اللواء سمير فرج: ترامب قادم إلى الشرق الأوسط لإنهاء الحرب على غزة

وحماس أحيت القضية الفلسطينية من جديد بعد موتها

محمود كرم

يترقب العالم الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات خلال الأيام المقبلة، بهدف
إجراء محادثات بشأن عدد من القضايا الهامة بالمنطقة وعلى رأسها جهود الوساطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وكذلك تعزيز الشراكة الأمريكية مع دول الخليج.

ويتكوف يتوقع إحراز تقدم في توسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم

وأكد ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن هذا الأسبوع، أنه يتوقع إحراز تقدم في توسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم، وهي مجموعة من اتفاقيات التطبيع توسط فيها ترامب خلال ولايته الأولى بين إسرائيل ودول عربية هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

وقال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، الذي من المتوقع أن يرافق الرئيس الأمريكي في جولته في الشرق الأوسط، في مقطع مصور لكلمته “نعتقد أنه سيكون لدينا قريبا جدا بعض الإعلانات أو كثير منها والتي نأمل أن تحرز تقدما بحلول العام المقبل”.

من جهته، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي قبيل مغادرته إلى منطقة الشرق الأوسط زيارته غداً إلى دول السعودية والإمارات وقطر بأنها زيارة تاريخية..

الأمير محمد بن سلمان يرحب بزيارة ترامب
من ناحية أخرى، أبدى مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جلسته الأخيرة، ترحيبه بزيارة ترامب إلى السعودية، كما أعرب عن تطلعه إلى أن تسهم الزيارة في تعزيز آليات التعاون والشراكة الاستراتيجية للبلدين الصديقين وتطويرها في مختلف المجالات؛ بما يحقق مصالحهما ورؤيتهما المشتركة، وفقاً لما ذكرته “واس”.

السعودية لا تعترف بشرعية دولة إسرائيل

ومن المعروف تاريخيًا أن دولة السعودية لا تعترف ببشرعية دولة إسرائيل، مما يعني أن أكثر اقتصادين وقوتين عسكريتين تقدما في الشرق الأوسط لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية. حيث يرى مؤيدو تطبيع العلاقات إنه سيجلب الاستقرار والازدهار إلى المنطقة، مع مواجهة نفوذ إيران.

وتتخطى قضية إقامة علاقات مع إسرائيل كونها مجرد حدث دبلوماسي بارز إلى قضية أمن قومي حساسة جدا.

ومن دون إنهاء حرب غزة ووضع خارطة طريق معقولة لإقامة دولة فلسطينية، فإن التطبيع يهدد بإذكاء الغضب الشعبي وتعزيز جرأة جماعات مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وجماعة الحوثي التي اتخذت من قبل من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مسوغا لشن هجمات في أنحاء من المنطقة.

وكانت القضية محورية في المحادثات الثنائية خلال ولاية ترامب الأولى. وقالت ستة مصادر أخرى تحدثت معها رويترز لإعداد هذا التقرير، بمن فيهم مسؤولان سعوديان ومسؤولان أميركيان، إن القضية فُصلت فعليا عن المسائل الاقتصادية وغيرها من المسائل الأمنية بين واشنطن والرياض. وطلب جميع هؤلاء الأشخاص عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المحادثات الدبلوماسية.

ترامب قادم إلى الشرق الأوسط لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة

وقال اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادم إلى الشرق الأوسط لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، فهو يرغب في الحصول على جائزة نوبل، لافتًا إلى أنه سيأتي ومعه القرار لنتنياهو بوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، خاصة بعد موافقته على عدم تهجير الفلسطينيين.

وأضاف فرج أن القضية الأهم ستتمثل في نزع سلاح حماس وهو ما سيتم الاتفاق عليه خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن ترامب سينهي الحرب في غزة تزامنا مع زيارته للشرق الأوسط ويعلن أيضا انتهاء الحرب كذلك بين روسيا وأوكرانيا ليحصل على جائزة نوبل للسلام.

حماس أحيت القضية الفلسطينية من جديد

وتطرق الخبير الاستراتيجي إلى مقولته «حماس أحيت القضية الفلسطينية من جديد»، قائلًا، إن وزير الخارجية الأمريكى هنري كيسنجر أطلق مقولة «الطبق الساخن»، وذلك عندما أرسل له الرئيس الراحل أنور السادات، مستشاره للأمن القومي حافظ إسماعيل عام 1973 قبل حرب أكتوبر بعدة شهور، حيث قال كيسنجر لحافظ إسماعيل إن قضيتكم باردة لذلك أنتم تحتاجون إلى إحياء قضيتكم.

وأشار الخبير العسكري إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات استغل هذه المقولة خادعًا إسرائيل بأن الاتحاد السوفيتي لا يريد إعطاء مصر أسلحة هجومية كما تم طرد الخبراء الروس، لذا تحدث كسينجر إلى جولدا مائير لإيجاد حل للقضية المصرية ومنها انسحاب إسرائيل 30 كيلو من قناة السويس وتشغيلها.

وأوضح فرج أنه رغم تواجد حشود من الجنود المصريين على الجبهة في تمام الساعة العاشرة صباحًا يوم حرب 6 أكتوبر إلا أن مائير قالت لقيادات الجيش الإسرائيلي إن كيسنجر أكد عدم إقدام مصر على الهجوم.

واعتبر اللواء سمير فرج، أن حماس طبقت نظرية «الطبق الساخن» لتحيي القضية الفلسطينية من جديد بعد موتها، موضحًا أنه أصبح لا مجال لحل الدولتين عقب تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك كان لا بد من إحياء القضية الفلسطينية وإظهارها على الساحة من جديد.

نتنياهو لن يستسلم لضغوط الشارع الإسرائيلى

من جهة أخرى، يرى اللواء سمير فرج أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يستسلم لضغوط الشارع الإسرائيلي لإتمام المرحلة الثانية باتفاق إطلاق وقف النار في غزة، فهو يدرك أنه يواجه قضايا فساد وبالتالي قد يذهب إلى السجن ويحاسب على عدم جدوى الحرب الإسرائيلية على غزة طوال عام ونصف، فالحالة الوحيدة التي قد يرضخ لها نتنياهو إذا طلب منه ترامب ذلك.

وتأتي زيارة ترامب إلى دول السعودية وقطر والإمارات وسط حالة من التأهب بشأن وقف الحرب الإسرائيلية على غزة والتي بدأت من السابع من أكتوبر، حيث أسفرت الغارات الإسرائيلية على كافة مناطق القطاع عن استشهاد ما لا يقل عن 52 ألف فلسطيني وإصابة 110 ألف آخرين