كتبت بسمة هاني
مع تصاعد التوترات الدولية وتعدد بؤر النزاع الجيوسياسي، تعود الأسلحة النووية إلى الواجهة كعنصر تهديد استراتيجي، لا سيما في ظل تصاعد الخطاب العدائي بين القوى الكبرى وغياب آليات فعالة لضبط الانتشار النووي.
السفير الروسي السابق ألكسندر زاسبكين يحذر من انزلاق خطير
في حديث خاص لموقع نافذة الشرق، قال السفير الروسي السابق ألكسندر زاسبكين إن “روسيا تلتزم التزاماً راسخاً بنظام عدم انتشار الأسلحة النووية، وتعمل دائماً على دعمه وتعزيزه، رغم الخلافات والتناقضات الدولية والإقليمية الأخرى”.
وأكد أن “الانزلاق نحو حرب نووية يمثل خطاً أحمر بالنسبة لموسكو، لا يجوز تجاوزه بأي حال من الأحوال”.
نظام عدم الانتشار يتعرض للتآكل
وأشار زاسبكين إلى أن “نظام عدم الانتشار النووي تعرض خلال العقود الماضية لسلسلة من الخروقات والانتهاكات”، مضيفاً أن “المجتمع الدولي فشل في التعامل مع بعض الحالات الواضحة، مثل البرنامج النووي الإسرائيلي، الذي ظل خارج إطار الرقابة الدولية منذ ستينيات القرن الماضي، دون أي خطوات جدية لإخضاعه للمعايير الدولية”.
ولفت إلى أن “منطقة الشرق الأوسط لا تزال تفتقر إلى أي تقدم ملموس في إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، رغم الدعوات المتكررة لذلك”.
البرنامج النووي الإيراني في قلب العاصفة
وفي سياق متصل، أوضح السفير الروسي السابق أن “إيران كانت ولا تزال تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتأكيد الطابع السلمي لبرنامجها النووي”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة وإسرائيل، وبدعم من القوى الغربية، دخلت في مرحلة مواجهة مفتوحة ضد طهران، تستهدف تدمير منشآتها النووية وفرض تغيير سياسي في البلاد”.
وأكد أن “الهدف الجيوسياسي لهذا التصعيد هو ضمان الهيمنة الغربية على منطقة الشرق الأوسط، بغض النظر عن تداعيات ذلك على الأمن الإقليمي والدولي”.
ضربة قاصمة لنظام عدم الانتشار
وشدد زاسبكين على أن “ما يزيد الوضع خطورة هو أن إسرائيل، الدولة غير الموقعة على معاهدة عدم الانتشار النووي، شنت اعتداء على إيران، التي تلتزم بتلك المعاهدة”، موضحاً أن “الدعم الغربي لهذا التصرف يشكل سابقة خطيرة تزعزع ثقة الدول في النظام الدولي، وتفتح الباب أمام دول أخرى وربما حتى جماعات إرهابية للسعي نحو امتلاك أسلحة نووية”.
وأشار إلى أن “تزوير المزاعم حول البرنامج النووي الإيراني يخدم أجندات سياسية بحتة، ويقوض بنية النظام العالمي القائم على الاتفاقيات متعددة الأطراف”.
غياب الثقة الدولية يعقد جهود الوساطة
ونوّه زاسبكين بأن “الأجواء الدولية الراهنة، التي تتسم بانعدام الثقة بين الأطراف الفاعلة، لا تساعد على إنجاح مبادرات الوساطة”.
ومع ذلك، أكد أن روسيا ستواصل جهودها انطلاقاً من مسؤولياتها كقوة نووية كبرى، وستسعى إلى الحوار والتنسيق مع الولايات المتحدة من أجل منع المزيد من التدهور في المشهد النووي العالمي.