محمد صفوت
في خطوة تحسب للقائمين على المهرجان القومي للمسرح المصري تم عمل ندوة للفنانة المخضرمة ميمي جمال للحديث عن تكريمها في حفل إفتتاح المهرجان ومسيرتها التي أمتدت لقرابة سبعة عقود ، الندوة شهدت في المنصة تواجد الفنانة الكبيرة إلى جانب الدكتورة مها فاروق مؤلفة الكتاب الوثائقي عن مسيرتها والذي حمل أسم “ميمي جمال.. سبعون عامًا من الإبداع”، وكانت الندوة تحت إدارة الإعلامية سلمى عادل، وبحضور النجم محمد رياض رئيس المهرجان والنجم صبري فواز فضلا عن المخرجين عادل عوض وعمرو عابدين.
بعد الندوة كان الحوار التالي :
المشهد الرئيسي في الندوة كان حديثك عن زوجك الراحل حسن مصطفى ، أحسست بتأثرك وانك كنتي قريبة جدا من البكاء بشدة؟
اعتقد من واجبي ناحية زوجي الراحل أن أهديه التكريم الخاص بي في إفتتاح المهرجان القومي للمسرح المصري لأنه كان حزين نوعا ما في داخله لأنه لم يتم تكريمه طيلة مساره الفني ، ولكنه كان راضي كل الرضا ويقول أنه سعيد برضا الجمهور عنه وأنه لن يسعى إطلاقا للتكريم أو أداء دور معين.
حسن بدأنا سويا في المسرح منذ سنة 1962 ، هو أبو بناتي ولم اتزوج إلا هو طيلة حياتي ، وحينما تقدم لزواجي لم توافق عائلتي وخاصة أمي لفارق العمر بيننا ولأن كلانا موظف في المسرح والدخل ليس بالكبير ماليا ، لكنني كنت احبه لطيبته الشديدة.
وهنا يحضرني موقف حينما حاولت أحد الزميلات إثارته عليا ، وقالت له كيف توافق أن تلبس زوجتك ملابس عارية في المسرح ، وهنا وجدته يكلمني في المنزل بشكل غاضب وشرحت له طريقة لبسي التي لم تكن تعجبه فقال لي أنني يجب عليا لبس إيشارب لكي يغطي أجزاء من جسمي فقلت له سأقوم بعمله ولكنه يحتاج عدة أيام لكي يتفق مع لون الملابس وفعلا قمت بعمله إحتراما له ولكنني كنت غاضبة داخلي من هذه الممثلة التي حاولت إثارته ضدي.
بالطبع هو سندي وظهري ولا أنسى أنني عشت معه اجمل سنوات عمري ، وكان متفاهم جدا معي في العمل ، وأنني ممكن انهي عملي في أوقات متأخرة ، ولم يتدخل في عملي لكن كان لديه الكثير من مشاعر الغيرة الجميلة لدى الرجال ، وأراها من أجمل القواسم الزوجية ولم أغضب منه لغيرته الشديدة عليا لأن أي إمراءة تحب غيرة زوجها عليها.
هل غضبتي منه لأنه خاف عليكي من المشاركة في المسرحية الرائعة “مدرسة المشاغبين” ؟
وقتها لم افهم اعتراضه لكني اقتنعت برأيه لاحقا لأن وجهة نظرة كانت خوفه عليا فنيا من قوة تأثير عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي لأنهم كانوا بدأوا منذ فترة صغيرة ووصلوا لقمة النجومية ، وخاف الا أستطيع مجاراتهم في المبارزة الفنية بينهم أو أن يحدث كما يقال فنيا “ياكلوني” على المسرح.
اغلب ادوارك لم تكوني فيها بطلة العمل ولكنك نجحتي جدا في أداء أدوارك ، هل هذا هو رضا بما يأتي لكي من أدوار ام أن فرصة البطولة كان صعب حصولك عليها؟
لم افكر في حياتي سوى بطريقة واحدة في التمثيل وهو أنه حينما يعرض عليا دور ما فيجب أن أتميز فيه واتقمص الشخصية بأفضل طريقة ممكنة ، واترك أمر البطولة للنصيب ، الأهم أن أتقن دوري ، الدور الثاني يجب أن يكون قوي حتى يظهر الممثل صاحب الدور الاول او البطل ، التكامل مهم بين الممثلين وإتقان كل فرد في العمل لدوره حتى يخرج العمل في أفضل شكل ممكن.
بخصوص مشهدك الشهير في مسلسل “إيجار قديم” اديت فيه دور ممثلة كبيرة انحسرت الأضواء عنها وأصبح يتم التعامل معها على أنها كومبارس ، وأديتي هذا المشهد بإتقان منقطع النظير ، هل كان هذا الإتقان يعود لخبرة السنين ام أنك تحسي فعلا أنك زعلانة على قلة الأدوار التي تعرض عليكي حاليا ؟
بصراحة في فترة ما أحسست هذا الإحساس واعتزلت لتاريخي لكني وجدت بعد زواج بناتي أحسست بنوع من الوحدة وبالطبع لا أتقن أي مهنة سوى التمثيل ، لذا بدأت أقبل الأعمال التي تحضر لي برغم صغر مساحتها وقررت أن أقبل ما يعرض عليا واقدم فيه أقصى ما لدي وفقا لخبرتي ، ولهذا جمعت في المشهد ما بين الأمرين خبرتي الكبيرة وإحساسي نوعا ما بالغضب من قلة الأدوار التي تأتي لي.
ما هو رضاءك عن الحركة الفنية حاليا في المسارح المصرية ؟
طبعا ضعيفة وقليلة ، اتمنى فتح العديد من المسارح ، أتمنى يوجد تنوع كبير في العروض المسرحية ، انا سعيدة بوجود مسرح مصر المليء بالوجوه الكوميدية وسعيدة بمسرحية “الملك لير” للنجم القدير يحيى الفخراني والتي يظهر بها المسرح الجاد المحترم ، اتمنى يعود المسرح لقوته ونرى التنوع ما بين المسرح الكوميدي والاستعراضي والجاد والثقافي ، المسرح أبو الفنون ومن روعته التنوع في أشكاله.
ماذا عن دورك في مسلسل “كامل العدد” وايضا في فيلم “ريستارت” مع النجم تامر حسني؟
دوري في مسلسل كامل العدد يناسب شخصيتي لأن والدتي كانت يونانية وشديدة التمسك بالتقاليد والأصول وهذا ما حاولت أن أقدمه في دوري مع الأولاد والأحفاد ، أما دوري في ريستارت فقد كنت أقوم به وانا مستمتعة بقصة الفيلم التي تتكلم على مخاطر السوشيال ميديا ، وهي قصة تناسب الأهوال التي نراها حاليا بسبب السوشيال ميديا وأخطرها مشكلة وفاء عامر التي لا اصدق ما قيل عنها وموضوع تجارة الأعضاء لأن اعرف سعيها الدائم لعمل الخير .
خلال الندوة قال الفنان صبري فواز عن مسيرة الفنانة ميمي جمال : “لديها مسيرة عظيمة على المستوى المهني والإنساني ، يكفي انها تحدثت عن أهمية وجود الذكاء لدى الممثلة حينما تكون على المسرح وتنتبه بشدة لما يقوله زميلها أو زميلتها حتى يظهر التناغم جليا بين الفنانين على خشبة المسرح ، أيضا تحدثت الفنانة عن كيفية إتقان الفنان لدوره وان يجبر المشاهد من شدة إتقانه للدور أن ينسى أسمه الحقيقي ويتذكر الفنان بأسم الدور وليس اسمه الحقيقي ، الممثل يجب أن يلبس ويتقمص الروح والمشاعر الخاصة بالشخصية ، وانا من عشاقها منذ دورها في “حب ودلع” حتى دورها الاخير في مسلسل العتاولة”.
وقال النجم محمد رياض رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري عن الفنانة ميمي جمال : “عملت مع الفنانة المخضرمة في المسرح والمسلسلات ، بخصوص مسرح القطاع الخاص كان كافة المنتجين يتمنوا وجود الفنانة ميمي جمال لأن لديها إحساس عالي بكافة زملائها كما كانت ذكية جدا في المحافظة على مايسمى فنيا إيقاع المشهد ، وأجمل ما فيها انها كانت تعطى مساحة واسعة للفنانين الموجودين معها في المشهد ، ولذا كانت حاضرة على الدوام في كافة مسرحيات القطاع الخاص ، ربنا يطول في عمرها ونرى لها أعمال أكثر وأكثر في القادم”.
أهدي شيخ المصورين محمد بكر صورة للفنانة ميمي جمال من أحد أعمالها التي وصلت إلى نحو 530 عملاً فنيًا من ضمنهم ما يتجاوز 100 عرض مسرحي ، لكن أجمل ما فيها انها نجحت في أن تكون أول فنانة جميلة تقدم الكوميديا وتكسر بذلك القالب الكلاسيكي للفنانة الكوميدية ، و يبقى السؤال المر هل يتم تكريم بقية بنات جيلها أم يحدث لهم ما حدث للفنان الرائع حسن مصطفى الذي فارق الحياة وقد كان أقصى أمانيه التكريم الذي انتظره طويلا ولكنه لم يأتي للأسف.