفاوتة الحجم ،تضم أنظمة مراقبة وتحكم وتجسس ورصد، لمراقبة التهديدات وتحليلها.
وسنحاول في السطور التالية أن نلقي الضوء على هذه القواعد الأمريكية في دول الخليج وفقا لما نشرته المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجيةو اطلعت عليها نافذة الشرق.
قاعدة “العديد”في قطر
تأتى قاعدة “العديد “بدولة قطر على رأس القائمة، حيث أصبحت قطر حليفاً أساسيا للولايات المتحدة بعد إعلان الرئيس جو بايدن ذلك مطلع عام 2022.
وفقا لاتفاق أمنى بين البلدين بدأ تمركز الوجود الأمريكي في قطر عام 1992 ،وتضم قاعدة “العديد” مالايقل عن 13 ألف جندي، وتصنف كأكبر منشاة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وتعد أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج أيضا
وتضم قاعدة “العديد”، كلا من القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى، والقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية، والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية، وجناح المشاة 379 للبعثات الجوية، والمجموعة 319 الاستكشافية، كما تضم أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط. وفيها أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج، وتتمركز فيها أكثر من 100 طائرة، واستخدمت ولا تزال لضرب أهداف تابعة لتنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وتجدر الإشارة إلى قاعدة “السيلية”، والتي افتتحت عام 2000، تمثل مركزأ للقيادة الوسطى الأمريكية أثناء الحرب على العراق عام 2003، باعتبارها مستودعا للمعدات العسكرية.
قاعدة “عريفجان”في الكويت
أما عن ثانى قاعدة أمريكية فهى قاعدة “عريفجان”بدولة الكويت وتحتل المرتبة الثانية من حيث الحجم، وبدأ التعاون العسكري بين الكويت والولايات المتحدة منذ عام 1991، بموجب الاتفاقية الدفاعية المشتركة بين البلدين، وبمقتضاها امتلكت واشنطن حق نشر الآلاف من جنودها في الكويت.
قاعدة “الظفرة” الجوية في الامارات
وتعد قاعدة “الظفرة ” الجوية، والتى تعتبر المقر الرئيسي للقوات الأمريكية في الإمارات، حيث يتمركز بها وحدة الانتشار الجوي 380، وتقدم خدمات الدعم اللوجيستي وتزويد الطائرات بالوقود.
إضافة لميناء “جبل علي”، والذى تنتشر فيه قوات بحرية أمريكية، ويحوى رصيفاً قادراً على خدمة حاملات الطائرات.وكذلك قاعدة “الفجيرة” البحرية، التى توفرخدمات برية لوجستية لجبل علي في حال إغلاق مضيق هرمز.
قاعدة “الأمير سلطان” في السعودية
أما في المملكة العربية السعودية فتحتفظ الولايات المتحدة بحوالى 2700 جندي في المملكة، بعد أن كان عددهم قبل عام 2003 قرابة 10 آلاف جندي، وتقدم القوات فيها عروضا تدريبة وتساهم في حماية المصالح الأمريكية في المنطقة.
وتعمل هذه القاعدة على توفير أنظمة دفاع جوي وصاروخي، واستخدام الطائرات العسكرية، فضلاً عن صلاحية استخدام مرافق تابعة للجيش السعودي، وتتمركز تلك القوات في قاعدتين هما:
أولا:قاعدة “الإسكان” الجوية، وفيها تتمركز المجموعة الجوية 320 ومجموعة الاستطلاع 64.
ثانياً:قاعدة “الأمير سلطان” الجوية، وهي القاعدة التي ظلت فيها القوات الأمريكية قرابة 13 عاماً، وانسحبت عام 2003، ثم عادت عام 2020.
3قواعد هى “الجفير والمحرق والشيخ عيسى” في البحرين
أصبحت البحرين مركزاً مهماً لقوات الولايات المتحدة، وفيها تقع قيادة أسطولها الخامس، وفقا لتقريرالمركز المصري للدراسات للفكر والدراسات الاستراتيجية الذى أوضح، أنه يوجد في المملكة حوالى 9 آلاف جندي أمريكي.وبدأالوجود العسكري الأمريكي في البحرين في عام 1948، وهو العام الذي وقعت فيه اتفاقيات تعاون أمنية،وتتمركز القوات الأمريكية في ثلاث قواعد رئيسية بالمملكة هي:
أولا:قاعدة “الجفير” البحرية، وهي عبارة عن قاعدة بحرية شاطئية دائمة، وهي الوحيدةفي الشرق الأوسط حيث يتواجد فيها القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، ومقر الأسطول الخامس.
ثانيا:قاعدة “الشيخ عيسى” الجوية، وتحوى مخيما للدعم الجوي، وتم استخدامها في الحرب على أفغانستان.
ثالثاً:قاعدة “المحرق” الجوية، والتي تعد جزءاً من مطار البحرين الدولي، وتتمركز فيها قوة المهام المشتركة الـ 53 الجوية.
3قواعد بسلطنة عُمان
أما عن الوجود الأمريكي في سلطنة عُمان يعود لعام 1980، حيث منحت القوات الأمريكية صلاحية الوصول إلى المرافق العُمانية، وبموجب اتفاقية تعاون مشترك يمكن حوالى 600 جندي الوصول إلى 24 مرفقاً عسكرياً، كالمطارات والموانئ والقواعد العسكرية ولدى السلطنة 3قواعد أمريكية هي:
قاعدة “مصيرة” الجوية، وتضم محطة مراقبة للمسطحات المائية في المنطقة، وتستخدم لتسيير طائرات التجسس.
قاعدة “المسننة” الجوية، وتحتوى على مخازن أمريكية ضخمة للذخيرة، وتستخدم لعمليات النقل الجوي، والإمداد اللوجستي.
وأخيرا قاعدة “ثمريت” الجوية، والتى تشمل مخازن للعتاد والسلاح الأمريكي.
تحليل عسكرية من اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي حول آخر تطورات الأحداث الجارية
وحول مدى جهوزية تلك القواعد الأمريكية المتمركزة في دول الخليج لخوض حرب ضد إيران يقول الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج في مداخلة على قناة النيل للأخبار: “أن القواعد العسكرية في الخليج ليست جاهزة والدليل على ذلك حرب الخليج بعد اجتياح الكويت ،حيث استغرقت القوات الأمريكية وقتها 3شهور لتحريك قواتها وهذا يستنفذ طاقة الولايات المتحدة الأمريكية “.
وتابع اللواء سمير فرج قائلا:”الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعطى فرصة أسبوعين لإعطاء قرار بشأن دخول الحرب من عدمه “.
وأكد الخبير الاستراتيجي بقوله”أنا لا أميل إلى أن أمريكا ستشارك في الحرب ضد إيران وأكاد أجزم بأنها لن تدخل في هذه الحرب، مشيراً إلى تجربته في فهم آليات صناعة القرار الأمريكي الذى لايأتى بناء على تصريحات الرئيس الأمريكي فقط وإنما بالعودة للكونجرس الأمريكى ووزارة الدفاع البنتاجون.
تحليل المشهد في الصراع بين إيران وإسرائيل
وحول تحليله للمشهد الاستراتيجي الحالى يقول اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي:”دخلنا الأسبوع الثاني من أعمال القتال بين إيران وإسرائيل،وقد ركزت إيران في الاسبوع الأول من ضرباتها على شمال إسرائيل ثم بدأت بضرب الجنوب الإسرائيلي .
وتابع ،لقد اقتربنا من مفاعل ديمونةإذن ، مشيراً إلى أن إيران بدأت تستهدف الجنوب.
مما يعكس تحولا جديدا حيث استهدفت إيران أمس مبنى مايكروسوفت بصاروخ في بئر السبع.وفقا لتحليل اللواء سمير فرج.
وحول السيناريوهات المتوقعة والتى قد تدفع واشنطن لاستخدام قواتها في مواجهة إيران
يقول الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج أنه وفقا لأخر استطلاعات للرأي حول اشتراك القوات الأمريكية في توجيه ضربات ضد إيران،والتى جاءت مؤكدة أن 60%من الشعب الأمريكي يتساءل لماذا ندخل حربا لا ناقة لنا فيها ولا جمل؟ .
وتابع ،الأمريكيون لايريدون أن يروا أبناءهم محمولين في أكفان ،مشيرا إلى أن الحزب الجمهورى أيضا يعارض ترامب ومستشاريه في خوض حرب ضد إيران.
اللواء سمير فرج:استبعاد خوض أمريكا حربا ضد إيران
وشدد اللواء سمير فرج على استبعاد خوض الولايات المتحدة الأمريكية حرباً ضد إيران حيث قال :” لا الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة، ولا قواعدها في الخليج مستعدة ،ولا يريد دونالد ترامب أن يخسر مصالحه في الشرق الأوسط ودول الخليج”
ويؤكد اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي في مداخلة لقناة المشهد حول توقعاته حول ما ستصل إليه الأمور في الفترة القادمة أكد قائلا :” تنبأت بضربة استباقية من إسرائيل قبل الحرب الإسرائيلية على إيران ب9أيام مشيراً إلى أن كل الشواهد كانت تشير إلى قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد إيران”.
وتابع،الخبير الاستراتيجي أن من بيده قرار إنهاء الحرب هو الرئيس الأمريكي ترامب لافتاً إلى إجتماع وزراء الخارجية في بروكسيل مع وزير الخارجية الإيراني للتفاوض على إنهاء الحرب ولكن إيران بالطبع رافضة للتفاوض لأنها في موقف القوى المنتصر بماحققته من أهداف.
وأشار إلى أنه لايوجد اى محلل سياسي أو عسكرى يمكنه أن يتنبأ متى ستنتهى الحرب نظرا للانقسام في الداخل الأمريكى ، لذا اتخذ ترامب مؤخرا قرارا بإعطاء فرصة أسبوعين إما للمفاوضات أو لاستعداد القوات الأمريكية.